أظن دموعها سنن الفريد

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة أظن دموعها سنن الفريد لـ أبو تمام

اقتباس من قصيدة أظن دموعها سنن الفريد لـ أبو تمام

أَظُنُّ دُموعَها سَنَنَ الفَريدِ

وَهى سِلكاهُ مِن نَحرٍ وَجيدِ

لَها مِن لَوعَةِ البَينِ اِلتِدامٌ

يُعيدُ بَنَفسَجاً وَردَ الخُدودِ

حَمَتنا الطَيفَ مِن أُمِّ الوَليدِ

خُطوبٌ شَيَّبَت رَأسَ الوَليدِ

رَآنا مُشعَري أَرَقٍ وَحُزنٍ

وَبُغيَتُهُ لَدى الرَكبِ الهُجودِ

سُهادٌ يَرجَحِنُّ الطَرفُ مِنهُ

وَيولِعُ كُلَّ طَيفٍ بِالصُدودِ

بِأَرضِ البَذِّ في خَيشومِ حَربٍ

عَقيمٍ مِن وَشيكِ رَدىً وَلودِ

تَرى قَسَماتِنا تَسوَدُّ فيها

وَما أَخلاقُنا فيها بِسودِ

تُقاسِمُنا بِها الجُردُ المَذاكي

سِجالَ الكَرِّ وَالدَأبِ العَنيدِ

فَتُمسي في سَوابِغَ مُحكَماتٍ

وَتُمسي في السُروجِ وَفي اللُبودِ

حَذَوناها الوَجى وَالأَينَ حَتّى

تَجاوَزَتِ الرُكوعَ إِلى السُجودِ

إِذا خَرَجَت مِنَ الغَمَراتِ قُلنا

خَرَجتِ حَبائِساً إِن لَم تَعودي

فَكَم مِن سُؤدُدٍ أَمكَنتِ مِنهُ

بِرُمَّتِهِ عَلى أَن لَم تَسودي

أَهانَكِ لِلطِرادِ وَلَم تَهوني

عَلَيهِ وَلِلقِيادِ أَبو سَعيدِ

بَلاكِ فَكُنتِ أَرشِيَةَ الأَماني

وَبُردَ مَسافَةِ المَجدِ البَعيدِ

فَتىً هَزَّ القَنا فَحَوى سَناءً

بِها لا بِالأَحاظي وَالجُدودِ

إِذا سَفَكَ الحَياءَ الرَوعُ يَوماً

وَقى دَمَ وَجهِهِ بِدَمِ الوَريدِ

قَضى مِن سَندَبايا كُلَّ نَحبٍ

وَأَرشَقَ وَالسُيوفَ مِنَ الشُهودِ

وَأَرسَلَها عَلى موقانَ رَهواً

تُثيرُ النَقعَ أَكدَرَ بِالكَديدِ

رَآهُ العِلجُ مُقتَحِماً عَلَيهِ

كَما اِقتَحَمَ الفَناءُ عَلى الخُلودِ

فَمَرَّ وَلَو يُجاري الريحَ خيلَت

لَدَيهِ الريحُ تَرسُفُ في القُيودِ

شَهِدتُ لَقَد أَوى الإِسلامُ مِنهُ

غَدائِتِذٍ إِلى رُكنٍ شَديدِ

وَلِلكَذَجاتِ كُنتَ لِغَيرِ بُخلٍ

عَقيمَ الوَعدِ مِنتاجَ الوَعيدِ

غَدَت غيرانُهُم لَهُمُ قُبوراً

كَفَت فيهِم مَؤوناتِ اللُحودِ

كَأَنَّهُمُ مَعاشِرُ أُهلِكوا مِن

بَقايا قَومٍ عادِ أَو ثَمودِ

وَفي أَبرِشتَويمَ وَهَضبَتَيها

طَلَعتَ عَلى الخِلافَةِ بِالسُعودِ

بِضَربٍ تَرقُصُ الأَحشاءُ مِنهُ

وَتَبطُلُ مُهجَةُ البَطَلِ النَجيدِ

وَبَيَّتَّ البَياتَ بِعَقدِ جَأشٍ

أَشَدُّ قُوىً مِنَ الحَجَرِ الصَلودِ

رَأَوا لَيثَ الغَريفَةِ وَهوَ مُلقٍ

ذِراعَيهِ جَميعاً بِالوَصيدِ

عَليماً أَن سَيَرفُلُ في المَعالي

إِذا ما باتَ يَرفُلُ في الحَديدِ

وَيَومَ التَلِّ تَلِّ البَذِّ أُبنا

وَنَحنُ قِصارُ أَعمارِ الحُقودِ

قَسَمناهُم فَشَطرٌ لِلعَوالي

وَآخَرُ في لَظىً حَرِقِ الوَقودِ

كَأَنَّ جَهَنَّمَ اِنضَمَّت عَلَيهِم

كِلاها غَيرَ تَبديلِ الجُلودِ

وَيَومَ اِنصاعَ بابَكُ مُستَمِرّاً

مُباحَ العُقرِ مُجتاحَ العَديدِ

تَأَمَّلَ شَخصَ دَولَتِهِ فَعَنَّت

بِجِسمٍ لَيسَ بِالجِسمِ المَديدِ

فَأَزمَعَ نِيَّةً هَرَباً فَحامَت

حُشاشَتُهُ عَلى أَجَلٍ بَليدِ

تَقَنَّصَهُ بَنو سِنباطَ أَخذاً

بِأَشراكِ المَواثِقِ وَالعُهودِ

وَلَولا أَنَّ ريحَكَ دَرَّبَتهُم

لَأَحجَمَتِ الكِلابُ عَنِ الأُسودِ

وَهِرجاماً بَطَشتَ بِهِ فَقُلنا

خِيارُ البَزِّ كانَ عَلى القَعودِ

وَقائِعُ قَد سَكَبتَ بِها سَواداً

عَلى ما اِحمَرَّ مِن ريشِ البَريدِ

لَئِن عَمَّت بَني حَوّاءَ نَفعاً

لَقَد خَصَّت بَني عَبدِ الحَميدِ

أَقولُ لِسائِلي بِأَبي سَعيدٍ

كَأَن لَم يَشفِهِ خَبَرُ القَصيدِ

أَجِل عَينَيكَ في وَرَقي مَلِيّاً

فَقَد عايَنتَ عامَ المَحلِ عودي

لَبِستُ سِواهُ أَقواماً فَكانوا

كَما أَغنى التَيَمُّمُ بِالصَعيدِ

وَتَركي سُرعَةَ الصَدَرِ اِغتِباطاً

يَدُلُّ عَلى مُوافَقَةِ الوُرودِ

فَتىً أَحيَت يَداهُ بَعدَ يَأسٍ

لَنا المَيتَينِ مِن كَرَمٍ وَجودِ

شرح ومعاني كلمات قصيدة أظن دموعها سنن الفريد

قصيدة أظن دموعها سنن الفريد لـ أبو تمام وعدد أبياتها خمسة و أربعون.

عن أبو تمام

حبيب بن أوس بن الحارث الطائي. أحد أمراء البيان، ولد بجاسم (من قرى حوران بسورية) ورحل إلى مصر واستقدمه المعتصم إلى بغداد فأجازه وقدمه على شعراء وقته فأقام في العراق ثم ولي بريد الموصل فلم يتم سنتين حتى توفي بها. كان أسمر، طويلاً، فصيحاً، حلو الكلام، فيه تمتمة يسيرة، يحفظ أربعة عشر ألف أرجوزة من أراجيز العرب غير القصائد والمقاطيع. في شعره قوة وجزالة، واختلف في التفضيل بينه وبين المتنبي والبحتري، له تصانيف، منها فحول الشعراء، وديوان الحماسة، ومختار أشعار القبائل، ونقائض جرير والأخطل، نُسِبَ إليه ولعله للأصمعي كما يرى الميمني. وذهب مرجليوث في دائرة المعارف إلى أن والد أبي تمام كان نصرانياً يسمى ثادوس، أو ثيودوس، واستبدل الابن هذا الاسم فجعله أوساً بعد اعتناقه الإسلام ووصل نسبه بقبيلة طيء وكان أبوه خماراً في دمشق وعمل هو حائكاً فيها ثمَّ انتقل إلى حمص وبدأ بها حياته الشعرية. وفي أخبار أبي تمام للصولي: أنه كان أجش الصوت يصطحب راوية له حسن الصوت فينشد شعره بين يدي الخلفاء والأمراء.[١]

تعريف أبو تمام في ويكيبيديا

أَبو تَمّام (188 - 231 هـ / 803-845م) هو حبيب بن أوس بن الحارث الطائي، أحد أمراء البيان، ولد بمدينة جاسم (من قرى حوران بسورية) ورحل إلى مصر واستقدمه المعتصم إلى بغداد فأجازه وقدمه على شعراء وقته فأقام في العراق ثم ولي بريد الموصل فلم يتم سنتين حتى توفي بها. كان أسمر، طويلاً، فصيحاً، حلو الكلام، فيه تمتمة يسيرة، يحفظ أربعة عشر ألف أرجوزة من أراجيز العرب غير القصائد والمقاطيع. وفي أخبار أبي تمام للصولي: «أنه كان أجش الصوت يصطحب راوية له حسن الصوت فينشد شعره بين يدي الخلفاء والأمراء». في شعره قوة وجزالة، واختلف في التفضيل بينه وبين المتنبي والبحتري، له تصانيف، منها فحول الشعراء، وديوان الحماسة، ومختار أشعار القبائل، ونقائض جرير والأخطل، نُسِبَ إليه ولعله للأصمعي كما يرى الميمني.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. أَبو تَمّام - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي