أصاحب لا تعذليه سلام
أبيات قصيدة أصاحب لا تعذليه سلام لـ أبي الفضل الوليد
أصاحِبَ لا تعذليه سلام
على زَفَراتِك عِند الحمام
بَكيتَ غريباً فأبكَيتَني
فروحي وروحُك إلفا حمام
دموعُكَ سالت لذكر العراق
فسالت دموعي لذكرى الشآم
وكم شاعرٍ مُستهامٍ بَكى
على طَللي مَنزِلِ وغرام
وعاشَ على أملٍ خُلَّبٍ
وما ظَفرت نفسُهُ بمرام
إذا مابنينا قصورَ الرّجاء
رأينا خَرائبَها والحطام
شَقينا كلانا فمتَّ وكدتُ
أموتُ فجسمي براه السقام
ومرَّ شبابي سَريعاً ولم
يَزُر طيفُ سعدٍ ولو في المنام
سعينا لخيرِ الأمورِ بلا
مكافأةٍ حيث فازَ اللئام
فوا أسفاه كذاكَ ولِدنا
لِنَشقى وما في الثُّغورِ ابتِسام
فمِثلُكَ خضتُ بحاراً وجبتُ
قفاراً وشبتُ لِفرطِ اهتمام
فذوّبتُ قلبي وعَيني جَوى
ونفسي مطامِعُها كالضرام
ولم أجنِ إلا الندامةَ مما
غَرَستُ وهذا نصيبُ الكرام
تَغرَّدتُ بينَ الورى بُلبُلاً
فضاعَ الصَّفيرُ وضاق المُقام
وشِعرُكَ شقَّ حِجابَ العصور
وذِكرُكَ فيهِ كريَّا الخزام
فَرَدَّدَهُ الخافقانِ فكان
لروحِكَ بعد المماتِ انتِقام
وذابت عليهِ حَشايَ لأني
بشِعرِ الشّعورِ شديدُ الهيام
وأيُّ حشىً لا تذوبُ على
قوافيكَ وهي دَوامي السِّهام
فنفسُكَ سالت كنفسِ الهَزار
على نغمِ الشَّوقِ والاغتمام
وللحزنِ والحبِّ أعذَبُ صوتٍ
وأرفَعُ شعرٍ وأقوى كلام
وإيمانُ قلبكَ في الشعرِ لاح
يُعزِّيكَ حُسناً وراءَ لِثام
وليس لِقَلبي الجموحِ عزاءٌ
ولليأسِ والشكّ فيهِ اصطِدام
فكم في القنوطِ لهُ صَيحةً
صَداها تكرَّر تحتَ الظَّلام
وأشعارُنا لغةٌ بَيننا
ولكنَّها عجمةٌ للأنام
فما لغةُ العربِ مَسموعةٌ
من القومِ والأكثرونَ نيام
ضرائرُها كدنَ يَقتُلنَها
وكدنا نقولُ عليها السلام
وما عربيَّةُ هذا الزمانِ
كتِلكَ التي ربيَت في الخيام
تُحمِّسَ جَيشاً وتُنشِدُ شِعراً
وتَعلو الجوادَ وتَجلو الحُسام
وأفضلُ من هؤلاءِ البنينَ
عظامُ الجدودِ الغزاة العظام
فأين الإباءُ وأينَ السخاءُ
وأينَ الوفاءُ وأينَ الذِّمام
على فقدنا بالرجاءِ نَعيشُ
لعلَّ نجوماً وراءَ الغَمام
إذاً فلنُغَنِّ وننسَ الهمومَ
فإنَّ الحياةَ غداً لانصِرام
شرح ومعاني كلمات قصيدة أصاحب لا تعذليه سلام
قصيدة أصاحب لا تعذليه سلام لـ أبي الفضل الوليد وعدد أبياتها اثنان و ثلاثون.