أعرفك راح في عرف الرياح

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة أعرفك راح في عرف الرياح لـ ابن زيدون

اقتباس من قصيدة أعرفك راح في عرف الرياح لـ ابن زيدون

أَعَرفُكِ راحَ في عُرفِ الرِياحِ

فَهَزَّ مِنَ الهَوى عِطفَ اِرتِياحي

وَذِكرُكِ ما تَعَرَّضَ أَم عَذابٌ

غَصِصتُ عَلَيهِ بِالعَذبِ القَراحِ

وَهَل أَنا مِنكِ في نَشَواتِ شَوقٍ

هَفَت بِالعَقلِ أَو نَشَواتِ راحِ

لَعَمرُ هَواكِ ما وَرِيَت زِنادٌ

لِوَصلٍ مِنكِ طالَ لَها اِقتِداحي

وَكَم أَسقَمتِ مِن قَلبٍ صَحيحٍ

بِسُقمِ جُفونِكِ المَرضى الصِحاحِ

مَتى أُخفِ الغَرامَ يَصِفهُ جِسمي

بِأَلسِنَةِ الضَنى الخُرسِ الفِصاحِ

فَلَو أَنَّ الثِيابَ فُحِصنَ عَنّي

خَفيتُ خَفاءَ خَصرِكِ في الوِشاحِ

لَلُقّينا مِنَ الواشينِ حَتّى

رَضينا الرُسلَ أَنفاسَ الرِياحِ

وَرُبَّ ظَلامِ لَيلٍ جَنَّ فَوقي

فَنُبتِ عَنِ الصَباحِ إِلى الصَباحِ

فَهَل عَدَتِ العَفافَ هُناكَ نَفسي

فَدَيتُكِ أَو جَنَحتُ إِلى الجُناحِ

وَكَيفَ أَلِجُّ لا يَثني عِناني

رَشادُ العَزمِ عَن غَيِّ الجِماحِ

وَمِن سِرِّ اِبنِ عَبّادٍ دَليلٌ

بِهِ بانَ الفَسادُ مِنَ الصَلاحِ

هُوَ المَلِكُ الَّذي بَرَّت فَسَرَّت

خِلالٌ مِنهُ طاهِرَةُ النَواحي

هُمامٌ خَطَّ بِالهِمَمِ السَوامي

مِنَ العَلياءِ في الخِطَطِ الفِساحِ

أَغَرُّ إِذا تَجَهَّمَ وَجهُ دَهرٍ

تَبَلَّجَ فيهِ كَالقَمَرِ اللِياحِ

سَميعُ النَصرِ لِاِستِعداءِ جارٍ

أَصَمُّ الجودِ عَن تَفنيدِ لاحِ

ضَرائِبُ جَهمَةٌ في العَتبِ تُتلى

بِأَخلاقٍ لَدى العُتبى مِلاحِ

إِذا أَرِجَ الثَناءُ الرَوعُ مِنها

فَكَم لِلمِسكِ عَنهُ مِنِ اِفتِضاحِ

هُوَ المُبقي مُلوكَ الأَرضِ تَدمى

قُلوبُهُمُ كَأَفواهِ الجِراحِ

رَآهُ اللَهُ أَجوَدَ بِالعَطايا

وَأَطعَنَ بِالمَكايِدِ وَالرِماحِ

وَأَفرَسَ لِلمَنابِرِ وَالمَذاكي

وَأَبهى في البُرودِ وَفي السِلاحِ

وَأَمنَعَهُم حِمى عِرضٍ مَصونٍ

وَأَوسَعَهُم ذُرا مالٍ مُباحِ

فَراضَ لَهُ الوَرى حَتّى تَأَدَّت

إِلَيهِ إِتاوَةُ الحَيِّ اللِقاحِ

لِمُعتَضِدٍ بِهِ أَرضاهُ سَعياً

فَأَقبَلَ وَجهَهُ وَجهَ الفَلاحِ

فَمَن قاسَ المُلوكَ إِلَيهِ جَهلاً

كَمَن قاسَ النُجومَ إِلى بَراحِ

وَمُعتَقِدُ الرِياسَةِ في سِواهُ

كَمُعتَقِدِ النُبُوَّةِ في سَجاحِ

أَبَحرَ الجودِ في يَومِ العَطايا

وَلَيثَ البَأسِ في يَومِ الكِفاحِ

لَقَد سَفَرَت بِعِلَّتِكَ اللَيالي

لَنا عَن وَجهِ حادِثَةٍ وَقاحِ

أَلَستَ مُصِحَّها مِن كُلِّ داءٍ

وَمُبدي حُسنَ أَوجُهِها الصِباحِ

وَلَو كَشَفَت عَنِ الصَفَحاتِ شامَت

بُروقَ المَوتِ مِن بيضِ الصِفاحِ

وَقاكَ اللَهُ ما تَخشى وَوالى

عَلَيكَ بِصُنعِهِ المُغدى المُراحِ

فَلَو أَنَّ السَعادَةَ سَوَّغَتنا

تِجارَتَها المُلِثَّةَ بِالرَباحِ

تَجافَينا عَبيدَكَ عَن نُفوسٍ

عَلَيكَ مِنَ الضَنى حَرّى شِحاحِ

تُهَنَّأُ فيكَ بِالبُرءِ المُوَفّى

وَتُبهَجُ مِنكَ بِالأَلَمِ المُزاحِ

فَدَيتُكَ كَم لِعَينِيَ مِن سُمُوٍّ

لَدَيكَ وَكَم لِنَفسِيَ مِن طَماحِ

أَلا هَل جاءَ مَن فارَقتُ أَنّي

بِساحاتِ المُنى رَفلُ المَراحِ

وَأَنّي مِن ظِلالِكَ في زَمانٍ

نَدي الآصالِ رَقراقِ الضَواحي

تُحَيِّيني بِرَيحانِ التَحَفّي

وَتُصبِحُني مُعَتَّقَةُ السَماحِ

فَها أَنا قَد ثَمِلتُ مِنَ الأَيادي

إِذِ اِتَّصَلَ اِغتِباقي في اِصطِباحي

فَإِن أَعجِز فَإِنَّ النُصحَ ثَقفٌ

وَإِن أَشكُر فَإِنَّ الشُكرَ صاحِ

لِما أَكسَبتَ قَدري مِن سَناءٍ

وَما لَقَّيتَ سَعيي مِن نَجاحِ

لَقَد أَنفَذتَ في الآمالِ حُكمي

وَأَجرَيتَ الزَمانَ عَلى اِقتِراحي

وَهَل أَخشى وُقوعاً دونَ حَظٍّ

إِذا ما أُثَّ ريشُكَ مِن جَناحي

فَما اِستَسقَيتُ مِن غَيمٍ جَهامٍ

وَلا اِستَورَيتُ مِن زَندٍ شَحاحِ

وَواصَلَني جَميلُكَ في مَغيبي

وَطالَعَني نَداكَ مَعَ اِنتِزاحي

وَلَم أَنفَكُّ إِذ عَدَتِ العَوادي

إِلَيكَ رَهينَ شَوقٍ وَاِلتِياحِ

فَحَسبيَ أَنتَ مِن مُسدٍ لِنُعمى

وَحَسبُكَ بي بِشُكرٍ وَاِمتِداحِ

شرح ومعاني كلمات قصيدة أعرفك راح في عرف الرياح

قصيدة أعرفك راح في عرف الرياح لـ ابن زيدون وعدد أبياتها سبعة و أربعون.

عن ابن زيدون

أحمد بن عبد الله بن أحمد بن غالب بن زيدون المخزومي الأندلسي، أبو الوليد. وزير، كاتب وشاعر من أهل قرطبة، انقطع إلى ابن جهور من ملوك الطوائف بالأندلس، فكان السفير بينه وبين ملوك الأندلس فأعجبوا به. واتهمه ابن جهور بالميل إلى المعتضد بن عباد فحبسه، فاستعطفه ابن زيدون برسائل عجيبة فلم يعطف. فهرب واتصل بالمعتضد صاحب إشبيلية فولاّه وزارته، وفوض إليه أمر مملكته فأقام مبجّلاً مقرباً إلى أن توفي باشبيلية في أيام المعتمد على الله ابن المعتضد. ويرى المستشرق كور أن سبب حبسه اتهامه بمؤامرة لإرجاع دولة الأمويين. وفي الكتاب من يلقبه بحتري المغرب، أشهر قصائده: أضحى التنائي بديلاً من تدانينا. ومن آثاره غير الديوان رسالة في التهكم بعث بها عن لسان ولاّدة إلى ابن عبدوس وكان يزاحمه على حبها، وهي ولاّدة بنت المستكفي. وله رسالة أخرى وجهها إلى ابن جهور طبعت مع سيرة حياته في كوبنهاغن وطبع في مصر من شروحها الدر المخزون وإظهار السر المكنون.[١]

تعريف ابن زيدون في ويكيبيديا

أبو الوليد أحمد بن عبد الله بن زيدون المخزومي القرشي المعروف بـابن زيدون (394هـ/1003م في قرطبة - أول رجب 463 هـ/5 أبريل 1071 م) وزير وكاتب وشاعر أندلسي، عُرف بحبه لولادة بنت المستكفي.

[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. ابن زيدون - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي