أضحت ثغور النصر تبسم بالظفر

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة أضحت ثغور النصر تبسم بالظفر لـ عماد الدين الأصبهاني

اقتباس من قصيدة أضحت ثغور النصر تبسم بالظفر لـ عماد الدين الأصبهاني

أضحتْ ثغورُ النّصرِ تبسمُ بالظَفَر

وغدتْ خيولُ النّصرِ واضحةَ الغُرر

يا ابنَ السّراةِ ذوي العُلى من هاشمٍ

والأكرمينَ أُولي المناقبِ من مُضرْ

مُتقلّدي الذِّكر المنزَّل فيهمُ

إنْ نازلوا بَدلاً العَضْب الذَّكرْ

أَنتَ ابنُ عمِّ المصطفى وسميُّه

أَبشرْ فإنّكَ بعدَهُ خيرُ البشرْ

من راحتيكَ المُزن في المَحْلِ اجتدى

وإلى سَناكَ البدرُ في الليلِ افتقرْ

أَدنى وليٍ في رضاكَ مُعظّم

وأَجلُّ ذي مُلْكٍ بسخطكَ مُحتقرْ

أضحى حمى الباغي رضاكَ ممنّعاً

بينَ الورى وغدا دمُ الباغي هدَرْ

لو كنتَ في زمنِ النبيِّ لأُنزِلتْ

في هذهِ السِّير التي لكم سُورْ

بكمُ الورى في نعمةٍ لا تنقضي

لا تنقضي واللّه نعمةُ من شكَرْ

في أَنفسٍ بكم تُقرُّ وأَلنسٍ

بكمُ يقرُّ وأَعينٍ بكم تقرْ

عاصيكمُ لم يقضِ إلاّ نحبَهُ

من دهرهِ ومطيعكم إلاّ الوَطَرْ

لما شفعتَ العزمَ وهو مؤيّدٌ

بالحزمِ أَسفرَ بالمُنى منكَ السّفَرْ

وبرزتَ مثلَ الشمّسِ تُشرق للورى

وسَناكَ يحجُبُ عنكَ ناظرَ مَنْ نَظَرْ

في شيبةٍ مفطورةٍ لله من

أَنوارهِ سبحانَهُ فيما فَطَرْ

بيضاء يستسقي بها صوبُ الحيا

وبأصلها إذ أجدبوا استسقى عُمَرْ

وكأَنما تلك المظلّةُ هالةٌ

وجه الإمام يضيء فيها كالقَمَرْ

للهِ جيشٌ للخليفةِ قادَهُ

ربُّ الخليفة بالميامنِ والظّفَر

مَجْرٌ إذا جَرَّ القنا لا يرتضي

وَجْهَ المجرَّةِ أَنْ يكونَ لها مَجَرْ

أَشجارُ خطٍّ إن تشاجرت العدى

أَضحتْ لها هاماتُ مُخيطهم ثمر

فوق الجياد الجُردِ ما وردت وغىً

إلاّ وخيل عدوّها عنها صَدَرْ

يتركن في الظمأ الزُّلال بصفوه

ويَرِدْنَ في الرَّوعَ الدِّماء على كَدَرْ

فالأرضُ وهي فسيحةٌ ضاقتْ به

وعلى العدى منه فما وجدوا مَقَرْ

قد أَوقدوا ناراً هم احترقوا بها

وشرارِهم متطايرٌ بهم الشَّرَرْ

لما أَبوا ما فيه خيرُهمُ أَتوا

ما فيهم بَشَرٌ نجا إلاّ بِشَرْ

هذي أميرَ المؤمنين قصيدةٌ

غرّاءُ تَقْصدُ قبّةَ الملكِ الأغَرْ

حسناءُ يَهديها وليٌّ مُخلصٌ

لكم الولاءَ فأَوْلها حسنَ النّظرْ

صُوَرٌ تقوم بها معانٍ منكمُ

إنّ المعانيَ زائناتٌ للصُّوَرْ

دقّتْ لمعنى السِّحر إلاّ أَنّها

راقتْ ورقّتْ مثل أَنفاسِ السّحَرْ

لما رأَيتُ مَنارَ بيتكَ كعبةً

وافيتُ فيمن حَجَّ بيتكَ واعتمرْ

وهجرتُ أَوطاني إليه ومَن رأَى

شرفاً له في أَنْ يفارقها هَجَرْ

ونأَيتُ عن قومي ليرفعَ دونهم

قدري اصطناعُك لي فجئتُ على قدرْ

شرح ومعاني كلمات قصيدة أضحت ثغور النصر تبسم بالظفر

قصيدة أضحت ثغور النصر تبسم بالظفر لـ عماد الدين الأصبهاني وعدد أبياتها واحد و ثلاثون.

عن عماد الدين الأصبهاني

محمد بن محمد صفي الدين بن نفيس الدين حامد بن أله أبو عبد الله عماد الدين الأصبهاني. مؤرخ عالم بالأدب، من أكابر الكتاب، ولد في أصبهان، وقدم بغداد حدثاً، فتأدب وتفقه. واتصل بالوزير عون الدين "ابن هبيرة" فولاه نظر البصرة ثم نظر واسط، ومات الوزير، فضعف أمره، فرحل إلى دمشق. فاستخدم عند السلطان "نور الدين" في ديوان الإنشاء، وبعثه نور الدين رسولاً إلى بغداد أيام المستنجد ثم لحق بصلاح الدين بعد موت نور الدين. وكان معه في مكانة "وكيل وزارة" إذا انقطع (الفاضل) بمصر لمصالح صلاح الدين قام العماد مكانه. لما ماتَ صلاح الدين استوطن العماد دمشق ولزم مدرسته المعروفة بالعمادية وتوفي بها. له كتب كثيرة منها (خريدة القصر - ط) وغيره، وله (ديوان شعر) .[١]

  1. معجم الشعراء العرب

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي