أطرق الشاكي ونام الموجع

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة أطرق الشاكي ونام الموجع لـ صالح الشرنوبي

اقتباس من قصيدة أطرق الشاكي ونام الموجع لـ صالح الشرنوبي

أطرق الشاكي ونام الموجَعُ

وانتَشى الليل بكاساتِ السكون

غيرُ شاك كفّنته الأضلع

وبكتهُ بمراثيها العيون

حرّم اللَه عليه الفرحا

واستبدّت بقواه النوَبُ

فجفا الأيام فجراً وضحى

وتمنى لو طواه المغربُ

هزّني إذ هزّه صوت الألم

فتسمّعتُ إلى أصدائه

فإذا لحنٌ تغشّاه الندم

ضارعٌ للَه في عليائه

قلتُ هذا البعث مجهول الندى

أترى يمتدُّ بي أم يقصرُ

يا يدَ الأقدارِ لاكنتِ يداً

شابهَ الناسكَ في الداعر

قد كفاني وكفى قلبي الهوى

هدنا من راحتيه معول

خالد اللعنة مسعور القوى

يجهلُ الرحمة فيما يجهل

حدثيني أبدُنياك جديد

يا يدَ الأقدار أم جفّ القلم

والذي خبّأت وعدٌ أم وعيد

وشروق أم غروب وظلم

حدّثيني عن وجودي في الحياه

ما الذي أغراك بي حتى أجىء

أيها الجاني الذي فكّت يداه

ورمى في قيده كل برىء

ها هو القلب الذي طهّرته

من هوى الدنيا وآثام الشباب

ثار في صدري إذ ناديته

إسترح يا قلب من هذا العذاب

ظنني أهرقت في البلوى دمه

فرماني بجحود الجاحدين

رحمتا للقلب من ذا علّمَه

أنّني أنكرت ماضيه الدفين

ماضيَ الحب الذي ألهمني

صادح الشعر وفرحان المنى

لم يزل بملأ وجه الزمن

ضحكا حلواً وبشرا وسنا

قلتُ يا قلب حناناً إنما

هذه الدنيا عجوزٌ ساحره

أيهذا الطفل تلهيه الدمى

إن في الأولى معاني الآخره

قال لي القلب وقد أحزنه

إنني ألهيتُ عن حر جواه

يا مريض العمر عجل دفنه

قبل أن تعشيك أضواء الحياه

كم ترنّمتَ بألحان الصبا

وتركت الدهر يلهو بصباك

ثم وافاك شباب شيبا

وأنا قلبك لا قلب سواك

بين أحنائي آمال دنا

عهدُها بالموت والموت عجِل

أفنِها أنت فقد تخشى الفنا

وكلانا عن قريب مرتحل

قلت يا قلب وما أباسني

أنا أقضى والمنى لا تنقضي

ما الذي أبقيت لي من حسن

بعد أن يرضيك مالا أرتضى

هات آمالي فقد أعددتها

للبلى من قبل أن تروى فمك

وغداً تهتف ما أنسيتها

آه ما أقساك بل ما أرحمك

شرح ومعاني كلمات قصيدة أطرق الشاكي ونام الموجع

قصيدة أطرق الشاكي ونام الموجع لـ صالح الشرنوبي وعدد أبياتها اثنان و ثلاثون.

عن صالح الشرنوبي

صالح بن علي الشرنوبي المصري. شاعر حسن التصوير، مرهف الحس، من أهل بلطيم بمصر، ولد ونشأ بها. دخل المعهد الديني بدسوق، فمعهد القاهرة، فالمعهد الأحمدي بطنطا، ثم كلية الشريعة، فكلية دار العلوم. ودرّس في مدرسة سان جورج بالقاهرة، ونشر بعض شعره في مجلات الإذاعة والرسالة والثقافة وجريدتي الأهرام والمصري، وعمل في جريدة الأهرام. ذهب إلى بلطيم ليقضي أيام عيد الأضحى مع أهله، فقضى نحبه منتحراً. له اثنا عشر ديواناً في كراريس صغيرة، منها مجموعة أسماها (نشيد الصفا -ط) .[١]

تعريف صالح الشرنوبي في ويكيبيديا

صالح علي شرنوبي (1924م - 1951م / 1370 هـ)، ولد في 26 مايو 1924 بمدينة بلطيم بمحافظة كفر الشيخ. حفظ القرآن الكريم وعمره 10 سنوات. درس بمعهد دسوق الديني وحصل على الابتدائية من معهد القاهرة عام 1939م. حصل على الثانوية الأزهرية من المعهد الأحمدي بطنطا عام 1947م. فشل في الالتحاق بدار العلوم بعد أن اجتاز الامتحان التحريري. التحق بكلية أصول الدين ثم هجرها بعد سبعة أشهر من الدراسة. بعد عام من تركه كلية أصول الدين عاد إلى بلطيم ليعمل مدرسا بالمدرسة الابتدائية. ترك بلطيم إلى القاهرة. كتب قصائد الشك والحزن والحرمان والموت وهو مقيم بحجرة الدجاج على سطح أحد المنازل، أو وهو ملتجئ ـ بعد أن طردته صاحبة البيت لعجزه عن دفع الإيجار - إلى مغارة بجبل المقطم، أو وهو مقيم في بدروم تحت الأرض يخيل إلى داخله أنه يستنشق هواء قد سبق تنفسه حسب تعبير الدكتور عبد الحي دياب. عمل مدرسا بمدرسة أجنبية للبنات هي مدرسة «سان جورج» لكنه فصل منها لكثرة تخلفه وعدم التزامه بمواعيد الحضور والانصراف. مرة ثانية حاول الالتحاق بكلية دار العلوم ليلقى نفس النتيجة التي لقيها عام 1947 م. التحق بكلية الشريعة، ولكنه سرعان ما هجرها لنفس الأسباب التي هجر بها كلية أصول الدين. تعرف على الممثلين والممثلات وكتب أغنيات بعض الأفلام، كما أنه عرف وذاق كل خصائص عالم الفن إلى درجة التخمة. علم كامل الشناوي بمأساة الشاعر صالح الشرنوبي فعينه مصححا في جريدة (الأهرام) لتظل الماساة قائمة نتيجة لنمط الحياة التي قد استغرقت هذا الشاعر. في إجازة عيد الأضحى عاد الشاعر إلى بلطيم لتكون النهاية الحزينة، ولتشيع بلطيم شاعرها إلى مثواه الاخير يوم 17 سبتمبر 1951 م الموافق 15 من ذي الحجة 1370 هجرية. خلف صالح الشرنوبي عدة دواوين وبعض الأزجال والقصص القصيرة والمسرحيات، وقصائد النثر والشعر الحر جمعت كلها في مطبوع ضخم (675 صفحة) في سلسلة «من تراثنا» مع مقدمة للدكتور عبد الحي دياب[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. صالح الشرنوبي - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي