أشكو إليك مدامعا تكف

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة أشكو إليك مدامعا تكف لـ الشريف الرضي

اقتباس من قصيدة أشكو إليك مدامعا تكف لـ الشريف الرضي

أَشكو إِلَيكَ مَدامِعاً تَكِفُ

بَعدَ النَوى وَجَوانِحاً تَجِفُ

وَحَشاً إِذا ذُكِرَ الفِراقُ هَفا

في جانِبَيهِ الشَوقُ وَالأَسَفُ

فُجِعَت بِعِلقِ مَضَنَّةٍ يَدُهُ

فَأَقامَ لا عِوَضٌ وَلا خَلَفُ

كَالناشِطِ اِمتَنَعَت مَوارِدُهُ

وَنَأَت عَلَيهِ الرَوضَةُ الأُنُفُ

أُنسٌ تَناقَصَ مَع تَكامُلِهِ

لا بَدعَ إِنَّ البَدرَ يَنكَسِفُ

لا يُبعِدِ اللَهُ الَّذينَ نَأَوا

وَقَفوا الغَرامَ بِنا وَما وَقَفوا

أَيَّ القُوى قَطَعوا وَأَيَّ دَمٍ

سَفَكوا وَأَيَّ جِراحَةٍ قَرَفوا

لَم أَنسَ مَوقِفَنا وَوَقفَتَهُم

بَعدَ النَوى وَدُموعُنا تَكِفُ

مُتَساكِتينَ مِنَ الوُجومِ وَقَد

نَطَقَت عَلَينا الأَدمُعُ الذُرُفُ

يا راكِبَ الكَوماءِ غارِبُها

كَالطَودِ أَوفى فَوقَهُ الشَعَفُ

يَطَأُ الظَلامَ عَلى مَفارِقِهِ

وَاللَيلُ في أَجفانِهِ وَطَفُ

ذَرَعَ الدُجى وَطَوى خَميصَتَهُ

وَلَها عَلى قِمَمِ الرُبى كُفَفُ

حَتّى نَضا الإِظلامُ صَبغَتَهُ

وَطَواهُ جَونُ اللَيلِ مُنكَشِفُ

ماضٍ إِذا أَهوى بِهِ كَنَفٌ

مِن جِنحِ لَيلٍ ضَمَّهُ كَنَفُ

أَبلِغ فَتى حَمدٍ مُذَكَّرَةً

تَنقَدُّ مِنها البيضُ وَالزَغَفُ

نَفَثاتُ مَكروبٍ أَلَظَّ بِهِ

حَرُّ الجَوى وَعَلا بِهِ الكَلَفُ

ما كانَ أَسرَعَ ما نَبا زَمَنٌ

وَتَكَدَّرَت مِن وُدِّنا نُطَفُ

حَبلٌ غَدا بِأَكُفِّنا طَرَفٌ

مِنهُ وَفي أَيدي النَوى طَرَفُ

هَل حُسنُ ذاكَ الدَهرِ مُرتَجَعٌ

أَم طيبُ ذاكَ العَيشِ مُؤتَنَفُ

أَم هَل يُباحُ الوِردُ ثانِيَةً

وَيَلَذُّ بَردَ الماءِ مُرتَشِفُ

لَهفي عَلى ذاكَ الزَمانِ وَهَل

يَثني زَماناً ماضِياً لَهَفُ

اِنبَتَّ بَعدَكَ حَبلُنا وَحَدَت

كُلّاً لِطيَّتِهِ نَوىً قُذُفُ

وَاِنفَكَّ سِلكُ نِظامِنا بَدَداً

وَلَقَد غَنينا وَهوَ مُؤتَلِفُ

وَتَجَنَّبَ البَتّيُّ جانِبَنا

وَنَبا فَلا وُدٌّ وَلا شَعَفُ

وَقَلى مَجالِسَنا وَمالَ بِهِ

عِطفٌ إِلى البَغضاءِ مُنعَطِفُ

وَأُزيحَ ذاكَ الأُنسُ أَجمَعُهُ

وَأُميطَ ذاكَ البِرُّ وَاللَطَفُ

جَعَلَ الوَصيَّةَ تَحتَ أَخمَصِهِ

وَأَتى الإِساءَةَ وَهوَ مُعتَرِفُ

إِنّا نَذُمُّ إِلَيكَ خُلَّتَهُ

فَهوَ المَلولُ الغادِرُ الطَرِفُ

فَلَعَلَّنا وَلَعَلَّ مُطمِعَةً

يَوماً بِقُربِكَ مِنهُ نَنتَصِفُ

فَسَقى لَيالِيَنا الَّتي سَلَفَت

فَرطٌ مِنَ الأَنواءِ أَو سَلَفُ

يُحدى بِسَوطِ الريحِ تَحفِزُهُ

هَفّافَةٌ في سَوقِها عَنَفُ

نَتَجَ الصَباحُ عِشارَهُ سَبَلاً

جَوداً وَأَلقَحَ شَولَهُ السَدَفُ

نَدعوكَ حينَ الشَملُ مُنشَعِبٌ

فَتَلافَنا وَالرَأيُ مُختَلِفُ

إِن لَم تَقُم تِلكَ الغُصونُ غَداً

مِنهُنَّ مُنآدٌ وَمُنقَصِفُ

لا تَحسَبَن قَولي مُماذَقَةً

وَجدي بِبُعدِكَ فَوقَ ما أَصِفُ

شرح ومعاني كلمات قصيدة أشكو إليك مدامعا تكف

قصيدة أشكو إليك مدامعا تكف لـ الشريف الرضي وعدد أبياتها خمسة و ثلاثون.

عن الشريف الرضي

محمد بن الحسين بن موسى، أبو الحسن، الرضي العلوي الحسيني الموسوي. أشعر الطالبيين على كثرة المجيدين فيهم. مولده ووفاته في بغداد، انتهت إليه نقابة الأشراف في حياة والده وخلع عليه بالسواد وجدد له التقليد سنة 403 هـ. له ديوان شعر في مجلدين، وكتب منها: الحَسَن من شعر الحسين، وهو مختارات من شعر ابن الحجاج في ثمانية أجزاء، والمجازات النبوية، ومجاز القرآن، ومختار شعر الصابئ، ومجموعة ما دار بينه وبين أبي إسحاق الصابئ من الرسائل. توفي ببغداد ودفن بداره أولاً ثمّ نقل رفاته ليدفن في جوار الحسين رضي الله عنه، بكربلاء.[١]

تعريف الشريف الرضي في ويكيبيديا

أبو الحسن، السيد محمد بن الحسين بن موسى، ويلقب بالشريف الرضي (359 هـ - 406 هـ / 969 - 1015م) هو الرضي العلوي الحسيني الموسوي. شاعر وفقيه ولد في بغداد وتوفي فيها. عمل نقيباً للطالبيين حتى وفاته، وهو الذي جمع كتاب نهج البلاغة.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. الشريف الرضي - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي