أضحت حصون محاربيك بلاقعا
أبيات قصيدة أضحت حصون محاربيك بلاقعا لـ ابن هتيمل
أضحَت حُصُونُ مُحارِبيكَ بَلاقِعا
وَسَقَيتَ مَن عاداكَ سُمّا ناقِعا
وَبَرَقتَ لِلمُتَمَرِّدينَ صَواعِقاً
كانَت عَلَى المُتَمَرِدينَ صَواقِعا
هَزُّوكَ مُختَبِرينَ حالَكَ في الذي
رامُوا فَهَزُّوا يَذبُلاً ومَتالِعا
عافُوا الرَّدَى غَضّا وَرُضتَ صِعابهَمُ
فَجَنَوهُ مِن وَرَقِ الصَّوارِمِ يانِعا
وتَوَهَّمُوا عَنَتاً وَضَرَّك فانثَنَى
ما كانَ مِنهُ ضائِراً لَكَ نافِعا
كَم قَعقَعُوا لَكَ بالشِّنانِ فأوسَعُوا
رُكنَي عِمايَةَ هَزَّةً وقَعاقِعا
نَجَمُوا عَلى الأسَدِ الهَصُورِ أرانِباً
عُمياً وبَقُّوا للشُّجاعِ ضَفادِعا
وتحَزَّبُوا للشَّمسِ يَرجُونَ السُّها
يُؤذي الغَزالَةَ غارِباً أو طالِعا
طَمَعٌ لَعَمرُ أبيكَ غَيرُ مُحَصِّل
لَهُمُ مِنَ الطَّلَبِ المحالَ مَطامِعا
ومُنافِقينَ تَربَّصُوا بِكَ أخفَقُوا
في الخافِقَينِ وسائِلاً وذرائعا
نَكَبَتهُمُ الدُّنيا فَجاءَكَ كارِهاً
من كانَ أقسَمَ لا يَجيئُكَ طائعا
رَجَعَتهُ حَيفَتُهُ فأصبَحَ حاصِداً
مَن كانَ في حَرثِ المَكيدَةِ زارِعا
يا يُوسفَ الحسنِ بن نُورِ الدّينَ يا
شَمسَ الخِلافَةِ يا قَريباً شاسِعا
أحدَثتَ في طُرُقِ المَكارِمِ والعُلا
بِدَعاً غَدتِ للأكرَمينَ شَرائِعا
قِسنا المُلُوكَ الذّاهِبينَ فَلم نَجِد
إلاَّ حَسيراً عن مَداكَ وظالعا
لَو عاصَرُوكَ لَكانَ قَيصرُ قاصِراً
عَمّا بَلَغتَ وكانَ تُبَّع تابِعا
مُلكٌ وَرِثتَ بِه الذَّوينَ وأسعَداً
والأحوصَينِ ونَهشَلاً ومَجاشِعا
إن الذي كَفُروا صَنيعَكَ ضِلَّةً
كانَت مَخارِجُهُم عَلَيكَ صَنائِعا
بَعُدُوا نَوى وتَوسَّمُوكَ خَديعَةً
وَعَلِمتَ والمَخدُوعُ صارَ الخادِعا
نَكَثُوا فَهُم كالخَمرِ يُحدِثُ شُربُها
إثماً كَبيراً ذَنبُهُ ومَنافِعا
بَطِرُوا وقَد أغنَيتَ مِنهُم مُفلِساً
وَطغَوا وقَد أشبَعتَ مِنهُم جائعا
فَدلَفتَ مِن صَنعاء نَحو سياعِهِم
فمَحَوتَ آياتٍ بها ومَصانِعا
فألنتَ من رَدمٍ وَظهرَ وحَدَّةٍ
كالكَفّ شُلَّت مِعصَماً وأصابعا
أقبَلتَهُم غُرَرَ الجيادش جَحافِلاً
كاليَمِّ يَرَكَبُ مُعلِمُوهُ الوازِعا
خَيلٌ مَلأَتَ بِها الرِّعانَ بَيارِقاً
وبَوارِقاً ومَلامِقاً وَدَوارِعا
وفَوارِساً جَعَلُوا الدَّلاصَ غَلائلاً
ومغافِرَ الزَّرَدِ الحَصينِ بَراقِعا
لَو باكَرُوا بالماء سَحبَةَ طائِرٍ
لَم يَنجُ مِنها طائراً أو واقِعا
أدَّوا نَفُوسَهُم القَنا فَكَأنَّها
كانَت لَديهِم للرِّماحِ وَدائِعا
أمَضَيتَ فِعلَكَ في البُغاةِ ولَم يَكُن
فِعلاً فتَجزِمُهُ الحُروفُ مُضارِعا
وجَمَعت شمَلَ المَجدِ مِن فَرَقِ اللُّهى
وَهَدَمتَ مالَكَ فابتَنيتَ الجامِعا
بَيتاً كَبَيتِ اللهِ لَيسَ مَدارُه
ديراً لِرُهبانِ النَّقا وصَوامِعا
لَو يَستَطيعُ لَسارَ نَحوَكَ سائِراً
ولَخَرَّ يَخدُمُ ساجِداً أو راكعا
فَتَعِزُّ والجَنَّاتُ ودَّت أنَّها
كانَت بِقُربِكَ جاحِفاً أو رادِعا
شَفَّعتَ عَفوَكَ في العُتاةِ فأُطلِقَت
أسراهُم إذ قامَ عَفوُكَ شافعا
يا ثالِثَ القَمَرَينِ لَو سُبِكَ الوَرَى
شَخصاً لَقَصَّرَ أن يَكُونَ الرابعا
ضاقَت جِهاتُ الأرضِ بِي فَرَحمتَني
وبَسَطتَ لي خُلقاً وَصَدراً واسِعا
وأذقتَني بَردَ الحَياةِ وقَد أرَى
عَرَضَ الحِمامِ مُنازِعاً أو نازِعا
أغنَيتَني عَن مَعشَرٍ لَم يُطعِمُوا
في الخَصبِ مُعتَراً ويُعطُوا قانِعا
وَرَفَعتَني فجَعَلتَ لي عُمُرَ الذي
رَفَعَ الدّعيميصَ الدَّليلَ ورافِعا
فالبَس مِنَ السّحرِ المُحَلَّلِ خِلعَةً
يَكسُوكَها خِلَع المُلُوكِ الخالِعا
بِكراً تَرى الكَهلَ الكَريمَ تَهُزُّه
طَرَباً فَيَرقُصُ والغُلامَ اليافِعا
لَو وُشِّعتَ غُرَرَ البُرودِ بِوَشيِها
كانَت لأفوافِ البُرُودَ وَشائِعا
أصفاكَها صَنَعٌ شَحَذتَ لِسانَه
فَجَعَلتَه صَنعاً ولَم يَكُ صانعا
وبِضاعَةٌ ليسَت بِمُزجاةٍ إذا
أزجى الغَنيُّ إلى الغَنيِّ بَضائِعا
شرح ومعاني كلمات قصيدة أضحت حصون محاربيك بلاقعا
قصيدة أضحت حصون محاربيك بلاقعا لـ ابن هتيمل وعدد أبياتها أربعة و أربعون.