أشارت غداة البين من خلل السجف

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة أشارت غداة البين من خلل السجف لـ لسان الدين بن الخطيب

اقتباس من قصيدة أشارت غداة البين من خلل السجف لـ لسان الدين بن الخطيب

أشارَتْ غَداةَ البيْنِ منْ خلَلِ السّجْفِ

بناظِرَتَيْ ريمٍ وسالِفَتَي خِشْفِ

وأبْصَرَتِ التّوْديعَ حقّاً فلَمْ تُطِقْ

غَداتَئِذٍ كتْماً لبَعْضِ الذي تُخْفي

أماطَتْ عن الخَدِّ اللّئَامَ فأطْلَعَتْ

هِلالاً علَى غُصْنٍ وغُصْناً علَى حِقْفِ

وقالَتْ لأتْرابٍ لَها قُمْنَ دونَها

فقائِلةٍ سِحّي وقائِلَةٍ كُفّي

أخِلاّيَ هلْ طعْمٌ أمَرُّ منَ النّوَى

وأفْظَعُ خَطْباً منْ مُفارقَةِ الإلْفِ

ولمْ تَكُ إلاّ ساعَةٌ وتسنّمَتْ

ظُهورَ المَطايا كلُّ فانِيةِ الطّرْفِ

ودارَتْ علَى الرّكْبِ الصّوارِمُ والقَنا

وجُرْدُ المَذاكي منْ أمامٍ ومِنْ خلْفِ

أمالُوا السُّرَى قصْدَ العِراقِ وأزْمَعوا

على مهْمَهٍ تسْفي بهِ الرّيحُ ما تسْفي

ودلَّ علَيْهِمْ مَنْ تخلّفَ منْهُمُ

بمَا أودِعُوا طيبُ النّسيمِ منَ العَرْفِ

فَلا عَهْدَ إلاّ بالخَيالِ وبالمُنى

ولا وصْلَ إلاّ بالرّسائِلِ والصُّحْفِ

بكَيْتُ دَماً حتّى توهّمَ صاحِبي

بأنّي غَداةَ البيْنِ أرْعَفُ منْ طَرْفي

وكمْ رُمْتُ أنْ يُجْدي البُكاءُ فلَمْ يكُنْ

ليُجْدي ورجّعْتُ الحَنينَ فلَمْ يشْفِ

أيا قاتَلَ اللهُ الغَوانِي فإنّما

طِلابُ الرّدى وقْفٌ على ربّةِ الوَقْفِ

تُغادِرُ ذا الجأشَ القَويَّ جُفونُها

ضَعيفَ انتصارِ وهْيَ بيّنةُ الضّعْفِ

إذا ما غرَسْنَ الوعْدَ في روضَةِ الهَوى

جَنَيْتُ علَى أغْصانِهِ ثمَرَ الخُلْفِ

تُرَى منْ أحَلّ الغَدْرَ وهْوَ محرَّمٌ

وحرّمَ غُصْنَ الأقْحُوانِ على الرّشْفِ

سأصْرِفُ عنْ قلْبي مُساعَدَةَ الهَوى

فقدْ كانَ في حوْلَيْنِ منْ ذاكَ ما يكْفي

وأذْهَبُ منْ صَبْري الى كلِّ مذْهَب

وكُلُّ كريمٍ لا يُقيمُ علَى خسْفِ

وأفْزَعُ منْ دهْري الى ظِلّ يُوسُفٍ

فلِلّهِ منْ رُكْنٍ مَنيع ومِنْ كهْفِ

زجَرْتُ القَوافي والمَطايا شَوارِداً

الى واحِدٍ في الرّوعِ يُغْني عنِ الألْفِ

وَقورٌ إذا الأبْطالُ طاشَتْ حُلومُها

وأقْدَمُ في الهَيْجاءِ صَفّاً الى صَفِّ

إذا ذُكِرَ الأمْلاكُ يوْماً فيوسُفٌ

لِما شِئْتَ منْ جُودٍ وما شِئْتَ منْ عطْفِ

هُوَ الدّهْرُ لكِنْ عدْلُهُ وسَماحُهُ

يرُدُّ صُروفَ الدّهْرِ راغِمَةَ الأنْفِ

هوَ البَدْرُ إلا أنّهُ الدّهْرَ كامِلٌ

إذا عِيبَ نُورُ البَدْرِ بالنّقْصِ والخَسْفِ

منَ العرَبِ الشُّمِّ الأنوفِ إذا احْتَبوا

تبوّأتَ في جارٍ مُجيرٍ وفي حِلْفِ

كِرامٌ إذا ما الغيْثُ في الأرْضِ لمْ يكْفِ

بصَوْبِ حَيا كانَتْ أكُفُّهُمْ تكْفي

فإنْ حمَلوا أفْنَوْا أو استُصْرِخوا حمَوْا

وإنْ بذَلُوا أغْنَوا عنِ الدِّيمِ الوَطْفِ

وإنْ مُدِحوا اهتَزّوا كَما هبّتِ الصَّبا

على كُلِّ ممْطورٍ منَ البانِ مُلْتَفِّ

وإنْ سَمِعوا العَوْراءَ فرّوا بأنْفُسٍ

كِرامِ السّجايا لا تفِرُّ منَ الزّحْفِ

لَعَمْري لَئِنْ هاجَتْ عَزائِمَكَ العِدَى

كما بحثَتْ عنْ حتْفِها ربّةُ الظِّلْفِ

وغرّتْهُمُ الحرْبُ السِّجالُ وقلّما

يدُلُّ غُرورُ القوْمِ إلا على الحتْفِ

فقَدْ آنَ أخْذُ الدّينِ منْهُمْ بِثأرِه

وما كانَ جفْنُ الدّهْرِ في مثلِها يُعْفِي

ودونَ مهَبِّ العزْمِ كلُّ مهنَّدٍ

وخطّيّةٍ سُمْرٍ وفَضْفاضَةٍ زَغْفِ

وأُسْدٍ غِضابٍ إنْ تذكّرْنَ يومَها

عضَضْنَ بأطْرافِ البَنانِ منَ اللّهْفِ

أمَوْلايَ زارَتْكَ القَوافِي كأنّها

هدِيٌّ تَهادَتْها القِيانُ الى الزَّفِّ

علَيْها عُقودٌ منْ ثَنائِكَ نُظِّمَتْ

مُناسِبَةَ التّأليفِ مُحْكَمَةَ الرّصْفِ

أتاكَ بِها النَّوْروزُ معْتَرِفاً بِما

لمُلْكِكَ فيهِ منْ نَوالٍ ومِنْ عُرْفِ

فهُنّيتَهُ والدّهْرُ طوْعُكَ والمُنى

تُوافِي بما تهْواهُ ضِعْفاً علَى ضِعْفِ

تمهّدَتِ الدُنْيا بمُلْكِكَ بعْدَما

أقامَتْ زَماناً لا تَقَرُّ منَ الرّجْفِ

ورُضْتَ صِعابَ الدّهْرِ وهْيَ شَوامِسٌ

فذلّلْتَها منْ غيرِ جُهْدٍ ولا عُنفِ

وكمْ صَرَفَ التّأميلَ نحوَكَ آمِلٌ

فصيّرْتَهُ بالعدْلِ ممْتَنِعَ الصَّرْفِ

وكمْ منْ يَدٍ أوْلَيْتَنيها كَريمَةٍ

يقِلُّ لَها نظْمي ويعْيَى بِها وصْفي

فأسْبابُكَ الوُثْقَى وصلْتُ بِها يَدي

ونِعْمَتُك الكُبْرى ملأتُ بِها كفّي

فإنْ أنا لمْ أمْحَضْكَ منّي بخالِصٍ

منَ الوُدِّ صافٍ في قَرارتِه صِرْفِ

ولمْ آتِ بحْرَ المَدْحِ فيكَ لِغايةٍ

تُرى دونَها الأبْصارُ حاسِرةَ الطّرْفِ

فَلا صاغَ معْنىً يُسْتَضاءُ لنورِه

جَناني ولا خطّتْ بَناني في حرْفِ

شرح ومعاني كلمات قصيدة أشارت غداة البين من خلل السجف

قصيدة أشارت غداة البين من خلل السجف لـ لسان الدين بن الخطيب وعدد أبياتها ستة و أربعون.

