أظهر جمالك للعيون وأبده

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة أظهر جمالك للعيون وأبده لـ ابن حجر العسقلاني

اقتباس من قصيدة أظهر جمالك للعيون وأبده لـ ابن حجر العسقلاني

أَظهِر جَمالَكَ لِلعُيونِ وَأَبدِهِ

وَصِلِ الوِدادَ لِمَن رضاكَ بوُدِّهِ

فحُسامُ هَذا الجفنِ مُذ جَرّدتَهُ

في الناسِ زادَ بِضَربِهِ عَن حَدِّهِ

وَإِلامَ صَبُّكَ بِالجَفا في عَكسِهِ

وَتَزيدُ عَن بابِ الرِضى في طَردِهِ

وَتَسيلُ أَدمُعُهُ إِذا فارَقتَهُ

وَإِذا وَصلتَ بَكى مَخافَةَ صَدِّهِ

فَعَلى كِلا الحالينِ طِفلُ غَرامِهِ

ما نالَ مِن وَصلٍ بلوغَ أَشُدِّهِ

أحصي لَيالي البينِ في حِسبانِهِ

فَأجِزهُ عَن بابِ الصُدودِ وَعَدِّهِ

وَمهفهفٍ في عارضَيهِ جَنَّةٌ

نَبَتَت عَلى نيرانِ صَفحَةِ خَدِّهِ

لَمّا رأى الأَلحاظَ تَرشُقُ خَدَّهُ

جاءَ العذار مقدّراً في سَردِهِ

وَمِنَ المَصائِبِ أَنَّهُ نسلُ الخطا

وَهوَ الَّذي قتلَ المحبَّ بِعَمدِهِ

وَمِنَ العَجائِبِ أَنَّ سَيفَ لِحاظِهِ

جَرَحَ القُلوبَ وَما بَدا مِن غِمدِهِ

إِن ماسَ تَجري مُقلَتي بِدِمائِها

فَكَأَنَّني فيها طُعِنتُ بِقَدِّهِ

غَلَبَ النُحولُ عَليَّ حَتّى إِنَّني

حاكَيتُ رِقَّةَ خَصرِهِ أَو بَندِهِ

وَلَقَد نَثَرتُ مَدامِعي فَتَنَظَّمَت

في ثَغرِهِ أَو جيدِهِ أَو عِقدِهِ

إِنّي بُليتُ بِمَن أَرومُ وِصالَهُ

وَأَخافُ والدَهُ وَسَطوةَ طَردِهِ

وَالحسنُ صَيَّرَهُ يتيهُ بِحَظِّهِ

فَطَويلُ هَجري مِن أَبيهِ وَجَدِّهِ

عمري لَئِن تاهَ الحَبيبُ بِحُسنِهِ

فَالعاشِقُ المَهجورُ تاهَ بِسَعدِهِ

السَيّدُ الراقي عَلى أَنظارِهِ

شَرَفاً فَكَيفَ رُقيُّهُ عَن ضِدِّهِ

نَجلُ العُلا وَالفَخرِ نادِ بِفَضلِهِ

يَسمَع فَتَربَح يا خَسارَةَ نِدِّهِ

حامي المَعالي لَم يَزَل مُتَيَقِّظاً

مُذ كانَ طِفلاً راقِداً في مَهدِهِ

جَمَعَت مَهابَتُهُ سَخاءَ يَمينِهِ

كَالغَيثِ يَهمي مَع بَوارِقِ رَعدِهِ

مُتَعَفِّفٌ والأَريحيَّةُ خُلقُهُ

يَهتَزُّ لَكِن لَم يَغِب عَن رُشدِهِ

مَولىً يَزيدُ تَرَقِّياً في غايَةٍ

نَقَصَ الوَرى عَنها وفاقَ بِجَدِّهِ

لَم يَقلِ طلّابَ النَدى مِنهُ وَلَم

يَرجِع مُسائِلُهُ بِكسرَةِ رَدِّهِ

يَتَيَقَّنُ الراجي اليَسارَ لِقَصدِهِ

لِلبَحرِ أَن مَدَّ اليَمينَ لمدِّهِ

مِن أسرةٍ أَسروا الخُطوبَ وَأَطلَقوا

بِالجودِ مَن أَسَرَتهُ قلّةُ وُجدِهِ

وَكفاهُمُ فَخراً بِسَعدِهمُ الَّذي

لَم يُبقِ مَكرُمَةً تَجي مِن بَعدِهِ

يُفدى بِكُلِّ مُسَوَّدٍ في دَستِهِ

تَصفَرُّ خَوفَ الجودِ حمرةُ جِلدِهِ

مِن كُلِّ بَسّامِ الثَنايا وَهوَ قَد

هاجَت بَلابِلُ صَدرِهِ من حِقدِهِ

حَسَدوا الفَتى إِذ لَم يَنالوا سَعيَهُ

غَيظَ الأَسيرِ عَلى قَساوَةِ قدِّهِ

يا طالِباً لِلمَكرُماتِ مُجاهِداً

وَعَطاءُ سَعدِ الدينِ أَقصى قَصدِهِ

إِقصِد لَهُ واِسأَلهُ تُعطَ وَتَغتَنِم

وَتَعيشُ مَهما عِشتَهُ في رفدِهِ

حَيثُ السَماحَةُ وَالحَماسَةُ وَالتُقى

كَالعِقدِ أَحسنَ ناظِمٌ في عَقدِهِ

حَيثُ النَدى وَالعِفَّةُ اِجتَمَعا كَما

مُزِجَ الزُلالُ بِخالِصٍ مِن شَهدِهِ

حَيثُ الذَكا نارٌ يُقابِلُها النَدى

مِنهُ لِيَمنَعَ زندَها مِن وَقدِهِ

حَيثُ اليَراعَةُ في المَهارِقِ أَشبَهَت

غُصنَ الرِياضِ تَفوحُ نسمةُ وَردِهِ

قَلَمٌ تَصَرَّفَ في المَمالِكِ صادِراً

عَن أَمرِ مالِكِهِ لأَصغى وردِهِ

يا حُسنَهُ في كَفِّهِ قَصَباً حَلا

ذوقاً وَأَطربَ مسمعاً مِن وَفدِهِ

مُبيَضُّ وَجه القَصدِ محمرُّ الشَبا

يَخضَرُّ حينَ السَبحِ في مسوَدِّهِ

وَإِذا عَلا شرفَ المَهارِقِ منبراً

خطبَ الغِنى في أَسوَدٍ مِن بُردِهِ

حَيثُ السُطورُ عَلى الطروسِ نَوافِذٌ

أَحكامُها وَالدهرُ أَوَّلُ جندِهِ

مِن كُلِّ حَرفٍ مِثلِ سَيفٍ خاطِفٍ

بَصَر العِدا كالبَرقِ لَمعُ فرِندِهِ

حَيثُ البَلاغَةُ لا يَجوزُ مبهرجٌ

إِلّا وَيَظهَرُ زيفُهُ في نَقدِهِ

وَلَهُ الفَضيلَةُ إِذ يبين صَوابنا

في مَدحِهِ فَكمالُنا مِن عِندِهِ

يا ناظِرَ الخاصِ الشَريفِ العامُ قَد

وافى إِلَيكَ بِمَدحِهِ وَبِحَمدِهِ

هَنّاكَ وَهوَ بِكَ المعيّنُ لِلهَنا

وَبَقاكَ في نِعَمٍ تَدومُ بودِّهِ

مَولايَ هذي خدمَةٌ قَد قصّرت

فالصَفحُ يا مَخدومُ عَنها أَبدِهِ

مَدحٌ إِذا نُشِرَت حَواشي بُردِهِ

لَم يُستَمَع رأيُ الحسودِ برَدِّهِ

السَمعُ والإِصغاءُ جائِزةٌ لَهُ

فأَجِزهُ يا مَولى المَديحِ بِقَصدِهِ

وَإِذا أَحبَّكَ مَن يَراكَ تَسودُهُ

كانَ الدُعا وَالمَدحُ غايَةَ جهدِهِ

فاِنعَم ودُم واِغَنَم وَعِش في راحَةٍ

وَدَعِ الحَسودَ لِهَمِّهِ ولكدِّهِ

فَرَجاي أَن يُبقيكَ رَبُّك سالِماً

وَاللَهُ أَقرَبُ مُرتَجى مِن عَبدِهِ

فَلِمَن غَدا يَشناكَ غايَةَ تَعسِهِ

وَلِمَن غَدا يَهواكَ غايَةَ سَعدِهِ

شرح ومعاني كلمات قصيدة أظهر جمالك للعيون وأبده

قصيدة أظهر جمالك للعيون وأبده لـ ابن حجر العسقلاني وعدد أبياتها اثنان و خمسون.

عن ابن حجر العسقلاني

أحمد بن علي بن محمد الكناني العسقلاني أبو الفضل شهاب الدين بن حجر. من أئمة العلم والتاريخ أصله من عسقلان (بفلسطين) ومولده ووفاته بالقاهرة، ولع بالأدب والشعر ثم أقبل على الحديث. ورحل إلى اليمن والحجاز وغيرهما لسماع الشيوخ، وعلت شهرته فقصده الناس للأخذ عنه وأصبح حافظ الإسلام في عصره. وكان فصيح اللسان، راوية للشعر، عارِفاً بأيام المتقدمين وأخبار المتأخرين صبيح الوجه، وولي قضاء مصر عدة مرات ثم اعتزل. تصانيفه كثيره جليلة منها: (الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة-ط) ، و (لسان الميزان-ط) تراجم، و (ديوان شعر-ح) ، و (تهذيب التهذيب-ط) ، و (الإصابة في تمييز الصحابة-ط) وغيرها الكثير.[١]

تعريف ابن حجر العسقلاني في ويكيبيديا

شهاب الدين أبو الفضل أحمد بن علي بن محمد بن محمد بن علي بن محمود بن أحمد بن أحمد الكناني العسقلاني ثم المصري الشافعي (شعبان 773 هـ/1371م - ذو الحجة 852 هـ/1449م)، مُحدِّث وعالم مسلم، شافعي المذهب، لُقب بعدة ألقاب منها شيخ الإسلام وأمير المؤمنين في الحديث،(1) أصله من مدينة عسقلان، ولد الحافظ ابن حجر العسقلاني في شهر شعبان سنة 773 هـ في الفسطاط، توفي والده وهو صغير، فتربّى في حضانة أحد أوصياء أبيه، ودرس العلم، وتولّى التدريس.ولع بالأدب والشعر ثم أقبل على علم الحديث، ورحل داخل مصر وإلى اليمن والحجاز والشام وغيرها لسماع الشيوخ، وعمل بالحديث وشرح صحيح البخاري في كتابه فتح الباري، فاشتهر اسمه، قال السخاوي: «انتشرت مصنفاته في حياته وتهادتها الملوك وكتبها الأكابر.»، وله العديد من المصنفات الأخرى، عدَّها السخاوي 270 مصنفًا، وذكر السيوطي أنها 200 مصنف. وقد تنوعت مصنفاته، فصنف في علوم القرآن، وعلوم الحديث، والفقه، والتاريخ، وغير ذلك من أشهرها: تقريب التهذيب، ولسان الميزان، والدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة، وألقاب الرواة، وغيرها. تولى ابن حجر الإفتاء واشتغل في دار العدل وكان قاضي قضاة الشافعية. وعني ابن حجر عناية فائقة بالتدريس، واشتغل به ولم يكن يصرفه عنه شيء حتى أيام توليه القضاء والإفتاء، وقد درّس في أشهر المدارس في العالم الإسلامي في عهده من مثل: المدرسة الشيخونية والمحمودية والحسنية والبيبرسية والفخرية والصلاحية والمؤيدية ومدرسة جمال الدين الأستادار في القاهرة. توفي في 852 هـ بالقاهرة.[٢]

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي