أعدوا لأعلام البيان المنابرا

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة أعدوا لأعلام البيان المنابرا لـ أحمد محرم

اقتباس من قصيدة أعدوا لأعلام البيان المنابرا لـ أحمد محرم

أعِدُّوا لأعلام البيانِ المنابرا

ولا تعدلوا بالشّاعرِ الفردِ شاعرا

دعوني ويومَ العبقريةِ واحداً

فإنّي لَمن يقضي له الحقَّ وافرا

خُذوه رِثاءً ما ذَوى ذِكرُ ميّتٍ

فناجاه إلا ارتدَّ ريّانَ ناضرا

سلوا الشرّقَ والإسلامَ ما بالُ لاعجٍ

من الوجدِ ما ينفكُّ حرَّانَ ثائرا

سلوا يثربَ الوَلْهَى بمن شفَّها الأسى

سلوا البيتَ ماذا هاجه والمشاعرا

سلوا المسجد الأقصى أما بات واجداً

يُكابد ليلاً في فلسطينَ ساهرا

سلوا المَلِكَ المُلقَى بِمُعتَركِ البِلىَ

أيجزعُ أم يلقى الكتائبَ صابرا

هي الحربُ تجتاح الجنودَ وتحتوي

رِقاق المواضي والعتاقَ الضّوامرا

ألحّتْ تهدُّ الفاتحين وشَمَّرتْ

تَسُدُّ على الرُّسلِ الكرامِ الحفائرا

ألا هدنةٌ فيها من الهمِّ راحةٌ

فإنَّ بنا منه لَداءً مُخامِرا

كأنّ تفاريقَ النُّفوسِ التي مضت

شُعاعٌ مضَى في هَبْوةٍ مُتطايرا

أما في كتابِ الموتِ معنىً لباحثٍ

شَكَا خافياً منه وأنكر ظاهرا

نُخادِعُ أحزانَ النّفوسِ ونَدّعي

من الصبرِ ما يُفني القُوى والعناصرا

تَناءَى المدى بابن الحُسَيْنِ وطوّحت

به سَفْرةٌ هوجاءُ تطوِي المُسافرا

مضى راشداً يهديه من نور فيصلٍ

ونور أبيهِ ما يُضئُ الدَّياجرا

كريمٌ سما يلقى كريماً وكابرٌ

مَشَى في ركابِ الحقِّ يتبعُ كابرا

مَصارعُ ما تنفكُّ من آلِ هاشمٍ

تُذكِّرُنا أيّامَهم والمآثرا

همُ ابتعثوا مجدَ العُروبةِ هامداً

وهُمْ جَدَدَّوهُ دارسَ الرسمِ دائرا

يُريدونها للشّرقِ ذُخراً وعصمةً

إذا خاف يوماً من أذى الدهرِ ضائرا

رموا ما رموا في حقِّها ينصرونَها

ولولا الأنوفُ الشُمُّ لم نُلفِ ناصرا

بقيّةُ جُنْدٍ من سَنَى الوحيِ ما مشى

إلى جحفلٍ إلا انثنى عنه ظافرا

لَئِنْ كان بعضٌ للأعاريبِ لائماً

فإنّ لهم من بعض نفسِي لَعاذِرا

كرهتُ لهم أن يُورِدوا النّصرَ خَصْمَهم

وأن يَزَعُوا عنه الحليف المُناصِرا

وأمطرتُهم عَتْباً فلمّا توجّعوا

توجّعتُ أَستدعِي الدُّموعَ مَواطِرا

هُمُ القومُ أعفاني من الذمِّ أنّني

حَفِظتُ لهم أرحامَهم والأواصرا

حكمتُ أقيمُ الحقَّ بيني وبينهم

فما وجدوني ظالمَ الحُكمِ جائرا

سلامٌ على البانينَ من كلّ أُمّةٍ

يُقيمونه مجداً على الدّهرِ عامرا

هو الدَهرُ لا يخشَى الضَّعيفَ إذا رمَى

ولا يتّقِي إلا الجريءَ المُغامرا

يهابُ فَتى الجُلَّى إذا جَدَّ جِدُّه

ويرضَى سجاياه وإن كان فاجرا

إليكم عرانينَ العروبةِ نبأةً

تُذكِّرُكم عهداً من المجد غابرا

خُذوها عن القوم النِّيامِ لعلّني

أَهُزُّ بها مَن بات في الحيِّ سامرا

أُناشِدُكم لا تَجْعَلوني كصائحٍ

يُنادِي صَدىً في مُلتَقى الرّيحِ حائرا

أَينسِيكمُ الدَّهرُ المَليمُ أُبُوَّةً

غطاريفَ صِيداً يبتنون المفاخرا

رموا أممَ الغبراءِ شتّى فزلزلوا

ممالِكها العُليا وهدّوا القياصرا

وكانوا إذا ساموا المُتوَّجَ خُطّةً

أتاها وأغضَى يَنزعُ التّاجَ صاغرا

بَنِي يعرُبٍ مُدوّا السّواعدَ إنّني

عَيِيتُ بأقوامٍ تَمدُّ الحناجرا

إذا رفع القومُ البناءَ لغايةٍ

من السُّورةِ العليا رفعنا العقائرا

أعيدوا بني العبّاسِ غضّاً زَمانُهم

ورُدّوه عصراً من أُميّةَ زاهرا

وكونوا لابناءِ العمومةِ إخوةً

كراماً يَغيظون العدوَّ المُكابرا

ولا تُنكِروها يا بني العمِّ غَمرةً

مُجلّلةً تغشى النُّهى والبصائرا

أجئتم تَعدُّون الجرائرَ جَمّةً

وليس بِحُرِّ من يَعُدُّ الجرائرا

مواردُ أمرٍ إن كَرِهتُم ذميمَها

فعمّا قليلٍ تَحْمَدُون المصادرا

بني يَعرُبٍ رُدُّوا على الشرق عزَّه

ولا تدعوه واهنَ العزمِ خائرا

هو اللّيْثُ خانتْه المخالبُ فاجْعلوا

من العلمِ أنياباً له وأظافرا

أرَى عصرَكم يُزجِي الأعاجيبَ فانْهضوا

سِراعَ الخُطَى إنّا نخاف الدوائرا

صِلُوا بشياطينِ العُبابِ حِبالَكم

وزُوروا على السُّحب النُّسورَ الكواسرا

رِدوها حياةً للممالكِ غضّةً

وخَلُّوا لِهُلّاكِ الشُّعوب المقابرا

دعوهم بآفاقِ البلادِ أَذِلَّةً

حَيارَى يَلُومون الجُدودَ العواثرا

ذَخائِركُم يا قومُ شتّى حِسانُها

فَثُوبوا إلى الحُسنى وصُونوا الذّخائرا

شرح ومعاني كلمات قصيدة أعدوا لأعلام البيان المنابرا

قصيدة أعدوا لأعلام البيان المنابرا لـ أحمد محرم وعدد أبياتها تسعة و أربعون.

عن أحمد محرم

أحمد محرم بن حسن بن عبد الله. شاعر مصري، حسن الوصف، نقيّ الديباجة، تركي الأصل أو شركسيّ. ولد في إبيا الحمراء، من قرى الدلنجات بمصر، في شهر محرّم فسمي أحمد محرّم. وتلقى مبادئ العلوم، وتثقف على يد أحد الأزهريين، وسكن دمنهور بعد وفاة والده، فعاش يتكسب بالنشر والكتابة ومثالاً لحظ الأديب النكد كما يقول أحد عارفيه. وحفلت أيامه بأحداث السياسة والأحزاب، فانفرد برأيه مستقلاً من كل حزب إلا أن هواه كان مع الحزب الوطني ولم يكن من أعضائه. توفي ودفن في دمنهور.[١]

تعريف أحمد محرم في ويكيبيديا

أحمد محرم شاعر مصري من أصول شركسية اسمه الكامل أحمد محرّم بن حسن بن عبد الله الشركسي، من شعراء القومية والإسلام وكانت محور شعره كله، ولا سيما وأنه كان من دعاة الجامعة الإسلامية وعودة الخلافة العثمانية التي دعا إليها محمد عبده وجمال الدين الأفغاني في عصره. ولد في قرية إبيا الحمراء التابعة لمحافظة البحيرة بمصر عام 1877 م. قرأ السيرة النبوية والتاريخ، وحفظ الحديث الشريف والشعر، وطالع النصوص الأدبية السائدة. وكان لتلك النشأة أثرها في حياة وشعر أحمد محرم الذي ظل في دمنهور عاصمة محافظة البحيرة فلم يغادرها إلى القاهرة. عاصر ثورة 1919 م. كما عاصر دنشواي ومصطفى كامل وسعد زغلول وتأثر بهم في شعره الوطني. وكان يعقد بقهوة المسيري بدمنهور ندوته الشعرية كل ليلة. حيث كان يرتادها مفكرو وشعراء البحيرة والإسكندرية لأته كان شاعرا حرا ملتزما. ويعد أحمد محرم من شعراء مدرسة البعث والإحياء في الشعر العربي والتي كان من دعاتها محمود سامي البارودي وأحمد شوقي وحافظ إبراهيم وأحمد نسيم حيث جددوا الصياغة الشعرية بعد تدهورها في العصر العثماني. كان من دعاة الإصلاح الاجتماعي والوحدة الوطنية ولاسيما بعد مقتل بطرس غالي رئيس وزراء مصر. فنراه يقول داعيا للتسامح والمحبة بين المصريين:[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. أحمد محرم - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي