أشدة ما أراه منك أم كرم

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة أشدة ما أراه منك أم كرم لـ أبو فراس الحمداني

اقتباس من قصيدة أشدة ما أراه منك أم كرم لـ أبو فراس الحمداني

أَشِدَّةٌ ما أَراهُ مِنكَ أَم كَرَمُ

تَجودُ بِالنَفسِ وَالأَرواحُ تُصطَلَمُ

يا باذِلَ النَفسِ وَالأَموالِ مُبتَسِماً

أَما يَهولُكَ لامَوتٌ وَلا عَدَمُ

لَقَد ظَنَنتُكَ بَينَ الجَحفَلَينِ تَرى

أَنَّ السَلامَةَ مِن وَقعِ القَنا تَصِمُ

نَشَدتُكَ اللَهَ لاتَسمَح بِنَفسِ عُلاً

حَياةُ صاحِبِها تَحيا بِها الأُمَمُ

هِيَ الشَجاعَةُ إِلّا أَنَّها سَرَفٌ

وَكُلُّ فَضلِكَ لاقَصدٌ وَلا أَمَمُ

إِذا لَقيتَ رِقاقَ البيضِ مُنفَرِداً

تَحتَ العَجاجَةِ لَم تُستَكثَرِ الخَدَمُ

تَفدي بِنَفسِكَ أَقواماً صَنَعتَهُمُ

وَكانَ حَقُّهُمُ أَن يَفتَدوكَ هُمُ

وَمَن يُقاتِلُ مَن تَلقى القِتالَ بِهِ

وَلَيسَ يَفضُلُ عَنكَ الخَيلُ وَالبُهُمُ

تَضِنُّ بِالحَربِ عَنّا ضَنَّ ذي بُخَلٍ

وَمِنكَ في كُلِّ حالٍ يُعرَفُ الكَرَمُ

لاتَبخَلَنَّ عَلى قَومٍ إِذا قُتِلوا

أَثنى عَلَيكَ بَنو الهَيجاءِ دونَهُمُ

أُلبِستَ مالَبِسوا أُركِبتَ مارَكِبوا

عُرِّفتَ ماعَرَفوا عُلِّمتَ ماعَلِموا

كَما أُريتَ بِبيضٍ أَنتَ واهِبُها

عَلى خُيولِكَ خاضوا البَحرَ وَهوَ دَمُ

هُمُ الفَوارِسُ في أَيديهِمُ أَسَلٌ

فَإِن رَأَوكَ فَأُسدٌ وَالقَنا أَجَمُ

قالوا المَسيرُ فَهَزَّ الرِمحُ عامِلَهُ

وَاِرتاحَ في جَفنِهِ الصَمصامَةُ الخَذِمُ

وَطالَبَتني بِما ساءَ العُداةَ يَدٌ

عَوَّدتُها ماتَشاءُ الذِئبُ وَالرَخَمُ

حَقّاً لَقَد ساءَني أَمرٌ ذُكِرتُ لَهُ

لَولا فِراقُكَ لَم يوجَد لَهُ أَلَمُ

لا تَشغَلَنّي بِأَمرِ الشامِ أَحرُسُهُ

إِنَّ الشَآمَ عَلى مَن حَلَّهُ حَرَمُ

فَإِنَّ لِلثَغرِ سوراً مِن مَهابَتِهِ

صُحورُهُ مِن أَعادي أَهلِهِ قِمَمُ

لا يَحرِمَنِّيَ سَيفُ الدينِ صُحبَتَهُ

فَهيَ الحَياةُ الَّتي تَحيا بِها النَسَمُ

وَما اِعتَرَضتُ عَلَيهِ في أَوامِرِهِ

لَكِن سَأَلتُ وَمِن عاداتِهِ نَعَمُ

شرح ومعاني كلمات قصيدة أشدة ما أراه منك أم كرم

قصيدة أشدة ما أراه منك أم كرم لـ أبو فراس الحمداني وعدد أبياتها عشرون.

عن أبو فراس الحمداني

أبو فِراس الحَمْداني، الحارثُ بن سعيد بن حمْدان التَّغلِبي الرَّبْعي، أميرٌ شاعرٌ فارِسٌ، وهو ابنُ عَمِّ سيفِ الدولة. كان الصاحبُ ابنُ عبَّادٍ يقولُ: «بُدئَ الشِّعرُ بمَلِكٍ وخُتِمَ بمَلِكٍ.» يعني: امرأَ القيسِ وأبا فِراسٍ. وله وقائعُ كثيرةٌ قاتلَ بها بين يدَي سيفِ الدَّولة. وكان سيفُ الدَّولةِ يحبُّه ويُجلُّه ويَستصحبُه في غزَواته، ويُقدِّمه على سائرِ قَومه. كان يَسكُن مَنْبِجَ (بين حلَبٍ والفُرات)، ويتنقَّلُ في بلاد الشَّام. وأسَرَتْه الرُّومُ في بعضِ وَقائعِها بمَنْبِجَ (سنة ٣٥١ه) وكان مُتقلِّدًا لها، فامتازَ شعرُه في الأسرِ برُوميَّاتِه، وماتَ قَتيلًا في صَدَد (على مقرَبة من حِمص)، قتلَه أحدُ أتباعِ أبي المعالي بنِ سيف الدَّولة، وكان أبو فراس خالَ أبي المعالي وبينَهُما تنافسٌ.

مولِدُه سنة عشرين وثلاثمائة – ووفاتُه سنة سبعٍ وخمسين وثلاثمائة هجرية.

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي