أظن البدر نازعك الكمالا

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة أظن البدر نازعك الكمالا لـ ابن قلاقس

اقتباس من قصيدة أظن البدر نازعك الكمالا لـ ابن قلاقس

أظنّ البدرَ نازعك الكمالا

فباتَ يُريهِ إخمصَك الهِلالا

وقد تركتْ ذوابلَك الليالي

تدورُ على أسنّتها ذُبالا

وليس الغيثُ إلا ما أراهُ

بكفّكَ سحّ وَبْلاً أو وَبالا

لك الحسنُ البليغُ لسانَ فعلٍ

إذا طلبَ المقالَ به استقالا

وأين السيفُ من فتكاتِ عزْمٍ

نَهوضٍ لا كُلولَ ولا كَلالا

بأبيضَ خاطبٍ نثر الأعادي

وأرؤسَهُم يَميناً أو شِمالا

الى سُمْرٍ أشاعِرُهُ أُديرَتْ

فنظمت الرجالَ لكَ ارتجالا

ومثلُكَ في انفرادِك بالمَعالي

تعالى أن نُصيبَ له مِثالا

غمامٌ أطلعَ الآراءَ شمساً

وشمسٌ مدّتِ الأيدي ظلالا

ومثلُك ملء عينِ الدهرِ حُسْناً

وملء قلوبِ أهليهِ جَلالا

له عزْمٌ كنائلِه شباباً

الى حِلْمٍ كحِنْكَتِهِ اكْتِهالا

تقلدتِ الخلافةُ منه عَضْباً

كَفاها في الجلادِ به الجِدالا

تُجرِّدُه فيكْسوها جَميلاً

وتُغمِدُه فيكسوها جَمالا

إذا ما همّ يعرفْ نُكولاً

ولمْ يُنكِرْ أعاديه نَكالا

بخيلٍ كلّما اندفعَتْ قِسيّاً

تفوّقَ من فوارسِها نِبالا

تَرى البيضَ القصارَ مطابقاتٍ

على أرجائها السمرُ الطوالا

وكفُّ النصرِ قد كتبتْ سجِلاً

بأنّ الحربَ ما خُلقَتْ سِجالا

ومعذورٌ قريعُك إذ تولّى

بجيشٍ من قِراعِك قد تَوالى

بعثتَ به إليه مسوَّماتٍ

خفاقاً تحمِلُ النُوَبَ الثِقالا

نفَوْتَ العاصفات لها بِطاءً

إذا ما العاصفاتُ جرَتْ عِجالا

ولم يترُكْ أبو الفتحِ المُعلّى

لبابٍ يتقيه به انقِفالا

وظنّ النيلُ وهو أخوكَ نيلاً

عليهِ مَعقِلاً فغَدا عِقالا

ولما قرّ لم يعهَدْ نُزولاً

ولما فرّ لم يحْمِدْ نِزالا

ولم يكُ يا شُجاعُ فتًى جباناً

ولكنّ القتالَ كفى القِتالا

فإنْ تَنب الجيادُ الجردُ عنهُ

فإنّ الليثَ يحتقِرُ النِمالا

وإن طلت لقومك مُسرعات

فذاك لأنهم ركِبوا الضَلالا

رعيتَ رعيّةَ ظنو احتماءً

غداةَ رأوا من الحِلْمِ احتِمالا

ومثلُك مَنْ رأى لهمُ اعتداءً

فقابلَهُ برحمَتِه اعتِدالا

ولولا رأفةٌ لا نلكَ فيهمْ

أعادَ صخورَ ثغرِهم رِمالا

ولم تعدِلْ قبائلُه على ما

تبيّن من شجاعتِهم قِتالا

وسوف يكون شعرُ العبدِ نصراً

لنصرٍ عاجلٍ يأتيك فَالا

فداكَ معاشرٌ سمِعوا سُؤالاً

لقاصِدِهمْ فما عرَفوا سوى لا

صرفتُ إليكَ آمالي اعتزاءً

كما صرّفْتَهم عني اعتِزالا

وقلت لمن توثقها عُراةُ

وقد خانوا انفِصاماً وانفِصالا

وقفتَ مسائلاً طَلَلاً مَحيلاً

ورحتَ مطالباً أملاً مُحالا

ليَهْنكَ بل ليَهْنِ الناسَ عيدٌ

رأوا فيه جبينَك والهِلالا

رأوْا فيه جبينَك والهِلالا

فحازَ النقصَ إذ حُزْتَ الكَمالا

وربّ مشبّهِ بكَ بدرَ تَمٍّ

تلألأ إذ سفرت لهُ تلالا

رأى منكَ الخليفةُ ما رآه

فأبْشِرْ إذ أنالَكَ ما أنالا

ورحتَ موشّحاً حُلَلاً فقُلْنا

حلالاً قد خُصِصْتَ به حَلالا

وأمرُ المُلْكِ آلَ إليك طوعاً

أقسمَ لا يفارقُه وآلى

فدُمْ كالسُحْبِ إن بعُدَتْ مَنالاً

فقد قرُبَتْ لمُسْتَسْقٍ نَوالا

شرح ومعاني كلمات قصيدة أظن البدر نازعك الكمالا

قصيدة أظن البدر نازعك الكمالا لـ ابن قلاقس وعدد أبياتها اثنان و أربعون.

عن ابن قلاقس

نصر بن عبد الله بن عبد القوي اللخمي أبو الفتوح الأعز الإسكندري الأزهري. شاعر نبيل، من كبار الكتاب المترسلين، كان في سيرته غموض، ولد ونشأ بالإسكندرية وانتقل إلى القاهرة، فكان فيها من عشراء الأمراء. وكتب إلى فقهاء المدرسة الحافظية بالإسكندرية (ولعله كان من تلاميذها) رسالة ضمّنها قصيدة قال فيها: أرى الدهر أشجاني ببعد وسرني بقرب فاخطأ مرة وأصابا وزار صقلية سنة (563) وكان له فيها أصدقاء، ودخل عدن سنة (565) ثم غادرها بحراً في تجارة، وكان له رسائل كثيرة مع عدد من الأمراء منهم عبد النبي بن مهدي صاحب زبيد: وكان طوافاً بين زبيد وعدن. واستقر بعيذاب، لتوسطها بين مصر والحجاز واليمن، تبعاً لاقتضاء مصالحه التجارية وتوفي بها. وشعره كثير غرق بعضه في أثناء تجارته في البحر، وبعضه في (ديوان - ط) ولمحمد بن نباته المصري (مختارات من ديوان ابن قلاقس - خ) .[١]

  1. معجم الشعراء العرب

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي