أشرق البدر بيننا إشراقا

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة أشرق البدر بيننا إشراقا لـ عبد المحسن الكاظمي

اقتباس من قصيدة أشرق البدر بيننا إشراقا لـ عبد المحسن الكاظمي

أَشرَقَ البَدرُ بَينَنا إشراقا

فأَرانا أَحبابنا وَالرِفاقا

ما ظننّا الزَمان يَسمَح يَوماً

بعدَ طولِ الفراق أَن نَتَلاقى

إن عقد الأَحباب نسق حَتّى

زاده منظر الجَلال اِتّساقا

حَبَّذا ساعة تَلافَت محبّاً

مِن سقامٍ وأسعفت مُشتاقا

حبّذا حفلة أُقيم بناها

اِنتصاراً للفضل أَو إِحقاقا

لَيسَ فيها ما لفقتة أناس

وأَقامته باطِلاً وَنفاقا

هَكَذا تحمد البَريَّة حَقّاً

مزهقاً كلّ باطِل إِزهاقا

ربّ سعيٍ أَصابَ نجحاً وَسعي

عادَ في الناس نجحه إِخفاقا

يَرفَع الرأس ذكر فرد وَذكر

يَطرق الرأس عنده إِطراقا

وَمنَ الناس من يَبيع هداه

بِضَلال لِيَشتَري الأَسواقا

ذلّ مَن باعَ مجده وَعلاه

طمعاً بالقَليل واِسترزاقا

إِن مَن شاءَ أَن يَكون عَظيماً

أَلف المكرمات وَالأَخلاقا

وَالألى كرموا الفَضائِل يَوماً

لَم يدقّوا الطُبول وَالأَبواقا

لَن نَكُن ندرك الحَقائق إِلّا

إِن تركنا الغلوّ وَالإغراقا

لَيسَ كلّ اِمرئ جَرى في مَجال

كانَ فيه المقدّم السبّاقا

من أَبَت نفسه الثَناء اِغتِصاباً

كانَ إِطراؤُنا له اِستِحقاقا

وَالَّذي أَكرم المواطن حقّاً

كانَ تَكريمه جَزاءً وِفاقا

سل بِشَهبَندر اللَيالي تعلم

في سَبيل الأَوطان ماذا لاقى

مثل عبد الرحمن فَليَلِد المج

د وَيهدي بمثلهِ العشّاقا

أَلغيرِ المجاهدين جَمال

راق منه لعاشِق ما راقا

لَيسَ عبد الرحمن مِمَّن إِذا ما

ساقه سائق الهَوى فاِنساقا

تلك أَرواد فَاِسألوها تجبكم

كَيفَ كانَت عَلى الكرام مذاقا

صبرت نفسه وَما ضاقَ ذَرعاً

يَوم رحب الآمال ضاقَ نطاقا

لِيَكُن مثله العَظيم جِهاداً

لِيَكُن مثله الطرير اِمتِشاقا

لَم يخر عزمه وَلا عاق يَوماً

سَعيه دون قومه ما عاقا

أَبَداً يَقطَع البلاد سهولا

وَيَجوب الجِبال وَالأنفاقا

إِن سَأَلتُم عَنه وَعَن كلّ حرٍّ

حيث يَعيى به السبوق لحاقا

تَسألوا عَن ليوثه كلّ غاب

تَسألوا عَن بدورها الآفاقا

فَإِذا ضاقَت المَيادين جلا

في المَعالي موسّعاً ما ضاقا

هادماً لِلهَوان حصناً فحصناً

بانياً للعلى رواقاً رواقا

ما عرفنا للجدّ أَكثَر منه

مثلاً في الأَنام أَو مصداقا

تارَة راكِباً يَجوب وَأُخرى

طائِراً في فَضائِهِ طراقا

حبّذا طائِر رأى الطوق هونا

فَتَعالى وكسّر الأَطواقا

وَأَصاب الست الجهات فوفّى

وَتعدّى السَماء سَبعاً طِباقا

حبّذا ساعة أَهاجَت كَمينا

من شُجون وَنبّهت أَشواقا

كلّفتني إِبداء رأي فَداري

تُ وآثرت عندها الإِشفاقا

كُلَّما عَن ذكر قَومي فيها

زادَني الذكر لوعة وَاِشتياقا

يا أَخا الوجد لا تسئك اللَيالي

إِن خلف الدجى سنى وأتلاقا

ردّد الشجو فالمصائِب أَذكَت

جانِحات وَقرّحت آماقا

تلك سوريّة الَّتي سيّروها

أَغلَقوا النهج دونها إغلاقا

حمّلوها ما لا تُطيق وَقالوا

إِنّ حمل الإِذلال كان مطاقا

حرموها مَوارِداً من غناها ال

جم حَتّى تحوّلت إِملاقا

حرَموها الجمام يغمر لا بل

حَرَموها الضحضاح وَالرقراقا

لهف نَفسي عَلى الَّتي جرّعوها

من صنوف العذاب كَأساً دهاقا

لهف نَفسي عَلى الَّتي جرّعوها ال

قَتل عَمداً وَالنفي وَالإحراقا

وَسقوها السم الزعاف عَلى ال

خَتل وأَسموه بَينَها درياقا

لا رَعى اللَه أنفساً لا تراعي

في البَرايا عَهداً وَلا ميثاقا

لَم يخن عهدنا الأَمين وَلَكِن

اِئتمنا السلّاب وَالسرّاقا

هم أَراقوا دم العِباد وَراحوا

يَسألونَ العِباد من ذا أَراقا

خابَ فأل المُستَعمرين فقد فا

ت زَمان قاد الضَعيف وساقا

وَأَبوا أَن نَكون إلّا أَرقّا

ءَ وَيأبي بَنو العلى اِسترقاقا

حَسبونا ننيلهم إِذ غضبنا

رشّة من رضا فَكانَت بصاقا

غرّهم نَومنا طَويلاً فَداسوا

هام شعب الآباء حَتّى أَفاقا

نَحن لَسنا إِذا ذكرنا الأحادي

ثَ نَسينا التقييدَ والإِطلاقا

نَحنُ قَومٌ خاضوا الغمار قَديماً

وَحَديثاً وَجاوَزوا الأَعماقا

وَإِذا ما الحَوادِث السود غامَت

لا نُبالي الإرعاد وَالإبراقا

لسوى المَجد لَيسَ يَرضون ضمّا

كلّما قيل زد هَوى وَعناقا

فَلئن يخطبوا المَعالي يَوما

جَعَلوا أنفس الكماةِ صداقا

حبّذا العرب لو دروا أَينَ صاروا

فَبَنوا موضع الخلاف اِتفاقا

حبذا العرب لودروا أَينَ صاروا

فَأَعادوا الشقاق فيهم وِفاقا

عَلموا لَيسَ ينبت المجد إِلّا

إِن سَقوا تربة الدم المهراقا

أَيُّها الطائِر المحلّق في الجو

وِ تَخَطّى الرؤوس وَالأعناقا

خيف منه عَلى المَطامِع حَتّى

حسبوه سمراً وَبيضا رقاقا

وَرَسول السَلام يحمل قَلبا

لسوى العدل لَم يَكُن خفّاقا

صِف لِقَوم خلف البحار أَقاموا

إِذا أَقاموا وأَغدَقوا إغداقا

صِف لَهُم ما دهى وَما حلّ مِمّا

راحَ يدمي القُلوب والأحداقا

سَنوالي الجِهاد دون بِلاد

أَرهق الظلم أَهلها إِرهاقا

أَو يَعود العراق منها شآما

وَيَعود الشآم منها عراقا

وأمام الشرق المعذّب مصر

مشرق نور عزّها إِشراقا

أَنا لَولا لظى الشَرائين تَذكو

فَتَكاد الحَشى تَذوب اِحتِراقا

لَتَرَكتُ التاريخ يَفصح صدقا

وَفَضَحت الأَقلام وَالأَوراقا

شرح ومعاني كلمات قصيدة أشرق البدر بيننا إشراقا

قصيدة أشرق البدر بيننا إشراقا لـ عبد المحسن الكاظمي وعدد أبياتها واحد و سبعون.

عن عبد المحسن الكاظمي

عبد المحسن بن محمد بن علي بن محسن الكاظمي، أبو المكارم. من سلالة الأشتر النخعي، شاعر فحل، كان يلقب بشاعر العرب. امتاز بارتجال القصائد الطويلة الرنانة. ولد في محلة (الدهانة) ببغداد، ونشأ في الكاظمية، فنسب إليها. وكان أجداده يحترفون التجارة بجلود الخراف، فسميت اسرته (بوست فروش) بالفارسية، ومعناه (تاجر الجلود) وتعلم مبادئ القراءة والكتابة، وصرفه والده إلى العمل في التجارة والزراعة، فما مال إليهما. واستهواه الأدب فقرأ علومه وحفظ شعراً كثيراً. وأول ما نظم الغزل، فالرثاء، فالفخر. ومر السيد جمال الدين الأفغاني بالعراق، فاتصل به، فاتجهت إليه أنظار الجاسوسية، وكان العهد الحميدي، فطورد، فلاذ بالوكالة الإيرانية ببغداد. ثم خاف النفي أو الاعتقال، فساح نحو سنتين في عشائر العراق وإمارات الخليج العربي والهند، ودخل مصر في أواخر سنة 1316هـ، على أن يواصل سيره إلى أوربا، فطارت شهرته، وفرغت يده مما ادخر، فلقي من مودة (الشيخ محمد عبده) وبره الخفي ما حبب إليه المقام بمصر، فأقام. وأصيب بمرض ذهب ببصره إلا قليلاً. ومات محمد عبده سنة 1323هـ، فعاش في ضنك يستره إباء وشمم، إلى أن توفي، في مصر الجديدة، من ضواحي القاهرة. ملأ الصحف والمجلات شعراً، وضاعت منظومات صباه. وجمع أكثر ما حفظ من شعره في (ديوان الكاظمي-ط) مجلدان. قال السيد توفيق البكري: الكاظمي ثالث اثنين، الشريف الرضي ومهيار الديلمي.[١]

تعريف عبد المحسن الكاظمي في ويكيبيديا

عبد المحسن بن محمد بن علي الكاظمي (20 أبريل 1871 - 1 مايو 1935) (30 محرم 1288 - 28 محرم 1354) عالم مسلم وشاعر عراقي عاش معظم حياته في مصر. ولد في محلة دهنة في بغداد ونشأ في الكاظمية وإليها ينسب. كان أجداده يحترفون التجارة بجلود الخراف. حاول والده أن يدخله التجارة لكنّه لم يَمِل إليها، فتعلّم مبادئ القراءة والكتابة، واستهواه الأدب فنهل من علومه وحفظ كثيرًا. اتصل بالجمال الدين الأفغاني حين مرّ بالعراق، فطارده العهد الحميدي ففر إلى إيران ومنها إلى عشائر العراق وإمارات الخليج، وللهند ثم إلى مصر، فلاذ بالإمام محمد عبده الذي رحّب به، وأغدق عليه فأقام في مصر في كنفه، ولمّا توفي الإمام، ضافت به الأحوال وأصيب بمرض يقال أذهب بعض بصره، فانزوى في منزله في مصر الجديدة في القاهرة حتى توفّي. تميّز بخصب قريحته وسرعة بديهته وذوق رفيع سليم وألفاظ عذبة رنّانة، وكان يقول الشعر ارتجلاً وتبلغ مرتجلاته الخمسين بيتًا وحتى المئة أحيانًا. يلقب بـأبو المكارم و شاعر العرب ويعد من فحول الشعراء العرب في العصر الحديث. ضاع كثير من مؤلفاته وأشعاره أثناء فراره من مؤلفاته ديوان الكاظمي في جزآن صدرته ابنته رباب.[٢]

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي