أعاذله ما آن أنك عاذره

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة أعاذله ما آن أنك عاذره لـ ابن هتيمل

اقتباس من قصيدة أعاذله ما آن أنك عاذره لـ ابن هتيمل

أعاذِلَه ما آنَّ أنَّك عاذِرُه

وخاذِلَه هل أنتَ بالدمع ناصِرُه

دَعِ اللَّومَ عن صَدرٍ حُرقنَ ضُلُوعَه

غَراماً وعن جَفنٍ قَرحن مَحاجِرُه

فَواللهِ ما قَلبُ المُحِبِّ قويَّةٌ

قُواه ولا مستَحضَراتٌ مرائِره

وما لَكَ فيمن ليسَ قلبَكَ قلبُه

يُخامِرُه مِن دائِه ما يُخامِرُه

أصَبراً وقد أقوى وأقفَر خيفُه

مُحَجَّرُهُ ممن أحبَّ وحاجِره

وخَفَّ مِن الرَّبعِ الذي عَبثَت بِه

صُرُوفُ النَّوى غِزلانُه وجَآذره

وقد كانَ أوهَى ما يُحاذِرُه النَّوى

فكانت فقل لي أي شيءٍ تحاذره

وَفي الحَيَّ مَمنُوعُ السّتائِرِ أن يُرى

يُحَرَّكُ مِن قَرِّ النَّسيمِ سَتائره

أغنُّ يَفُضُّ العطفِ والرَّفِ إن رَخت

غَلائلُه ضاقَت عَلَيهِ مآزره

أجيعَ وشاحاهُ نحولاً وأُشبعَت

خَلاخيلُه مِن نعمَةٍ وأساوِره

أمُتلِفَ نَفسي بالصَّبابةِ خَلّها

تُساوِر عَن أغلالِها ما تُساوره

وَكِلني إلَى وجدٍ سَرى في حَشاشَتي

أوائِلُه مَسمُومَةٌ وأواخِرُه

فَمَن لي بقلبٍ لا يَمُنُّ مَليكُه

عَليهِ وَيَستَحييه في الأسر آسِره

إذا ألغيثُ أرخى مُرجَحِنَّ سَحابةٍ

على بَلَدٍ أو أمطَرتهُ مَواطره

فَراضَت على أيكِ الحُسَيني أو سَرت

رَوائحُهُ أو باكَرَته بَواكره

رياضٌ سَقاها قاسمٌ بَعدَ ما سَقت

ثَراها دِماءٌ مِن عُداةِ بَواتِره

فَتىً زَعزَعَ الأرضَ الوَقُور فأنفذَت

نَواهيهِ في أقطارها وأوامِرُه

وجاهَد حتَّى أوضَحَ الحَقّ سَيفُه

وأرشَدَ غاويهِ وأسلَمَ كافِره

يَخِرُّ له الجَبّارُ ذو التّاج ساجدا

وغَيرُ عظيمٍ أن تخِرَّ جَبابِرُه

أماطَ ملوكَ الدَّولَتين فَطحطَحَت

مَفاخِرَ أهلِ الدولتينِ مَفاخِرُه

ولو رام مُلكَ الرُّومِ والفُرسِ قَصَّرت

قَياصِرُه عن مُلكِه وأكاسِرُه

ولو أنه ألقَى مخافَة بأسه

على الفَلك الدّوارِ ما دارَ دائره

خِضَمُّ نَوالٍ ما تَغِبُّ هِباتُه

وهَضبُ أناةٍ ما تُخافُ بوادره

وضَيغمُ حربٍ ما تزالُ خضيبةً

ومُحمَرةً أنيابُه وأظافِره

سَواءٌ عليه السِّرُّ والجهرُ دِريَةٌ

وباطِنُ خافي المشكِلاتِ وظاهره

أطَلَّ على ما في القُلوبِ وحَصَّلَت

ضَمائرَ ما تَخفي الصدورُ ضَمائره

فَكُلُّ امرىءٍ تُبلَى ويُعلمُ عنده

سَرائره مِن قبلِ تُبلَى سَرائره

فدَع عَنكَ كُحلاناً وخَلِّ مَنابراً

كُحلانُهُ سُمرُ القنا ومنابِرُ

يَهشُّ إليهِ المسجِدُ الرَّحبُ خيفةً

وتَرقُصُ مِن شَوقٍ إليه مَنابِره

أبا خالدٍ بَرَّزتَ في الفَضلِ فانثنى

عُمارَتُه فيما فَعلتَ وعامره

وأسرفتَ في بذلِ التِّلاد ولم تزل

بِك الجودُ

فهل لكَ في شَختِ الجِوار مُضَمّرٍ

رُواءٍ أعاليهِ صِلابٍ حَوافِره

أقبَّ كسرحانَ الغضا متمطرٍ

سليمِ الشَّظَى والأوبِ شَعرٌ أشاعِرُه

له عُزَّةٌ سالَت وطالَت فَسلَّمَت

جَحافِلُه مِن سَيلِها ومَناخِرُه

يُصَرِّف فيهِ الفارسُ الليثَ زعزعا

ويعصِرُ من أطرافِه السَّدر عامِره

هديّةُ ماضي العزم فوَّضَ أمرَه

إليكَ فصارت في يَديك مَصائِره

هنيئاً لهذا الدَّهر أنك شمسُه

وعصمَةُ أهليهِ وأنَّيَ شاعره

شرح ومعاني كلمات قصيدة أعاذله ما آن أنك عاذره

قصيدة أعاذله ما آن أنك عاذره لـ ابن هتيمل وعدد أبياتها سبعة و ثلاثون.

عن ابن هتيمل

ابن هتيمل

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي