أطاعك الدمع الذي كان عصى

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة أطاعك الدمع الذي كان عصى لـ ابن غلبون الصوري

اقتباس من قصيدة أطاعك الدمع الذي كان عصى لـ ابن غلبون الصوري

أطاعكَ الدمع الذي كان عصى

فابكِ دماً ما أمكن العينَ البكا

وعاقبِ العينَ بدمعٍ هاطلٍ

أحقّ عندي بالعقاب من جَنى

فطالما أمرجته في حدقٍ

لولا الفتور قلت أحداقُ الظبى

يا لكِ من أيام وصلٍ سلفت

أعقبَها الدهرُ بأيام نوى

ما فرقة الأحباب بعد وصلِهم

إلا كشيبٍ واقعٍ معَ الصبي

إذا الهَوى حاولتَ منه سلوةً

ولم تطِقها فهو من أحلى الهوى

ليس المحب من إذا فواده

رام سُلواً عن أحباه سلا

وذات خلخالٍ من التبر غداً

من وضحِ الفضة محشواً حُلى

كأنما قضيبُ نورٍ دائر

بدَورِه قضيبُ نارٍ قد أضا

لها لوىً من رِدفها يحمله

ذو دقةٍ يضعفُ عن حمل اللوا

ومبسمٌ لاحَ لنا من ضَوئِه

بَرقٌ ولكن ليسَ للبرقِ بقا

وروضةٌ برقعَها حياؤها

زهرة وردٍ باللحاظِ تجتَنى

ومقلةٌ قتالةٌ بلَحظِها

ليس تخاف قوداً ولا أذى

لو نظرت مثالها في غيرها

ألبسها منظره ثوبَ الضنى

وأهيفٍ تَحسبه إذا بدا

قضيبَ بانٍ حاملاً بدرَ دُجى

يجمعُ للناظِر في منظرِه

إذا بدا لونَ الصباح والمَسا

ضدان لم يجتمعا إلا لِما

سام الورى فيه منونٌ ومُنى

تَستَحسنُ الغدر بنا أجفانُه

حتى كأن الغدر في الناسِ وفا

دقّت على أفهامِنا أوصافُه

كأنّه في الأرضِ من أهل السما

بدلتُ من قلبي سواه فلقد

أقلقني بين ظباءٍ ومَهى

يحمل أثقال الهوى مجتهداً

وهو ضعيف الصبر منهدّ القوى

إن كنت لا أبقى بغير نكبةٍ

تبقى فما فضل البقا على الفنا

في كل يومٍ أنا بين غادرٍ

وهاجرٍ أكرع كاسات الردى

أبيننا يا دهرُ ثارٌ تبتغي

إدراكه مني أم سفكُ دِما

ما فيكَ للعتبِ مكانٌ يرتجى

نجاحه إلا لمدحٍ وهجا

أشكو إليك بعض ما لقيته

منكَ وهل تنفع شكوى من شكا

أكلَّما غادرتَ وقتاً صافياً

من عيشتي كدَّرت منه ما صفا

تأخذ من أحبّتي أصدقَهم

وداً وأوفاهم إذا عزّ الوفا

أظلمَ في عينيَّ ما كان أضا

فلا ضحى بعدَ الحسين بن ضحى

مات الندى والمجد في ميتته

والأدبُ البارع أودى والنهى

سعى إلى مهجتِه حِمامها

ولو درى ما قدرُها لما سعى

طرفت طرفي أيها الدهر بهِ

فصرت لا أطرف إلا عن قذى

بما العزاء بعده فإنما

كان لنا عمن فقدناه عزا

كم من فتىً تحت الثرى وفضلُه

على الأنام ليس يُحصى كالثرى

مضى وأبقَت ذكرَه أفعالُه

أحسن ما خلَّفته حسن الثنا

وللذي دلَّ من الجودِ عَلى

سبيل مَن قُبيله كان سُدى

سر على أيمن سعدٍ صالح

سار إليه من هدى

شرح ومعاني كلمات قصيدة أطاعك الدمع الذي كان عصى

قصيدة أطاعك الدمع الذي كان عصى لـ ابن غلبون الصوري وعدد أبياتها سبعة و ثلاثون.

عن ابن غلبون الصوري

عبد المحسن بن محمد بن أحمد بن غالب الصوري أبو محمد ابن غلبون. شاعر، حسن المعاني. من أهل صور، في بلاد الشام. مولده ووفاته فيها. وهو صاحب البيت: بالذي ألهم ثناياك العذابا ما الذي قالته عيناك لقلبي فأجابا له (ديوان شعر) .[١]

تعريف ابن غلبون الصوري في ويكيبيديا

عبد المحسن بن محمد بن أحمد بن غالب بن غلبون، أبو محمد الصوري، هو شاعر شيعي من شعراء العصر العباسي. ولد ومات في صور. وهو شاعر بديع الألفاظ حسن المعاني رائق الكلام مليح النظام مشهور بالإجادة بين شعراء أهل الشام، من حسنات القرن الرابع الهجري. جمع شعره بين جزالة اللفظ وفخامة المعنى. وله ديوان شعر يحتوي على خمسة آلاف بيت تقريباً، وهو من أقوى النصوص على تشيعه وعده ابن شهر آشوب من شعراء أهل البيت المجاهدين. عاش في القرن الرابع الهجري وحتى بدايات القرن الخامس.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. ابن غلبون الصوري - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي