أعلمت ما سبب الخيال الزائر
أبيات قصيدة أعلمت ما سبب الخيال الزائر لـ ابن هتيمل
أعلمتَ ما سبَبُ الخيالِ الزائرِ
نومُ الكَواشِح أو هُجُوعُ السّامِرِ
رَكِبَ الظلامَ فزارَنا في حاجِرٍ
هَيهات شُقَّةُ أرضِه مِن حاجرِ
ذَعَرَ المطيِّي فَزُحزِحَت ركبانها
ركبانها عن أذرُعٍ وكَراكِر
وعَلى الثَّرى مُتَملمِلونَ مِن الجَوى
لا يشعرون بنائمٍ مِن ساهِر
مِن مُظهرٍ نَعَم الحَنينِ ومُضمِرٍ
رَمزَ الأنينِ وشاهِقٍ أو زافِر
أنا والمطيّ على العُجُومَةِ بَينَنا
شَجوٌ يُهَيّجُ مِنه ذِكرَ الذاكِر
يَلوي اللِّوى أعناقَها فَيرُدُّها
جَذبُ البُرا كَرها وزَجرُ الزّاجِر
أعلَى مُحالِفَةِ السُّرى إن أرزَمَت
للأيكِ أو عَذبِ البَشامِ النّاضِر
يا مِن بِها أَثُلَ البَديعُ وإن بَدا
سَلَمُ الرَّجيعِ لها فياسِر ياسر
ومُوشَّح حَكَمَت صَبابات الكَرَى
في ناظِريهِ وفيهِ حُكمُ الجائر
نَبَّهتُه فَكَانَّما عَبثَت بِه
عِنَبيَّةٌ هَرِمَت بِدَنِّ العاصِر
وَضَمَمتُه وعلى غُلالَةِ خَدِّه
خَدّي ولَم أخطُر لَه في خاطِر
أمسيتُ أغنَمُ قُبلَةً مِن مانعٍ
طَرَفَ الحَديثِ وضَمَّةً مِن هاجر
يا مُتبِع الزَّفراتِ إنَّك إن تُدِم
وَلَه الجزوعِ حُرِمتَ أجرَ الصّابِر
فاصبر وطاوِل بالورَى وبخالِدٍ
قائِل إلى شَرَفِ الفَخارِ وكابِر
وإذا نُصِرتَ بِه فَما مِن خاذِلٍ
وإذا خُذِلتَ بِه فَما مِن ناصِر
مَلِكٌ إذا استَرفَدتَه فكأنما أس
تَمطَرتَ غاديَةَ الرَّبيعِ الماطِرِ
وإذا تَقَلَّدَ بالحُسامِ الباتِر الصِّ
مصامِ قَلَّدَ بالحسام الباتر
هَديُ النَّبي لَهُ وبأسُ عَليّ في
بَدرٍ وأحدٍ وعلمُ الباقر
حَسَنُ البَشاشَة حالُه في الباطِنِ ال
خافي السَّريرَةِ حالُه في الظّاهِر
قَمًَرٌ يُلاثُ على الكَمالِ إزارُه
وعَلَى الجَلالَةِ والجَمالِ الباهِر
تَعنُو الملوكُ لَهُ وحُقَّ لها ولل
أحياءِ أن تَعنُو لناهٍ آمِر
ويَرى الضُّيوفَ فلا يَقَرُّ قَرارهُ
في الحَيِّ أو تُدمَى شِفارُ الجازر
كَرَمٌ إذا وُزِنَت سَماحَةُ حاتمٍ
بِعشيرِهِ كانت لآمة مادر
خُلُقٌ كمثل الماء تحت الظل بي
ن الروض في وقدات شهري ناجر
ورئاسَةٌ في الطِّيِّبينَ وغَيرهِم
نَسَخَت رِئاسَةَ عامِرٍ في عامِرِ
إن يَفضُلِ البيضَ الجَحاجِحَ أسودٌ
فالعَينُ أفضلُها سَوادُ الناظِر
أو سادَ ما بلَغ الأشُدّ فإنَّه
وَرِثَ السّيادَةَ كابِراً عن كابِر
جَعلَت سُليمانُ العريضَةُ أمرَها
بيَدَيه فانقادَت لَه عَن صاغِر
وتوسَّمته فكانَ سيفَ الأعزَلِ ال
خَطِلِ اليَدينِ وكانَ دِرعَ الحاسر
مِن بعدِ ما شَهِدُوا بُكاءَ الضّاحِك ال
مَسرورِ وانتَظروا رُغاءَ الهادِر
بأبي وقارَكَ أيَّ صِلِّ مُطرِقٍ
حَتَّى يُهاجَ وأيَّ ليثٍ خادِر
لَن يدركَ الجارُونَ سعيَك في ال
ورَى لَو أنَّهم رَكبُوا جَناحي طائر
أسمع وُقيتَ مِن الخُطُوب وَجَورِها
ذُلَّ الأعزِّ لَهُ وعِزِّ القادر
أنا لَستُ ذا الوجهَينِ يُخلِقُ وُدَّهُ
بُعدُ الدّيارِ ولا شَريكُ القامِر
ما حالتي وأنا المَليُّ بِحالَة ال
عافي ولا حَظّي بحَظِّ الشّاعر
حُبٌ وشُكرٌ وافَياكَ مَعاً وما
وافاكَ حقَّكَ كالمُحِبِّ الشّاكر
لا بُد في كُل الأمُورِ لآخرٍ
مِن أوَّلٍ ولأولٍ مِن آخِر
للنُّجح أربعَةٌ مَضَت فَرَجوتُه
مِن قَبلِ أمسٍ بعدَ أمسِ الدّابر
في خامِسٍ أو سادِسٍ أو سابعٍ
أو ثامِنٍ أو تاسعٍ أو عاشِرٍ
وفداءُ نعلِكَ ضائِعُ الأسلابِ ذُو
عَرَضٍ تَعرَّضَ دُونَ وفرِ الوافرِ
راجيهِ راجي دِرَّةً مِن مسحَقٍ
مُتَجَدِّدٍ وَولادَةٍ مِن عاقِر
خُذها كَما قالَ ابنُ أوس لأختِها
كالطَّعنَةِ النَّجلاءِ مِن يَدِ ثائِر
ذهبيةً ما قالها ابن القُمِّ في
سَباءٍ ولا ابن قلاقِسٍ في ياسِر
بُشرَى الكَريم بِها إذا نَزَلَت به
بُشرَى المُتَيَّمِ بالحَبيبِ الزائر
شرح ومعاني كلمات قصيدة أعلمت ما سبب الخيال الزائر
قصيدة أعلمت ما سبب الخيال الزائر لـ ابن هتيمل وعدد أبياتها خمسة و أربعون.