أضحي وأبصاري تغض وتبصر

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة أضحي وأبصاري تغض وتبصر لـ نيقولاوس الصائغ

اقتباس من قصيدة أضحي وأبصاري تغض وتبصر لـ نيقولاوس الصائغ

أُضحِي وأبصاري تغضُّ وتُبصِرُ

وتبيتُ أفكاري تصوغُ وتَكسِرُ

بل أبتدي طوراً وطوراً انتهي

واقدّمُ العَزَماتِ ثُمَّ أُؤَخّرُ

وجعلتُ أُقدِمُ ثم أُحجِمُ ناكصاً

واغيبُ عن مرأى العِيانِ وأَحضُرُ

أنهى نُهاي وانهُ لي آمرٌ

فرأَيت ما لا بُدَّ فيما يأمُرُ

في مدح من أَربت محامدهُ على

متن السِماكِ فمَن تُراهُ يَحسُرُ

مَن لي بان أُحصِي مآثِرَ مَن غدا

فيهِ مزايا لا تُحَدُّ وتُحصَرُ

لو أَنني عدَّدتُ أوصافاً لهُ

كَثُرَت وأَربَت ظَلَّ ما هو أكثرُ

لو قيلَ ما هذا الذي يَعيا بهِ

عن مدحهِ نُطق اللِسانِ ويقصُرُ

من ذا الذي من دونِ جَدواهُ الحيا

من ذا الذي إِنعامُهُ لا يُكفَرُ

من ذا الذي كيوانُ دونَ علائِهِ

والفرقدانِ وكلُّ سامٍ يُؤثَرُ

لأَجابَ مصداقٌ هو الهامي النَدى

ربُّ المفاخر والمآثر حيدَرُ

اللوذعيُّ الأَلمعيُّ الأَريحيُّ

المولويُّ السُؤدُديُّ الأكبرُ

لو تصمُت الخُطباءُ عن ذكر اسمهِ

وسُمُوّ سُؤدُدهِ لفاهَ المِنبرُ

مَن حازَ شأوَ المجد في مَيدانِهِ

فغدا وكلٌّ عن مَداهُ مُقصِّرُ

للخيرِ أَسلَم مصدرٍ ونظيرُهُ

ما قد يُصرَّف عن حِجاهُ ويَصدُرُ

سَلِمَت بهِ أَفعالهُ من عِلَّةٍ

ان الفعالَ كما يكونُ المصدرُ

قد نالَ مجداً لم يُقَس بسُمُوهِ

كِسرى انو شروانُ ثُمَّتَ قيصرُ

فاقَ الوَرى شَرَفاً فما اسكندرٌ

أو مُنذِرٌ أو تُبَّعٌ أو حِميَرُ

ما أَمَّهُ ذو مِحنةٍ إلا انثنى

في مِنحةٍ يُثني عليه ويَشكُرُ

تَندى أَسِرَّتُهُ ليُسرٍ مطبعٍ

فيهِ فما عُسرٌ لديهِ يَعسُرُ

تَلقى الهَشاشةَ والبَشاشةَ كلما

تَلقاهُ إذ هو صائِمٌ أو مُفطِرُ

تُزرِي اياديهِ الغَمامَ وانهُ

من دون كفَّيهِ الغَمامُ المُمطِرُ

فبمهجتي من بالسَماحةِ حاتمٌ

وحُشاشتي من بالشَجاعةِ عنترُ

رَمِدَت عيونُ الشُهبِ من كرَّاتِهِ

إذ كانَ إِثمِدُهُنَّ منهُ العِثيرُ

قد قادَ أَعناقاً وكُنَّ شوامساً

أَنِسَت وكانت قبلَ ذلكَ تَنفِرُ

وتراهُ مع ذا كلهِ متواضعاً

باللَهِ لا يزهو ولا يتكبَّرُ

يا ذا الذي ضاءَت شهائب حزمهِ

لا بِدعَ إذ انت الشِهابُ النِيرُ

اضحى في الداريُّ ذِكرُك عِطرُهُ

فإذا ذكرتُكَ قبل فاح العنبرُ

اجريتَ أمواهاً ككفِّكَ بالعطا

حتى شكت نَضبَ المياه الأَنهُرُ

لو يستطيعُ كما استطعتَ لهُ الأُلى

مرُّوا لأُعدِمَتِ المياهَ الأَبحُرُ

اطلعتَها بصِناعةٍ وبَراعةٍ

فتَحدَّرَت من شاهقٍ تتكسَّرُ

تُحيي غِياضاً مع وَرِيق خمائلٍ

تسقي رياضاً للنواظر تَبهَرُ

تروي فعالك عن أزاهرها وقد

يروي شَذاها عن ثَناكَ ويُخبِرُ

لو شامَ طلعتكَ المَجُوسُ لو حَّدوا

رَبَّ الجَمالِ وسبَّحوهُ وكبَّروا

بل لو رآك الآنَ مَن عَبَدَ الدُمى

يوماً لقالَ اللَهُ ربي أكبرُ

فالشمسُ أنتَ تُنِيرُ كل مكوَّنٍ

وبَنُوكَ زُهرٌ في عَلائكَ تَزهَرُ

أدركتمُ بالسبق غاياتٍ فما

تكبو نهودكمُ ولا تتعثرُ

فكأَنَّ كُلاً منكمُ هو عنترٌ

وخيولكم ما منها الا ابجرُ

كم في الملاحكم شَجَّةٌ من مُلحِمٍ

لم تُبقِ في الياخور عظماً يُجبَرُ

وكذاك أحمدُ من يحقُّ لفخرهِ

حمدٌ يُباهِي في عَلاهُ ويَفخَرُ

مع صِنوهِ عُمَرَ النبيهِ ومَن لهُ

رأيٌ بهِ القفرُ اليَباب يُعمَّرُ

من دُونِ يُونُسَ ليسَ أُنسٌ مُؤنِسٌ

وسِوى عليٍّ لا عَلاءٌ يُذكَرُ

أرجو بمَعنَ الجُودَ وَهوَ محقَّقٌ

وارومُ بالمنصورِ أَنّي أُنصَر

ذي ذِمَّةٌ مني اليكم فاحفظوا

ذِمَي فانتم خيرُ وافٍ يخفرُ

لما شعرتُ بكم شعرتُ بكم فها أنا

شاعرٌ بسواكمُ لا أشعرُ

يا قائماً إمدادُهُ في ذا الوَرى

فكانهم عَرَضٌ وانت الجوهرُ

اهديكمُ بِكراً اعزَّ خريدةٍ

ورجوتُ اني بارتضائك أَظفَرُ

أمهرتُها فِكري الضنينَ وإنما

قُصوى مرامي في قَبُولك تُمَهرُ

فاستجلِها عذراءَ بنتَ لُوَيلةٍ

ولثامُها عن صبح مدحكَ مُسفِرُ

وافت اليك فهاكَها حَلَبيَّةً

رقَّت طِباعاً وهو ما لا يُنكَرُ

واسلم ودُم واعظُم وتِه واملِك وفُز

ما دارَ ايامٌ وكرَّت أَعصُرُ

شرح ومعاني كلمات قصيدة أضحي وأبصاري تغض وتبصر

قصيدة أضحي وأبصاري تغض وتبصر لـ نيقولاوس الصائغ وعدد أبياتها واحد و خمسون.

عن نيقولاوس الصائغ

نقولا (أو نيقولاوس) الصائغ الحلبي. شاعر، كان الرئيس العام للرهبان الفاسيليين القانونيين المنتسبين إلى دير مار يوحنا الشوير. وكان من تلاميذ جرمانوس فرحات بحلب. له (ديوان شعر-ط) وفي شعره متانة وجودة، قال مارون عبود: أصلح الشيخ إبراهيم اليازجي كثيراً من عيوبه حين وقف عليه.[١]

  1. معجم الشعراء العرب

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي