أصبح القلب بالبعاد عليلا

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة أصبح القلب بالبعاد عليلا لـ ابن فركون

اقتباس من قصيدة أصبح القلب بالبعاد عليلا لـ ابن فركون

أصبَحَ القلْبُ بالبِعادِ عَليلا

إذ نأَيْنا وما شَفَيْنا غَلِيلا

جيرَةَ الحيّ هلْ علمْتُم بأنّي

لا أذوقُ المَنامَ إلا قَليلا

دونَكُمْ قلبيَ المَشوقَ فحُلّوا

طَللاً منْهُ بالبعادِ مُحيلا

آهِ لوْ لمْ تُضيّعوهُ لكنْتُم

قدْ وجَدتُمْ مُعَرَّساً ومَقيلا

أيُّها العاذِلونَ كُفّوا فإنّي

لمْ أجِدْ للسُّلُوّ عنهُمْ سَبيلا

لا وشرْعِ الغَرامِ ما رُمْتُ يوماً

عن مَغانيَ الجَمالِ صبْراً جَميلا

يا نسيمَ الصّبا أزِلْ عن فؤادِي

خلَل الوَجْد نتّخِذْكَ خَليلا

وتحمّل رسالةً من مَشوقٍ

تُلفِ فيها البَيانَ والتحْصيلا

إنّ وصْفَ الجَمال يعجِزُ عنهُ

من يرومُ الإجْمالَ والتّفْصيلا

والتي هِمْتُ في حُلاها غَراماً

بعُدَتْ مأخَذاً وعزّتْ قَبيلا

ظَبْيَةٌ أصْبحَ الفؤادُ رَهيناً

عنْدَها ما ابتَغَى سِواها بَديلا

آه يا ربّةَ الجَمالِ أمالِي

أن أرَى الدّهْرَ للوصالِ مُنيلا

إنّما أنتِ للمَحاسنِ روْضٌ

حين تُبْدي قدّاً وخدّاً أسيلا

وانعِطافُ الغُصونِ يُرْجَى وما إنْ

يمنَعُ الروْضُ غُصْنَهُ أن يَميلا

لو أعَرْتِ القَبولَ عَرْفاً وطيباً

لمْ يهُبَّ النّسيمُ إلا بَليلا

ولوِ الوَجْهُ مِنكِ أُطْلِعَ لَيْلاً

لاتّخَذْناهُ هادياً ودَليلا

أنتِ لولاكِ ما كَلِفْنا ولوْلا

ناصرُ الدّينِ ما اهْتَديْنا سَبيلا

عثَر الدّهرُ دونَ قَصْدٍ فلوْلا

ناصِرُ الدّين ما وجَدْنا مُقيلا

ضلّ قَصْدَ الصّوابِ والرّشْدِ مَن لمْ

يتّخِذْ منْ عُلاهُ ظِلّاً ظَليلا

لصِحابِ النّبيّ يُنْمى فأكْرِمْ

بهِمُ أسرَةً وأعظِمْ قَبيلا

كُل منْ شاءَ وصْفَهُم وحُلاهُمْ

وعُلاهُمْ فلْيَقرأ التّنْزيلا

جادَ قبْل السّؤال حتى ظننّا

أنّنا ليْسَ نعرِفُ التّأمِيلا

ليْتَني دائِماً أطَلْتُ لدَيْهِ

حيثُ يُلْقي نِعالَهُ التّقبيلا

للعِدَى قد أعدّ رُمْحاً طويلاً

وجَواداً وَرْداً وسيْفاً صَقيلا

ولِقصّادِه جَناباً مَريعاً

ومُحيّاً سمْحاً ورفداً جَزيلا

وعَدوُّ الإسْلامِ خابَ فأمْسَى

خاسِراً لمْ ينَلْ مُناهُ ذَليلا

والتي حلّ سوفَ يرْجِعُ عنها

جيْشُهُ الأخسَرُ اللّئيمُ فَليلا

هو فالٌ والسّعْدُ ينطِقُ عنْهُ

إنّ ما قيلَ منهُ أصْدقُ قِيلا

والذي قدّرَ الأمورَ كما قدْ

شاءَ في الخلقِ قادِرٌ أن يُنيلا

دُمْتَ للدّينِ والخلائقُ تدْعو

لكَ بالنّصْرِ بكْرَةً وأصيلا

شرح ومعاني كلمات قصيدة أصبح القلب بالبعاد عليلا

قصيدة أصبح القلب بالبعاد عليلا لـ ابن فركون وعدد أبياتها ثلاثون.

عن ابن فركون

هـ / 1379 - 1417 م أبو الحسين بن أحمد بن سليمان بن أحمد بن محمد بن أحمد بن إبراهيم بن هشام القرشي. شاعر، هو ابن أحمد بن فركون أحد تلاميذ ابن الخطيب ومن خاصته. وقد ورث شاعرنا عن أبيه الذكاء الحاد والنبوغ المبكر، وقال الشعر صغيراً ولا يعرف له اسم سوى كنيته أبو الحسين. وكان ينظر في شبابه إلى العمل في ديوان الإنشاء، وقد حصل له ما أراد بعمله في كتاب المقام العلي. ولما بويع يوسف الثالث مدحه ، فنال عنده الحظوة، وغدا شاعره المختص المؤرخ لأيامه بشعره وأصبح ابن فركون بفضل منصبه وأدبه مرموقاً في المجتمع الغرناطي.[١]

تعريف ابن فركون في ويكيبيديا

ابن فركون هو أبو الحسين بن أحمد بن سليمان بن أحمد بن محمد بن أحمد بن إبراهيم بن هشام القرشي، المعروف بابن فـُركون، وأبو الحسين اسمه لا كنيّـته، و( ابن فُركون ) شهرته وشهرة أبيه أحمد وعمّه أبي الطاهر وجدّه سليمان وجدّ أبيه أحمد قاضي الجماعة، وبنو فُركون هؤلاء أصلهم من ألمرية.وكان انتقال جدّ الأسرة أحمد بن محمد إلى غرناطة وولايته قضاء الجماعة فيها بداية لشهرة هذه الأسرة ومشاركة عدد من أعلامها في الحياة السياسية والعلمية والأدبية بمملكة بني نصر، وكان أبو الحسين كاتب سرّ يوسف الثالث وشاعر دولته ومؤرخ أيامه. ولد أبو الحسين حوالي 781هـ بغرناطة، ونشأ في حِجر والده القاضي الأديب ودرس على أعلام العلم بالحضرة النّصرية يومئذ، وبعد أن أكمل دراساته واستكمل أدواته دخل ديوان الإنشاء النّصري في عهد محمد السابع من عام 808هـ وترقّى في عهد يوسف الثالث، فكلّفه أول الأمر في عام 811هـ بتنفيذ النفقات المخصّصة للغزاة والمجاهدين المتطوعين، ثمّ اختاره لتولّي كتابة سرّه عام 814هـ، وظلّ في هذا المنصب إلى وفاة يوسف الثالث عام 820هـ، وبعد هذا التاريخ لا يُعرَف شيءٌ، وأغلب الظنّ أنه أصيب في غمرة الفتن التي حصلت بعد وفاة يوسف الثالث . وترك لنا آثارا شعرية تتمثّل أولا في ديوانه الذي وصل إلينا السّفر الثاني منه، وثانيا في المجموع الشعري الكبير المسمّى «مظهر النور الباصر في أمداح الملك الناصر».[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. ابن فركون - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي