أصغى إلى الشرق ذو التطراب واستمعا

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة أصغى إلى الشرق ذو التطراب واستمعا لـ عبد المحسن الكاظمي

اقتباس من قصيدة أصغى إلى الشرق ذو التطراب واستمعا لـ عبد المحسن الكاظمي

أصغى إِلى الشَرق ذو التطراب واِستمعا

كَأَنَّ بلبله في رَوضِهِ سجعا

يَصبو إِلى الذكر تَدعوه مَنابِره

وَالعَجز يَمنَعه أَن يَستَجيب دعا

لَيتَ الفُؤاد الَّذي بالأَمسِ قَد ذَهَبَت

بِهِ النَوى كتلة آبت بِهِ قَطعا

لَعادَ منّي مرؤوبا وَمُلتَئما

ما كانَ مِنّي مَجروحا وَمنصدعا

هَل البَريئون مِمّا شفّني علموا

ماذا بمهجة نفس برحه صنعا

ليقبلن لي الأَحباب عذرَ شجٍ

عَلى الضنى في حَنايا خيسه قبعا

لِلَّه جمعيّة للشرق جامعة

شتات عزمٍ لغيرِ الشرقِ ما جمعا

لِلَّه رابطة للشرق رابطة

حبل التَعارف إِمّا اِنبتّ واِنجزعا

طارَت بأجنحة الهمّات فاِستَبَقت

إِلى الأَماني تعيذ الطَير أَن يقعا

رَأت رسول التآخي خيرَ واسطة

ومن أتى بالتَساوي خير من شفعا

لا الدين فيها بمرموق تعصبه

وَلا السِياسة لاقَت عندها نجعا

تَرنو إِلى الروع لَم يَخشَع لَها بصر

وَكَم رأت بصراً من هوله خشعا

إِن الخلال الَّتي كنّ الخلال لها

قد سنّ شارعها الحسنى لدن شرعا

تسدي النَصيحة لا تَبغي بها ثَمنا

وَتمنحُ الودّ لا خوفاً وَلا طَمَعا

الشرق لَم يأل جهداً في تتبّعه

أَو أن يَعود أَخوه في العلى تبعا

كَأَنَّما الشرق جسم وَالشعوب به

أَعضاء إن بايعَت لا تنقض البيعا

إِذا اِشتَكى عضوها الهنديّ من وَجَع

رأيت في مصر عضواً يَشتَكي الوَجَعا

وإِن تبيّنت في بَغداد ذا شجن

وجدت في جلّق طرفا لَها دَمعا

وَإِن أَناخ عَلى الأَفغان ذو جشعٍ

رأيت في فارِس من يدفع الجَشَعا

إِنّي أَعوذ أَدناه وَأبعده

من جائِع أكلَ الدنيا فَما شبعا

أَبا الشعوب أفق إِنّ الشعوب أَبَت

أَن تلبس الذلّ حيث الذلّ قَد نَزَعا

حقّ الهَوان عَلى ذي عزّة عظمت

لِغَير وجدانه الفيّاض قَد خَضَعا

أَولى وَأخلق بالإعزاز ذو شمم

لما عدا عزّة الخلّاقِ ما ضرعا

مَضى الزَمان الَّذي كانَت خَلائِقه

تأبى عَلى وازِع الأَخلاق أَن يزعا

لا يَهدم الدهر مَهما كانَ معوله

شعباً تحصّن بالأَخلاق فاِمتَنَعا

قُل لِلَّذي رفعته في الوَرى شيم

فَوقَ الَّذي قَد سَما في الناس واِرتَفَعا

لا تَحتَمِل فَوقَ ما تَسطيع محتملا

من صارع الدهر في حالاته صرعا

يا حَبَّذا لَو تآخى الناس واِتَّحَدوا

ووحّدوا بَينَنا الآحاد وَالجمَعا

وَلَم نعدّ نجاح السعي في بلدٍ

إِذا عددنا بِها الأَحزاب وَالشيَعا

أَحبابنا الصيد لا زلّت بكم قدمٌ

وَلَيسَ يَنجو مِن الزلّات من ضلعا

لا تأمَنوا عَثَرات الدهر واِرتَقبوا

فَرُبّما حطم الأطواد واِقتَلَعا

لننهضنّ وَماضي العزم عدّتنا

فالمرهَف العضب لَولا العزم ما قَطَعا

إِذا جَعَلنا لَنا مِن سَعينا سَبَبا

فَقَد وَصَلنا به الحبل الَّذي اِنقَطَعا

لنضربنَّ عَلى أَيدي الألى هَجَموا

وَلننصرن الَّذي عن عزّه دَفعا

شتّان من نصرة الكفران ديدنه

وَمن عَلى نصرة الإيمان قَد طبعا

ها ذاك باعَ العلا بَخساً وَذاكَ أَبى

أَن تَغتَدي لِلعدا أَوطانه سلعا

إِذا اِستَعان زَعيم الريف حقّ لَنا

أَن نبعثَ الشكر للغيث الَّذي هَمَعا

لَئِن شأت مصر بالإِحسان واِندَفَعَت

فَكَم شَهِدنا لَها يَوم النَدا دَفعا

لا يَستَوي في مَجال الذكر منزلة

من ضرّ أَقوامه عمداً ومن نَفَعا

قَد آنَ من أَن يَقول الصادِقون لَنا

إِنّ الزَمان بأمر الشرق قَد صدعا

وَآنَ أَن ترجع الأَيّام هاتِفة

أَن الجَلال إِلى أَوطانه رجعا

قوى التَعارف بَينَ الشرقِ لا وَهَنَت

وَطائِر الشَرق بعد اليَوم لا وقعا

لا ضاقَ في الأَرض ذرعا كلّ ذي أَمَل

يَرى له في مَجال السعي متّسعا

شرح ومعاني كلمات قصيدة أصغى إلى الشرق ذو التطراب واستمعا

قصيدة أصغى إلى الشرق ذو التطراب واستمعا لـ عبد المحسن الكاظمي وعدد أبياتها ثلاثة و أربعون.

عن عبد المحسن الكاظمي

عبد المحسن بن محمد بن علي بن محسن الكاظمي، أبو المكارم. من سلالة الأشتر النخعي، شاعر فحل، كان يلقب بشاعر العرب. امتاز بارتجال القصائد الطويلة الرنانة. ولد في محلة (الدهانة) ببغداد، ونشأ في الكاظمية، فنسب إليها. وكان أجداده يحترفون التجارة بجلود الخراف، فسميت اسرته (بوست فروش) بالفارسية، ومعناه (تاجر الجلود) وتعلم مبادئ القراءة والكتابة، وصرفه والده إلى العمل في التجارة والزراعة، فما مال إليهما. واستهواه الأدب فقرأ علومه وحفظ شعراً كثيراً. وأول ما نظم الغزل، فالرثاء، فالفخر. ومر السيد جمال الدين الأفغاني بالعراق، فاتصل به، فاتجهت إليه أنظار الجاسوسية، وكان العهد الحميدي، فطورد، فلاذ بالوكالة الإيرانية ببغداد. ثم خاف النفي أو الاعتقال، فساح نحو سنتين في عشائر العراق وإمارات الخليج العربي والهند، ودخل مصر في أواخر سنة 1316هـ، على أن يواصل سيره إلى أوربا، فطارت شهرته، وفرغت يده مما ادخر، فلقي من مودة (الشيخ محمد عبده) وبره الخفي ما حبب إليه المقام بمصر، فأقام. وأصيب بمرض ذهب ببصره إلا قليلاً. ومات محمد عبده سنة 1323هـ، فعاش في ضنك يستره إباء وشمم، إلى أن توفي، في مصر الجديدة، من ضواحي القاهرة. ملأ الصحف والمجلات شعراً، وضاعت منظومات صباه. وجمع أكثر ما حفظ من شعره في (ديوان الكاظمي-ط) مجلدان. قال السيد توفيق البكري: الكاظمي ثالث اثنين، الشريف الرضي ومهيار الديلمي.[١]

تعريف عبد المحسن الكاظمي في ويكيبيديا

عبد المحسن بن محمد بن علي الكاظمي (20 أبريل 1871 - 1 مايو 1935) (30 محرم 1288 - 28 محرم 1354) عالم مسلم وشاعر عراقي عاش معظم حياته في مصر. ولد في محلة دهنة في بغداد ونشأ في الكاظمية وإليها ينسب. كان أجداده يحترفون التجارة بجلود الخراف. حاول والده أن يدخله التجارة لكنّه لم يَمِل إليها، فتعلّم مبادئ القراءة والكتابة، واستهواه الأدب فنهل من علومه وحفظ كثيرًا. اتصل بالجمال الدين الأفغاني حين مرّ بالعراق، فطارده العهد الحميدي ففر إلى إيران ومنها إلى عشائر العراق وإمارات الخليج، وللهند ثم إلى مصر، فلاذ بالإمام محمد عبده الذي رحّب به، وأغدق عليه فأقام في مصر في كنفه، ولمّا توفي الإمام، ضافت به الأحوال وأصيب بمرض يقال أذهب بعض بصره، فانزوى في منزله في مصر الجديدة في القاهرة حتى توفّي. تميّز بخصب قريحته وسرعة بديهته وذوق رفيع سليم وألفاظ عذبة رنّانة، وكان يقول الشعر ارتجلاً وتبلغ مرتجلاته الخمسين بيتًا وحتى المئة أحيانًا. يلقب بـأبو المكارم و شاعر العرب ويعد من فحول الشعراء العرب في العصر الحديث. ضاع كثير من مؤلفاته وأشعاره أثناء فراره من مؤلفاته ديوان الكاظمي في جزآن صدرته ابنته رباب.[٢]

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي