أعد لي قلبي الصلد الحمولا
أبيات قصيدة أعد لي قلبي الصلد الحمولا لـ جعفر الحلي النجفي

أَعد لي قَلبي الصَلد الحمولا
وَقُل يا ناصِحي صَبراً جَميلا
وَمَن لَكَ أَن تَعود بِمستقل
مَع المَهدي يَوم نَوى الرَحيلا
أَمر نَحلا بِصَبري وَالمَعالي
رُويدك خفف المَسرى قَليلا
وَقصِّر مِن خُطاك فَإِن عِندي
إِذا أَصغيت لي عَتبا طَويلا
بِعلم مِنكَ إِن نواك صَعب
فَلم حمَّلته جَسدي النَحيلا
رُويدك رَيثَما أَشكو غَرامي
لِوَجه مِنكَ أَعهدهُ خَجولا
لَعل سويعة التَوديع تَشفي
عَليلاً فيكَ أَو تَروي غَليلا
أَريّان الشَبيبة ملت عَنا
وَشيمة كُل غُصن أَن يَميلا
تكلَّم فَالقُلوب لَها اِشتياق
لِلفَظ مِنكَ يَختلب العُقولا
برغم المَجد إِن تَقضي غَريبا
وَلم تُبصر أَخاً لَكَ أَو خَليلا
فَلا شَق الهَوى إِلّا جَديعا
وَلا خاط الكَرى إلا كليلا
عفاً للكرخ ما وفتك حَقاً
وَكُنت أَعَز أَهليها قَبيلا
فَدَيتك إِذ حُملت عَلى رِقاب
بِجُودك كَم تَطوَّقت الجَميلا
وَهالوا الرَمل مِنكَ عَلى مَساع
تُكاثر ذَلِكَ الرَمل المهيلا
بِمقبرة الغَطارف مِن قُريش
دُفِنت وَكُنت سَيدها النَبيلا
هُنالك أَودَعوا خدا إِذا ما
بَدى لِلبَدر جلببه أَفولا
وَكَفًا لَو رَآها نيل مَصر
أَتاها لِلمَواهب مُستنيلا
أَذروة هاشم وَسَنام فَهرٍ
وَطودهم الأَشمّ المُستَطيلا
لحى اللَه المَنية مِن ختول
فَكَم وَلَجَت عَلى الآساد غيلا
لَقَد حَطمتك خطيّاً قَويما
وَقَد ثلمتك هندياً صَقيلا
وَهدَّمك القَضا ركناً رَكينا
وَقَلصك الرَدى ظلا ظَليلا
لَأنشدها عَليك مِن المَراثي
نَوائح تَملأ الدُنيا عَويلا
تَسيل بِكُحل أَلحاظ الغَواني
فَلَست تَرى لَها طَرفاً كَحيلا
وَاخضب أَنمل الفَتيات فيها
بِصَبغة أَدمُع تَأبى النصولا
مَضيت وَمِنكَ لَم يَبقل عذار
فَيا دَمع إِزرَعي البيدا بُقولا
بايام الشَباب سَمَوت قَدرا
فَساميت المَشايخ وَالكهولا
فَيا سُرعان ما حلقت صَقرا
بِبُرج النسر مُبتَغياً حُلولا
فَفاجأك الرَدى تَرقى صُعودا
فَملت إِلى الثَرى تَهوي نُزولا
وَلو أَملت أن تَلد الليالي
أَخاك نَهيت دَمعي أَن يَسيلا
مَتى يَسخو بِمثلك لِلبَرايا
زَمان كُنت أَعهده بَخيلا
رِياض الجُود من يَدك استمدت
فَلا عَجب إِذا مالت ذُبولا
وَربع المَجد أَنتَ لَهُ رَبيع
فَلا عَجب إِذا أَضحى محيلا
محمد يا كَفيل بَني عَلي
وَلَم يَجدوا سِواك لَهُم كَفيلا
خدين الصَبر أَنتَ وَكانَ قَولي
لَكَ اصبر كَالمجون فَلَن أَقولا
سلمت لِكُل عارِفة سَبوقا
وَخَيلك خَلفَها تَدَع الخُيولا
نَجاة الخَلق إِن تَبعوك رُشدا
كَركب البيد يَتبع الدَليلا
تَرشح لِلكَمال بَني نِزار
كَأَسد الغيل رشحت الشُبولا
وَتكشف عَنهُم الجلى حِفاظاً
وَتَحمل عَنهُم العبء الثَقيلا
مَلَكت بِجُودك الأَحرار طرا
وَصَيرت العَزيز لَكُم ذَليلا
نَدى فيهِ الوَرى خطمت جَميعا
فَقد من شئت صَعباً أَو ذَلولا
فَيا اِبن الحجة المَهدي فَخراً
بِأَنك قُمت لِلمَهدي وَكيلا
جَريت إِلى المَدى وَجَرى حسين
كَطرفي حَلبة عَدما المَثيلا
وَمُذ أَحرزتما القَصبات ظَنت
إِلَيها شدقما جارى جَديلا
مَنار يا بَني المَهدي أَنتُم
رَأَتهُ الناس فَاِهتَدَت السَبيلا
إِذا لَم يَأَخذ العُلماء عَنكُم
فَما عَرَفوا الفُروع وَلا الأُصولا
أَقول لِمَن يَروم لَكُم نَظيرا
لَقَد حاوَلت أَمراً مُستَحيلا
وَإِن وَهم المماثل فَاعذروه
فَقَد صَيرتم الأَبصار حولا
وَكَيفَ يَفوتُكُم علم إِذا ما
أَبوكُم قبل علَّم جبرائيلا
سَقى جدثا بِهِ المَهدي غَيث
مِن الرُضوان وَكافا هَطولا
وَلا طفه نَسيم العَفو يَحكي
شَمالاً نَفحَها لاقى شَمولا
شرح ومعاني كلمات قصيدة أعد لي قلبي الصلد الحمولا
قصيدة أعد لي قلبي الصلد الحمولا لـ جعفر الحلي النجفي وعدد أبياتها خمسون.