عن لسان الدين بن الخطيب

محمد بن عبد الله بن سعيد السلماني اللوشي الأصل، الغرناطي الأندلسي، أبو عبد الله الشهير بلسان الدين بن الخطيب. وزير مؤرخ أديب نبيل. كان أسلافه يعرفون ببني الوزير. ولد ونشأ بغرناطة. واستوزره سلطانها أبو الحجاج يوسف بن إسماعيل (سنة 733هـ) ثم ابنه (الغني بالله) محمد، من بعده. وعظمت مكانته. وشعر بسعي حاسديه في الوشاية به، فكاتب السلطان عبد العزيز بن علي الميني، برغبته في الرحلة إليه. وترك الأندلس خلسة إلى جبل طارق، ومنه إلى سبتة فتلمسان (سنة773) وكان السلطان عبد العزيز بها، فبالغ في إكرامه، وأرسل سفيراً من لدنه إلى غرناطة بطلب أهله وولده، فجاؤوه مكرمين. واستقر بفاس القديمة. واشترى ضياعاً وحفظت عليه رسومه السلطانية. ومات عبد العزيز، وخلفه ابنه السعيد بالله، وخلع هذا، فتولى المغرب السلطان (المستنصر) أحمد بن إبراهيم، وقد ساعده (الغني بالله) صاحب غرناطة مشترطاً عليه شروطاً منها تسليمه (ابن الخطيب) فقبض عليه المستنصر)) . وكتب بذلك إلى الغني بالله، فأرسل هذا وزيره (ابن زمرك) إلى فاس، فعقد بها مجلس الشورى، وأحضر ابن الخطيب، فوجهت إليه تهمة (الزندقة) و (سلوك مذهب الفلاسفة) وأفتى بعض الفقهاء بقتله، فأعيد إلى السجن. ودس له رئيس الشورى (واسمه سليمان بن داود) بعض الأوغاد (كما يقول المؤرخ السلاوي) من حاشيته، فدخلوا عليه السجن ليلاً، وخنقوه. ثم دفن في مقبرة (باب المحروق) بفاس. وكان يلقب بذي الوزاتين: القلم والسيف؛ ويقال له (ذو العمرين) لاشتغاله بالتصنيف في ليله، وبتدبير المملكة في نهاره. ومؤلفاته تقع في نحو ستين كتاباً، منها (الإحاطة في تاريخ غرناطة) ، و (الإعلام فيمن بويع قبل الاحتلام من ملوك الإسلام-خ) في مجلدين، طبعت نبذة منه، و (اللمحة البدرية في الدولة النصرية-ط) .[١]

تعريف لسان الدين بن الخطيب في ويكيبيديا

محمد بن عبد الله بن سعيد بن عبد الله بن سعيد بن علي بن أحمد السّلماني الخطيب الشهير لسان الدين ابن الخطيب ولقب ذو الوزارتين وذو العمرين وذو الميتين، (لوشة، 25 رجب 713 هـ/1313م - فاس، 776 هـ/ 1374م) كان علامة أندلسيا فكان شاعرا وكاتبا وفقيها مالكيا ومؤرخا وفيلسوف وطبيبا وسياسيا من الأندلس درس الأدب والطب والفلسفة في جامعة القرويين بمدينة فاس. يشتهر بتأليف قصيدة جادك الغيث وغيرها من القصائد والمؤلفات. قضّى معظم حياته في غرناطة في خدمة بلاط محمد الخامس من بني نصر وعرف بلقب ذي الوزارتين: الأدب والسيف. نـُقِشت أشعاره على حوائط قصر الحمراء بغرناطة. نشأ لسان الدين في أسرة عرفت بالعلم والفضل والجاه، وكان جده الثالث «سعيد» يجلس للعلم والوعظ فعرف بالخطيب ثم لحق اللقب بالأسرة منذ إقامتها في لوشة وكانت أسرة ابن الخطيب من إحدى القبائل العربية القحطانية التي وفدت إلى الأندلس، وتأدّب في غرناطة على شيوخها، فأخذ عنهم القرآن، والفقه، والتفسير، واللغة، والرواية، والطب.[٢]

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي