أعليت بين النجم والدبران

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة أعليت بين النجم والدبران لـ ابن حمديس

اقتباس من قصيدة أعليت بين النجم والدبران لـ ابن حمديس

أعليتَ بين النجم والدّبرانِ

قصراً بناهُ من السعادة بانِ

فَضَحَ الخوَرنَقَ والسديرَ بحسنه

وسما بقمّتِهِ على الإيوانِ

فإذا نَظَرْتَ إلى مَرَاتبِ مُلكه

وبدتْ إليك شواهدُ البرهانِ

أوْجَبْتَ للمنصور سابقةَ العُلى

وعَدلْتَ عن كسرَى أنوشروانِ

قصرٌ يقصِّرُ وهو غير مقصِّر

عن وصفه في الحسن والإحسانِ

وكأنّهُ من دُرّةٍ شَفّافَةٍ

تُعْشي العيونَ بشدّة اللمعانِ

لا يَرْتقي الرّاقي إلى شرفاتِهِ

إلا بمعراج من اللحظانِ

عرّجْ بأرض الناصرّية كي تَرَى

شَرَفَ المكان وقدْرَةَ الإمكانِ

في جنّةٍ غَنّاءَ فِرْدَوْسِيّةً

محفوفةٍ بالرَّوحِ والرّيحانِ

وتوقّدتْ بالجمر من نارنجها

فكأنّما خُلِقَتْ من النّيرانِ

وكأنّهنّ كراتُ تبرٍ أحمرٍ

جُعِلَتْ صوالجها من القضبانِ

إن فاخر الأترجُّ قال له ازدجر

حتى تحوزَ طبائع الإيمانِ

لي نفحةُ المحبوب حين يَشمني

طيباً ولونُ الصّبّ حين يَراني

منّي المصبَّغ حين يبسط كفّه

فبنانُ كلّ خريدة كبناني

والماءُ منه سبائكٌ فضيّةٌ

ذابتْ على دَرَجاتِ شاذروانِ

وكأنّما سيفٌ هناك مُشَطَّبٌ

ألقَتْهُ يوم الحرب كفّ جبانِ

كم شاخصٍ فيه يطيلُ تَعَجّباً

من دوحَةٍ نَبَتتْ من العقيانِ

عَجَباً لها تسقي الرياض ينابعاً

نَبَعَتْ من الثّمَرَاتِ والأغصانِ

خصّتْ بطائرَةٍ على فَنَنٍ لها

حَسُنَتْ فَأُفْرِدَ حُسْنُها من ثانِ

قُسّ الطيورِ الخاشعاتِ بلاغةً

وفصاحةً من منطقٍ وبيانِ

فإذا أُتيحَ لها الكلامُ تَكَلّمَتْ

بخريرِ ماءٍ دائمِ الهملانِ

وكأنّ صانِعَها استبدّ بصنعةٍ

فخرَ الجمادُ بها على الحيوانِ

أوْفتْ على حوْضٍ لها فكأنّها

منها إلى العَجَبِ العُجابِ رواني

فكأنّها ظَنّتْ حلاوةَ مائها

شهداً فذاقتْهُ بكلّ لسانِ

وزرافةٍ في الجوفِ من أنبوبها

ماءٌ يريكَ الجري في الطيرانِ

مركوزة كالرمح حيثُ ترى له

من طعنه الحلق انعطاف سنانِ

وكأنّها ترْمي السماء ببندق

مستنبطٍ من لؤلؤ وجمانِ

لو عاد ذاك الماءُ نفطاً أحرقت

في الجوّ منه قميصَ كلّ عنانِ

في بركةٍ قامتْ على حافاتها

أُسْدٌ تذلُّ لعزّة السلطانِ

نزَعتْ إلى ظلم النفوس نفوسها

فلذلك انتزعتْ من الأبدانِ

وكأنّ بَرْدَ الماءِ منها مُطفئٌ

ناراً مُضَرَّمَةً من العدوانِ

وكأنّما الحيّات من أفواهها

يَطرَحنَ أَنفُسَهن في الغدرانِ

وكأنّما الحيتان إذ لم تخشها

أخذت من المنصور عقد أمانِ

كم مجلسٍ يجري السرور مسابقاً

منه خيولَ اللهو في ميدانِ

يجلو دماهُ على الخدود ملاحةً

فكأنّهُ المحراب من غمدانِ

فسماؤه في سمكها علويَّةٌ

وقبابه فَلَكِيّةُ البنيانِ

شرح ومعاني كلمات قصيدة أعليت بين النجم والدبران

قصيدة أعليت بين النجم والدبران لـ ابن حمديس وعدد أبياتها ستة و ثلاثون.

عن ابن حمديس

عبد الجبار بن أبي بكر بن محمد بن حمديس الأزدي الصقلي أبو محمد. شاعر مبدع، ولد وتعلم في جزيرة صقلية، ورحل إلى الأندلس سنة 471هـ، فمدح المعتمد بن عباد فأجزل له عطاياه. وانتقل إلى إفريقية سنة 516 هـ. وتوفي بجزيرة ميورقة عن نحو 80 عاماً، وقد فقد بصره. له (ديوان شعر- ط) منه مخطوطة نفيسة جداً، في مكتبة الفاتيكان (447 عربي) ، كتبها إبراهيم بن علي الشاطبي سنة 607.[١]

تعريف ابن حمديس في ويكيبيديا

أبو محمد عبد الجبار بن أبي بكر الصقلي المعروف بـ ابن حمديس الصقلي (447 - 527 هـ) (1055 - 1133)، شاعر عربي ولد ونشأ في صقلية، ثم تركها ورحل إلى الأندلس سنة 471 هـ، وأقام فيها لفترة ثم انتقل إلى المغرب الأوسط وإفريقية حتى توفي في جزيرة ميورقة سنة 527 هـ، وقد تميز بثقافة دينية جعلت منه حكيمًا من حكماء الحياة، وانعكس ذلك على قصائده.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. ابن حمديس - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي