أشكو إلى الله ما قاسيت من رمد

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة أشكو إلى الله ما قاسيت من رمد لـ ابن حمديس

اقتباس من قصيدة أشكو إلى الله ما قاسيت من رمد لـ ابن حمديس

أشكو إلى اللَّه ما قاسيتُ من رَمَدٍ

مواصلٍ كَرْبَ آصالي بأسْحَاري

كأنّ حَشْوَ جفوني عند سَوْرَتِهِ

جيشٌ منَ النَّملِ في جُنحِ الدُّجى ساري

كأنّه للقَذَى والدمعِ في وَحِلٍ

فَخَلْعُهُ أَرجُلاً مِنهُ بِإِضرارِ

كَأَنَّ أَوجاعَ قَلبي من مُطاعَنَةٍ

بِالشَّوكِ ما بَينَ أَشفاري وأَشفاري

كَأَنَّما لُجَّةٌ في العَينِ زاخِرةٌ

تَرمي سَواحِلَ جَفنَيها بِعُوّارِ

تُفَجِّرُ الماءَ مِنها كُلَّما وَضَعَتْ

لِهَجعَةٍ مِنهُما ناراً على نارِ

كم ليلةٍ بتُّ صفراً من كرايَ بها

ومن مَخيلةِ صُبْحٍ ذاتِ إسفارِ

إذ باتَ جفني رضيعَ ابني يقاسمُهُ

لُبانَ أسحَمَ يَغذوهُ بِمِقدارِ

في حَلْقَةٍ مِن ظَلامٍ لا تَرى طَرَفاً

يَبدو بها من سَنا صُبْحٍ لأَبصارِ

كَأَنَّما الشَّرقُ دِهْقَانٌ يَرى غَبناً

في دَفعِهِ مِنهُما الكافورَ بِالقارِ

كَأَنَّما الشَّمسُ قد رُدَّتْ إلى فَلَكٍ

على الخلائقِ ثَبْتٍ غيرِ دَوّارِ

كَأَنَّما اللَّيلُ ذو جَهلٍ فَلَيسَ يَرَى

في دِرهَمِ البَدْرِ مِنها أَخْذَ دينارِ

يشكو لجفنيَ جفني مثلَ عِلّتِهِ

كَالضَّيمِ يُقْسَمُ بينَ الجارِ والجارِ

فالحَمدُ للَّه مَجرى النورِ من غَسَقٍ

وجاعلِ اللَّيلِ في تَلطيفِ أَحجارِ

كَم أبعدَ النَّاسُ في أَمرٍ ظنونَهُمُ

فكان دائي قريبَ البُرْءِ بالباري

شرح ومعاني كلمات قصيدة أشكو إلى الله ما قاسيت من رمد

قصيدة أشكو إلى الله ما قاسيت من رمد لـ ابن حمديس وعدد أبياتها خمسة عشر.

عن ابن حمديس

عبد الجبار بن أبي بكر بن محمد بن حمديس الأزدي الصقلي أبو محمد. شاعر مبدع، ولد وتعلم في جزيرة صقلية، ورحل إلى الأندلس سنة 471هـ، فمدح المعتمد بن عباد فأجزل له عطاياه. وانتقل إلى إفريقية سنة 516 هـ. وتوفي بجزيرة ميورقة عن نحو 80 عاماً، وقد فقد بصره. له (ديوان شعر- ط) منه مخطوطة نفيسة جداً، في مكتبة الفاتيكان (447 عربي) ، كتبها إبراهيم بن علي الشاطبي سنة 607.[١]

تعريف ابن حمديس في ويكيبيديا

أبو محمد عبد الجبار بن أبي بكر الصقلي المعروف بـ ابن حمديس الصقلي (447 - 527 هـ) (1055 - 1133)، شاعر عربي ولد ونشأ في صقلية، ثم تركها ورحل إلى الأندلس سنة 471 هـ، وأقام فيها لفترة ثم انتقل إلى المغرب الأوسط وإفريقية حتى توفي في جزيرة ميورقة سنة 527 هـ، وقد تميز بثقافة دينية جعلت منه حكيمًا من حكماء الحياة، وانعكس ذلك على قصائده.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. ابن حمديس - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي