أعاشر قوما عندهم لي عداوة

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة أعاشر قوما عندهم لي عداوة لـ جميل صدقي الزهاوي

اقتباس من قصيدة أعاشر قوما عندهم لي عداوة لـ جميل صدقي الزهاوي

أعاشر قوما عندهم لي عداوة

أداريهم لو كان يجدي المداراةُ

وأطلب من ناس يعادونني الرضى

وبين الرضى والحقد منهم مسافات

تمرّ الليالي عاجلات فتنقضي

ولا تنقضي في القوم تلك العداوات

يريني ولاء معشرٌ في عيونهم

على ما أكنّوا في القلوب دلالات

ويجمعهم والشر طبع وإنما

قلوبهمُ في غير ذلك أشتات

وإني لأسترضيهمُ عن تجامُلِ

وتأبى عليهم في القلوب حزازات

تقال أكاذيب عليَّ عظيمة

فيوشك منها أن تمور السمواتُ

يسومونني ذلا فآبى قبوله

وهل تقبل الذل النفوس الأبيات

وهم كلما سيموا من الخسف خطة

أقرت لها منهم نفوس دنيَّات

وهل بين من لا يرتضي بمهانة

وبين الذي يرضى الهوان مساواة

نصحتهمُ لو أنهم يسمعونني

ولكن أبت أن تسمع النصح أموات

أريهم بنصحى وجهة الحق مثلما

تريك عيانا صورة الشيء مرآة

رقَت بأناس جاهلين حظوظهم

إلى رتب في الجاه والحظ مرقاة

تزول منافاة النقيضين منهما

وبين الحجى والحظ تبقى المنافاة

أتوا بوشايات عظيم إثامها

فكادت بها تغتال نفسيَ آفات

ولست أخاف الموت أو أرهب الردى

وما قُضيت لي في الحياة اللبانات

فلولا أمانيَّ التي أنا عائش

لإدراكها طابت لديّ المنيَّات

وسرَّ لقاء الموت قلبيَ مثلما

تسرّ محباً من حبيب ملاقاة

فكم دُبِّرت منهم عليَّ سعاية

وكم زُوِّرت منهم عليّ شهادات

ولست أجازيهم بمثل الذي وشوا

فإن سلاح الأذلين الوشايات

أبغدادُ أنت الموطن الأوَّل الذي

به طاب في عهد الصبا لي صبابات

إذ العيش مخضر يلوح لناظري

عليه صفاء لم تَشَبهُ الكدُورات

فلما انقضت أيام لهوي وصبوتي

وأصحبني الناسَ اللئام الضرورات

وجدتُهم إما عدواً منافقا

على قلبه في الوجه منه علامات

وإما صديقاً في الرخاء يزورني

وينأى إذا اشتدت عليَّ الملمات

عداك الحيا من بلدة عمَّ شرها

وسادت بها دون البلاد الجهالات

ولم تر في سكانها غير ظالم

وأما أولو الإنصاف منهم فقد ماتوا

تلاعب أطماع الولاة بهم فما

أحسُّوا كأن القوم فيها جمادات

ولولا اجتناب الذام كنت هجوتهم

فحّلت بهم من سيف شعري نكايات

ولكنني إن جار في القوم معتدٍ

فليس سوى الإعراض عندي مجازاة

عسى اللَه أن يستبدل الغي بالهدى

ولِلّه محوٌ في الأمور وإثبات

توعدني بالقتل قوم وإنما

لكل امرئ في الموت يوم وميقات

برئت من العلياء إن كان لي بما

توعدني القوم اللئام مبالاة

فإن تقتلوني تقتلوا غير معتدٍ

عليكم ولا باغٍ عدته المروءات

شرح ومعاني كلمات قصيدة أعاشر قوما عندهم لي عداوة

قصيدة أعاشر قوما عندهم لي عداوة لـ جميل صدقي الزهاوي وعدد أبياتها أربعة و ثلاثون.

عن جميل صدقي الزهاوي

جميل صدقي بن محمد فيضي بن الملا أحمد بابان الزهاوي. شاعر، نحى منحى الفلاسفة، من طلائع نهضة الأدب العربي في العصر الحديث، مولده ووفاته ببغداد، كان أبوه مفتياً، وبيته بيت علم ووجاهة في العراق، كردي الأصل، أجداده البابان أمراء السليمانية (شرقي كركوك) ونسبة الزهاوي إلى (زهاو) كانت إمارة مستقلة وهي اليوم من أعمال إيران، وجدته أم أبيه منها. وأول من نسب إليها من أسرته والده محمد فيضي. نظم الشعر بالعربية والفارسية في حداثته. وتقلب في مناصب مختلفة فكان من أعضاء مجلس المعارف ببغداد، ثم من أعضاء محكمة الاستئناف، ثم أستاذاً للفلسفة الإسلامية في (المدرسة الملكية) بالآستانة، وأستاذاً للآداب العربية في دار الفنون بها، فأستاذاً في مدرسة الحقوق ببغداد، فنائباً عن المنتفق في مجلس النواب العثماني، ثم نائباً عن بغداد، فرئيساً للجنة تعريب القوانين في بغداد، ثم من أعضاء مجلس الأعيان العراقي، إلى أن توفي. كتب عن نفسه: كنت في صباي أسمى (المجنون) لحركاتي غير المألوفة، وفي شبابي (الطائش) لنزعتي إلى الطرب، وفي كهولي (الجرىء) لمقاومتي الاستبداد، وفي شيخوختي (الزنديق) لمجاهرتي بآرائي الفلسفية، له مقالات في كبريات المجلات العربية. وله: (الكائنات -ط) في الفلسفة، و (الجاذبية وتعليها -ط) ، و (المجمل مما أرى-ط) ، و (أشراك الداما-خ) ، و (الدفع العام والظواهر الطبيعية والفلكية-ط) صغير، نشر تباعاً في مجلة المقتطف، و (رباعيات الخيام-ط) ترجمها شعراً ونثراً عن الفارسية. وشعره كثير يناهز عشرة آلاف بيت، منه (ديوان الزهاوي-ط) ، و (الكلم المنظوم-ط) ، و (الشذرات-ط) ، و (نزغات الشيطان-خ) وفيه شطحاتة الشعرية، و (رباعيات الزهاوي -ط) ، و (اللباب -ط) ، و (أوشال -ط) .[١]

تعريف جميل صدقي الزهاوي في ويكيبيديا

جميل صدقي بن محمد فيضي ابن الملا أحمد بابان الزهاوي (1279 هـ - 1354 هـ / 1863 - 1936 م): شاعر، من طلائع نهضة الأدب العربي في العصر الحاضر، وهو علم من أعلام الشعر العربي الحديث، ورائد من روّاد التفكير العلمي والنهج الفلسفي. مولده ووفاته ببغداد، كان أبوه مفتيها. وبيته بيت علم ووجاهة في العراق. كردي الأصل، أجداده البابانيون أمراء السليمانية، ونسبة الزهاوي إلى (زهاو) كانت إمارة مستقلة وهي اليوم من أعمال إيران، وجدته أم أبيه منها. وأول من نسب إليها من أسرته والده محمد فيضي الزهاوي.تلقى العلم على يدي أبيه مفتي بغداد، وفي مدرسته التي عُرفت بما تدرسه من العلوم الشرعية الإسلامية والأدب العربي. نظم الشعر بالعربية والفارسية في حداثته. وتقلب في مناصب مختلفة فكان من أعضاء مجلس المعارف ببغداد، ثم من أعضاء محكمة الاستئناف، ثم أستاذا للفلسفة الإسلامية في (المدرسة الملكية) بالآستانة، وأستاذا للآداب العربية في دار الفنون بها، فأستاذا للمجلة في مدرسة الحقوق ببغداد، فنائبا عن المنتفق في مجلس النواب العثماني، ثم نائبا عن بغداد، فرئيسا للجنة تعريب القوانين في بغداد، ثم من أعضاء مجلس الأعيان العراقي، إلى أن توفي.

[٢]

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي