أضحى المحب من الغرام لما به

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة أضحى المحب من الغرام لما به لـ شرف الدين الحلي

اقتباس من قصيدة أضحى المحب من الغرام لما به لـ شرف الدين الحلي

أضحى المحب من الغرام لما به

وشفاؤه نظر إلى أحبابِه

دنِف له كلفٌ بسكان الحمى

أوصى به ما شاء من أَوْصا بِه

لو شاء من سلب الكرى عن جفنه

وجفاه أهداه إلى أهدابه

ثمل القوام يكاد يقطر خجلة

من صفحتي خديه ماء شبابه

تجني العيون الورد من وجناته

غضّاً إذا ضَرَّجتها بعتابه

ولربّ ليلة موعد لبس الدجى

في جنحها ما طال من جلبابه

نازلتها بالأبلجين جبينه

وسلاف كأس يمينه وحبابه

حتى إذا ما السكر مال بعِطفه

وعرفت أية منة لشرابه

قبلته مترشفاً فعجبت من

شربي بدُر الثغر خمر رضابه

يا حسنها من ليلة كرمت ولو

حكمت على عمري برفع حسابه

ما زلت أصرع بالطّلى ذاك الطلى

في نفعها وأعفُّ عن أثوابه

حتى بدا فلق الصباح كأنه

صفحات موسى عند رفع حجابه

الشاذويّ مناقباً عبقت شذاً

أخفى سواد المسك بين عبابه

ذو مفخر جاز السماء وخيمت

فوق السماء مُطَنَّبات قبابه

دقت حقيقة منتهاه وإنما

هذي النجوم الزهر من أطنابه

لا تدرك الآمال غاية فخرها

إلا إذا حلّت بسفح هضابه

ملك إذا ما لجَّ في إجدائه

أعطى الأمان العام من إجدابه

سل حلمه إن فاض في كرم تَلُذْ

بالطَّوْدِ من آذيِّهِ وعبابه

وحذارِ إن جاشت غوارب يَمِّه

لا تغرقنك ماطرات سحابه

فالدهر مغتبط بدولة ملكه

نشوان ليس يفيق من إعجابه

بالحمر من أسيافه والخضر من

أكنافه والبيض من أنسابه

إنْ جاد فارجُ الغيث من إعطائه

أو جدَّ فاخشَ الليث في إعطابه

يزداد في ليل العجاج جبينه

نوراً إذا ما انجاب عن أنجابه

في حيث يسري النصر تحت ركابه

وكواسر العقبان فوق عِقابه

لا يطمعنك البشر في إغضائه

وحذار ثم حذار من إغضابه

فالغيث أعظم رحمة وأعمها

نفعاً ومنه السيل في إرهابه

ما أطرب الأفلاك في دورانها

لتزاحم الأملاك في أبوابه

دانوا لأبلج عاد ليّ مناقب

يجلو محيا الفخر تحت نقابه

فإذا أقامهم الحجاب أمامه

جعلوا شفيع الاذن لثم قرابه

دع ما يفخم في السماحة حاتماً

لا تخدعنَّك لامعات سرابه

كم بين من يهب الألوف وبين ذي

فقر يدل عليه نبح كلابه

وإذا الدجى أرخى ستور ظلاله

وتهيب السارون شقّ إهابه

عدت مناقبه العفاة وأدلجوا

واستوضحت بالزُّهر من أحسابه

يا ابن السرى هجر الكرى وخدت به

ذات البرى فارتاد نجح طلابه

اسمِ المنى في روض أنعمه تجد

ثمر الغنى عذب الجنى بجنابه

يا من تناحرت الخطوب فردّها

عني ودهري كاشرٌ عن نابه

أنا بعض من خففت ثقل همومه

وأعدت مثقلة ظهور ركابه

سوغتني طعم الحياة ولم أكن

لولاه أعرف شهده من صابه

وأغثتني بعد الغياث فلم يضع

كاسي مناقبكم حلى آدابه

وتداركتني عطفة شاهية

نكس الزمان بها على أعقابه

فلأَمْلأَنَّ الدهر منك قلائداً

تبقى جواهرها على أعقابه

مع أن قد جلت صفاتك واعتلت

عن مدح مختصر وعن إطنابه

فبقيت تحيي بالغنى رمم المنى

يا من أنار سعودها بإيابه

شرح ومعاني كلمات قصيدة أضحى المحب من الغرام لما به

قصيدة أضحى المحب من الغرام لما به لـ شرف الدين الحلي وعدد أبياتها ثلاثة و أربعون.

عن شرف الدين الحلي

أبو الوفاء راجح بن أبي القاسم إسماعيل الأسدي الحلي أبو الهيثم شرف الدين. شاعر من بني أسد ولد في مدينة الحلة في العراق. وقد رحل الشاعر إلى بغداد في خلافة الإمام الناصر لدين الله أبي العباس أحمد المستضيء بنور الله ولكنه لم يستقر كثيراً فرحل إلى الشام ومصر. وقد قضى جل حياته في ربوع الشام، ويظهر من شعره أنه شيعي وهذا ظاهر إذ أن كل أهل الحلة متشيعين. وشعر الحلي يشمل المدح في معظمه وله (ديوان كبير - خ) .[١]

  1. معجم الشعراء العرب

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي