أعندكما علم عن العلم الفرد

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة أعندكما علم عن العلم الفرد لـ ابن هتيمل

اقتباس من قصيدة أعندكما علم عن العلم الفرد لـ ابن هتيمل

أعندكُما علمٌ عن العلمِ الفردِ

وهل لكُما عهدٌ بناقضةِ العهدِ

وكيف جبالُ الأرُقَين أشيحُها

ذوائبُه تَهفُو على عِذَبِ الرَّندِ

وما قال نَجديُّ النَّسيمِ وما رَوت

خُزماهُ عن نَجدٍ وعَن ساكِني نجدِ

فربَّتَما أطفأتُما عن جَوانِحي

بِشَمِّ رياحِ القُربِ مَعمَةَ البُعد

أحنُّ إلى الرَّملِ العَقيقيِّ واللِّوى

لِواهُ حَنين الحائِماتِ إلى الوِرد

وما زِلتُ مِن داءِ الصَّبابَةِ أشتَفي

بِدائي ومَن يشفي مِن الوَجدِ بالوجد

عفا اللهُ عن هِندٍ وإن هي أغريتَ

بِسفكِ دَمي عَمداً عفا اللهُ عن هند

تُحَمِّلُني ذَنبَ المشيبٍ وطالما

خَلوتُ بها دُونَ الغَطارِفَةِ المُردِ

وليلة لَهوٍ راضَها وَوشاحَها

وشاحي عِناقٌ ألصَقَ الخًَدَّ بالخَدِّ

وَقد نَزَعت جِلبابَها وتَجلَبَبَت

عَنِ الحَبَر الموشيِ بالشَّعَرِ الجَعدِ

إذا الضَّمُّ أدناها إليَّ تأيلَمت

طَرائقُ مَتنَيها بِحاشيَةِ البُرد

لَعَمرُ أبي ما الخلدُ دارُ إقامَةٍ

أذَلُّ بها لو أنَّها جَنَّةُ الخلدِ

ولو كانَ نهجُ الرُّشدِ فيهِ غَضاضةٌ

عَلى الحُرِّ كان الغَيُّ خَيراً من الرُّشد

فهب لك بُدّاً منِ حياتِك واسترح

إذا لم تَجد مِن عِيشَة الذلِّ مِن بُد

فما العُمرُ إلاَّ ساعةٌ ثم تنقضي

وعاريَّةٌ والمُستَعارُ إلى رَدِّ

فتىً نَوَّهت بي عارِفاتُ يَمينه

لألحقَ مَن قَبلي وأسبقَ مَن بعدي

أغر رسولي يبيت على الغنى

بِاَجمَعِه مَن بات منهُ على وَعد

ترَى المجدَ إلاَّ فيه لغوَ مَقالَةٍ

ودَعوى تُنافي مَن سَما سِمَةَ الجِدِّ

إذا غامَ نَوءُ مِن يَديه تَبَعَّقت

شَآبيبُه من غَيرِ بَرقٍ ولا رَعد

مَكارِمُ ليست كالمكارمِ فَيضُها

مَحامِدُ تستَوفي مُبالَغة الحَمدِ

أبا خالدٍ إن تُدعَ للبأسِ والنَّدى

فأنتَ وأيمُ اللهِ أسمعُ مِن خَلد

أبا خالدٍ للِلبَحرِ جَزرٌ ولم تزل

إذا جَزُرَت تلك البِحارُ على مَدّ

جُبلتَ على بَذلِ التِّلادِ فلم تُبَل

إلى سَرفٍ أنفقت مالكَ أم قصد

رأيتك سيفاً يقطعُ الهامَ مُغمدا

ولم أرَ سيفاً يقطعُ الهامَ في الغِمد

وتَكرُمُ أن تُقري السَّديفَ مُوحَّدا

إذا ما تمنَّى المُرمِلُونَ دمَ الفَصد

نُصرتَ بِجُندِ الرُّعب في عداوتِه

قلوبَ العِدى حتى غَنيتَ عن الجُند

وكم فئةٍ أعدَت عليكَ وَليَّها

فما أفلحَ المُعدى وما أفلح المُعدي

حُلُومٌ أخفَّتها الأماني فسوَلَّت

أضاليلُها أن يَظفرَ النَّحسُ بالسَّعدِ

فلم تَرَعَيني مِثلَ صَفَّينِ سَربلا

من الزَّرَدِ الموضُونِ لا يلَبِ القَدِّ

كأنَّهُما بالخَطِّ والهِندِ أُيِّدا

لما اعتقلاهُ من قَنا الخِط والهند

وتَحسبُ ذا القَرنين صَبَّ عليهما

طَلا الرومِ أو داوودُ قَدَّرَ في السَّردِ

أسُودُ الشَّرى سارَت لأسد خَفيَّةٍ

فواعجَباً للأُسدِ تَزحَفُ لِلأُسد

إذا أقبلَت هاتيك تَردَي كأنَّها

جِبالُ شَرورَى أقبَلَت هذه تُردي

نُفُوسٌ دَعاهُنَّ الحمامُ فأُحضِرَت

إليه كإحضارِ المسوِّمةِ الجُرد

ولما طَفَت سُفنُ النَّجاةِ وأرِسيَت

سَفينٌ ومَوجُ الموتِ مُضطَرِم الوَقد

رأوا أنَّ خيرَ الخَلقِ أحمَدَ قد أتَى

إلى ما أتَوهُ في حُنينٍ وفي أُحدِ

فَولَّوا إلى كَرهٍ ولم يَتَحيَّزوا

إلى فئَةٍ مِن خيفَة الأسُدِ الوردِ

فَظَلَّت يَدٌ تُفتَنُّ في قَطعِ أُختِها

عَلى رَغمِها والزَّند يُقطعُ بالزَّند

مَصارعُ يَفنَى العَقلُ دُون أقلَها

عَلى خَطاءٍ ما كانَ مِنهُ على عَمدِ

لَهُنَّ على الأكبادِ حَرٌّ وَلوعةٌ

وإن ظنَّ قومٌ أنَّها غايةُ البَردِ

فَوَلَّت ولَيسَ الحُرُّ في الحُرِّ راقبا

ذِماماً ولا إلاًّ ولا العَبدُ في العَبد

هُمُ مِنكَ في العِرقِ البَتُوليّ مِن أبٍ

وأمَّ ومن عَمٍّ وخالٍ ومِن جَدِّ

إذا نُسِبُوا في مَشهَدٍ جَمَعَتكُم

أُصُولٌ كمِثلِ السِّلكِ مُنتظِمِ العِقدِ

خُلِقتَ بلا ضِدِّ فكيفَ مَقالُهُم

مِنَ الجَهلِ حُسن الضِّدِّ يَظهَر بالضِّ

وكُلٌّ لَهُ نِدٌ سِوى اللهِ وَحدَه

ولولاه ما قلنا لِوَجهِك مِن نِدِّ

شرح ومعاني كلمات قصيدة أعندكما علم عن العلم الفرد

قصيدة أعندكما علم عن العلم الفرد لـ ابن هتيمل وعدد أبياتها خمسة و أربعون.

عن ابن هتيمل

ابن هتيمل

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي