أعد علي حديث المنحنى أعد
أبيات قصيدة أعد علي حديث المنحنى أعد لـ محمد بن عثيمين
أَعِد عَلَيَّ حَديثَ المُنحَنى أَعِدِ
فَقَد ذَكَرتَ فَشَنِّف مِسمَعي وَزِدِ
فَهوَ الحَديثُ الذي تَجلو بَشاشَتُهُ
عَن قَلبِ كُلِّ تَقِيٍّ طِخيَةَ الكَمَدِ
هُوَ الذي مَلَأَ الدُنيا بَشائِرُهُ
وَأَرفَلَ الكَونَ في أَثوابِهِ الجُدُدِ
فَتحٌ بِهِ فُتِحَت لِلدّينِ أَعيُنُهُ
وَقَبلَهُ قَد شَكا مِن عِلِّةِ الرَمدِ
فَنادِ في الناسِ أَعلى صَوتِ مُرتَفِع
غَرباً وَشَرقاً وَفي البادي وَفي البَلد
الآنَ حُجّوا بَني الإِسلامِ وَاِعتَمِروا
قَد بَدَّلَ اللَهُ ذاكَ البُؤس بِالرَغَدِ
فَدَعوَةٌ يا بَني الإِسلامِ جامِعَةٌ
هِنداً وَمِصراً وَمن في صُقعِ ذي العَمدِ
خُذوا بِحَظِّكُم مِن فُرصَةٍ سَنَحَت
في آخِرِ الدَهرِ لَم تَخطُر عَلى خَلَدِ
وَأَيقِظوا هِمَماً قَد طالَ ما نَعَسَت
وَأَصبَحَت عَن مَقامِ العِزِّ في صَدَدِ
هذا أَميرُكُم يا المُؤمِنونَ سَعى
لِرُشدِكُم فَأَجيبوا داعيَ الرَشَدِ
هذا الذي ضَحِكَ الدَهرُ العَبوسُ بِهِ
وَقَبلَهُ الناسُ كانوا مِنهُ في نَكدِ
هذا الذي نَعَشَ اللَهُ الأَنامَ بِهِ
يَدعوهُمُ لِلهُدى لَمّا إِلَيهِ هُدي
يُغضي سَماحاً وَيَعفو مِن سَجِيَّتِهِ
لكِنَّهُ لِلعُصاةِ السُلُّ في الكَبدِ
قوموا قِياماً عَلى أَقدامِ جِدِّكُمُ
إِنَّ الهُوَينا مَطِيُّ العاجِزِ الوَغِدِ
هذا يُجاهِدُ بِالروحِ العَزيزِ وَذا
بِمالِهِ وَيَجيءُ اللَهُ بِالمَدَدِ
لا تَحسَبوا يا بَني الإِسلامِ أَنَّ لَكُم
عِزّاً بِغَيرِ اِجتِماعِ الرَأيِ وَالجَلَدِ
خُذوا نَصيحَةَ مَن يَعنيهِ أَمرُكُمُ
ما ظَنَّ مِنكُم بِتَقريظٍ وَلا صَفَدٍ
لا بُدَّ مِن مَلجَإٍ لِلمُسلِمينَ لَهُ
حُرِّيَّةٌ طَلقَةٌ مِن كَفِّ مُضطَهِدِ
تُخاصِمُ المُعتَدي عَنهُم وَتَدفَعُهُ
قَولاً وَفِعلاً إِذا ما لَجَّ في اللَدَدِ
وَقَد سَبَرنا وَطَوَّقنا البِلادَ فَلَم
نَقَع مَعَ البَحثِ عَن هذا عَلى أَحَدِ
إِلّا عَلى مَن أَتَمَّ اللَهُ نِعمَتَهُ
لِلمُسلِمينَ لَهُ في آخرِ الأَبَدِ
عَبدِ العَزيزِ الذي كانَت وِلايَتُهُ
لِلدّينِ عِزّاً وَلِلدُنيا اِنبِساطَ يَدِ
فَرعِ الأَئِمةِ مِن أَعلى نِزارَ وَفي
جُرثومَةِ المَجدِ مِن اَعلى بَني أُدَدِ
صانوا النُفوسَ عَنِ الفَحشا تُدَنِّسُها
وَأَلبَسوها التُقى مَحبوكَةَ الزَرَدِ
وَقَد رَأَيتُم عِياناً حُسنَ سيرَتِهِ
وَرُؤيَةُ العَينِ تَنفي زورَ ذي الحَسَدِ
لا مِثلَ مَن فِعلُهُ صَدُّ الأَنامِ عَنِ البَ
يتِ الحَرامِ بِلا نَصٍّ وَلا سَنَدِ
كَأَنَّهُ ما تَلا ما في الزُبورِ وَما
في سورَةِ الحَجِّ فيمَن هَمَّ بِالصَدَدِ
وَأَكرَمُ الناسِ عِندَ اللَهِ مَنزِلَةً
مَنِ اِتَّقى اللَهَ قَولُ الواحِدِ الأَحَدِ
فَقَلِّدوا أَمرَكُم مَن فيهِ رُشدُكُمُ
يا المُسلِمونَ وَشُدّوا مِنهُ بِالعَضُدِ
فَلَيسَ بِالعاجِزِ المُلقي القِيادَ لِمَن
يَروقُهُ لا وَلا بِالعابِسِ النَكِدِ
لكِنَّهُ الأَسَدُ الضِرغامُ إِن صَبَثَت
كَفّاهُ بِالضَدِّ أَضحى اللَيثُ كَالنقدِ
فَيا عَزيزاً عَلى الأَشياءِ مُقتَدِراً
وَمَن عَطاهُ لِمَن قَد شا بِلا عَدَدِ
أَتِح لِعَبدِ العَزيزِ المُرتَضى مَدَداً
يَحمي بِهِ دينَنا مِن كافِرٍ حَرِدِ
يَهني الحِجازَ وَمَن والاهُ باكَرَهُم
غَيثٌ هَنيءٌ بِلا بَرقٍ وَلا رَعَدِ
يُسيمُ مُثريهُم فيهِ وَمُقتِرَهُم
لا يَرهبونَ بهِ مِن سَطوةِ الأَسدِ
فَأَخلِصوا واجِباً مِن نَصٍّ شَرعِكُمُ
عَلَيكُمُ صَحَّ عن طهَ بِلا فنَدِ
سَمعاً وَطَوعاً لِمَن وَلّاهُ أَمرَكُمُ
رَبُّ العِبادِ بِلا غِشٍّ وَلا حَقَدِ
فَإِن أَبَيتُم فَإِنَّ اللَهَ ناصِرُهُ
وَاللَهُ لِلخائِنِ الغَدّارِ بِالرَصَدِ
الأَمرُ جِدٌّ فَكونوا مِنهُ في حَذَرٍ
لا يَسبِقُ الرَشُّ سَيل العَرمِ بِالبَرَدِ
إِنَّ الإِمامَ الذي أَنتُم بِعُهدَتِهِ
أَحنى مِنَ الوالدِ الراضي عَن الوَلَدِ
لكِن لهُ سَطَواتٌ عِندَ غَضبَتِهِ
أَجدِر بِه تَختَلي الأَعلى مِنَ الجَسَدِ
يَغشى الكَريهَةَ مُحمَرّاً بَواسِقُها
لَها أَجيجٌ كَقَذفِ البَحرِ بِالزَبَدِ
فَيا مَليكاً سَما في المَجد مَنزِلَةً
أَعيَت مُلوكاً مَضوا مِن سالِفِ الأَمَدِ
أَولِ الرَعِيَّةَ إِحساناً وَمَغفِرَةً
فَأَنتَ رِدءٌ لَها مِن كُلِّ مُضطَهِدٍ
فَرُبَّ لَيلَةِ مَظلومٍ يُقَطِّعها
بَعدَ التَحَسُّبِ بِالتَسبيحِ وَالسَهد
هذا وَإِنّي عَليمٌ أَنَّ سيرَتَكُم
لَسيرَةُ العَدلِ لكِن نُصحَ مُجتَهد
فَاِصفَح وَقتكَ الردى نَفسي وَما مَلَكَت
كَفّايَ مِن نَشَبٍ أَو كانَ مِن وَلد
فَلَيسَ إِلّاكَ مَن تَحلو الحَياةُ بِهِ
سَبَرتُ أَهلَ زَماني سَبرَ مُنتَقِدِ
وَاِنعَم وَدُم سالِماً في ظِلِّ مَملَكَةٍ
عِزّاً لِأَهلِ التُقى ذُلّاً لِكُلِّ رَدي
وَصَلِّ رَبّي وَسَلِّم دائِماً أَبَداً
عَلى شَفيعِ الوَرى في المَوقِفِ الصخد
وَآلِهِ الغُرِّ وَالأَصحابِ كُلِّهِمُ
ما اِرتاحَ سَمعٌ لِصوتِ الطّائِرِ الغَرِدِ
شرح ومعاني كلمات قصيدة أعد علي حديث المنحنى أعد
قصيدة أعد علي حديث المنحنى أعد لـ محمد بن عثيمين وعدد أبياتها واحد و خمسون.
عن محمد بن عثيمين
محمد بن عبد الله بن عثيمين. شاعر نجدي، من أهل (حوطة تميم) ، اشتهر في العصر الأخير بشاعر نجد، ومولده في بلدة السلمية (من أعمال الخرج، جنوبي الرياض) ، نشأ بها يتيماً عند أخواله، وتفقه وتأدب ببلد العمار من الأفلاج بنجد، وتنقل بين البحرين وقطر وعمان، وسكن قطر، وحمل راية صاحبها الأمير قاسم بن ثاني في بعض حروبه، واشتغل بتجارة اللؤلؤ، ولما استولى الملك عبد العزيز آل سعود على الأحساء قصده ابن عثيمين ومدحه، فلقي منه تكريماً، فاستقر في الحوطة وطن آبائه يفد على الملك كل عام ويعود بعطاياه إلى أن توفي. وله (ديوان -ط) جمعه سعد بن رويشد، وسماه (العقد الثمين) ، ويقال أنه أتلف شعره العاطفي قبل وفاته، مخافة أن يعاب عليه.[١]
تعريف محمد بن عثيمين في ويكيبيديا
محمد بن صالح العُثيمين «الوهيبي التميمي» «أبو عبد الله» (9 مارس 1929 - 11 يناير 2001). عالم فقيه ومفسّر، إمام وخطيب وأستاذ جامعي، عضو في هيئة كبار العلماء ومدّرس للعلوم الشرعية وداعية سعودي من مواليد عنيزة في منطقة القصيم. قرأ القرآن الكريم على جده من جهة أمه عبد الرحمن بن سليمان الدامغ؛ فحفظه ثم اتجه إلى طلب العلم وتعلم الخط والحساب وبعض فنون الآداب.
- ↑ معجم الشعراء العرب
- ↑ محمد بن عثيمين - ويكيبيديا