أعن خطب الخلافة تسألينا

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة أعن خطب الخلافة تسألينا لـ أحمد محرم

اقتباس من قصيدة أعن خطب الخلافة تسألينا لـ أحمد محرم

أعن خطبِ الخلافةِ تسألينا

أجيبي يا فَروقُ فتىً حزينا

هَوىَ العرشُ الذي استعصمتِ منه

بِرُكنِ الدَّهرِ واسْتعليتِ حينا

فأين البأسُ يقتحمُ المنايا

ويلتهمُ الكتائبَ والحصونا

وأين الجاهُ يَغمرُ كلَّ جاهٍ

وإن جَعَلَ السِّماك له سفينا

تَدفّق يأخذُ الأقطارَ طُرّاً

وينتظمُ القياصِرَ أجمعينا

مَضى الخُلفاءُ عنكِ فأينَ حَلُّوا

وكيفَ بَقيتِ وحدكِ خبّرينا

ولو أوتيتِ بِرّاً أو وَفاءً

إذنْ لَظَعَنتِ إثرَ الظّاعنينا

أيلدزُ ما دهاكِ وأيُّ رامٍ

رماكِ فهدَّ سؤدُدَكِ المكينا

خَفضتِ له الجناحَ وكنتِ قِدماً

حِمَى الخلفاءِ يأبى أن يدينا

وجلَّلكِ الظّلامُ وكنتِ نوراً

يَفيضُ على شُعوبِ المُسلِمينا

تزاورتِ الكواكبُ عنكِ وَلْهَى

تُقلِّبُ في جَوانِبكِ العُيونا

وتَجفُلُ تتَّقِى عُقْبَى اللّيالي

وتَخشَى أن تَذِلَّ وأن تهونا

تحيَّر فيكِ هذا الدّهرُ حتّى

لقد ظنّتْ حوادثُه الظُّنونا

فصبراً إن أردتِ أو الْتياعاً

وسَلْوَى عن قطنيكِ أو حنينا

ظَلمتُ هَواكِ أنتِ أبرُّ عهداً

وأصدقُ ذِمّةً وأجلُّ دينا

أَفيضي الدَّمْعَ تَوْكافاً وسَحّاً

ولا تَدَعِي التَّوجُّعَ والأنينا

لقد فَجعَ المُروءةَ فيكِ دَهرٌ

أصابَكِ في ذَويكِ الأوّلينا

أَليسَ الدَّهرُ كان لهم لساناً

إذا نَطقوا وكان لهم يمينا

تَمرّدَ يَنفضُ التِّيجانَ عنهم

ويَنتزعُ العُروشَ وما ولينا

تَولَّوْا في البلادِ تَضيقُ عنهم

جَوانبُها وكانوا المُوسِعينا

إذا وردوا الممالكَ أنكرتهم

وكانوا للممالكِ مُنكِرينا

عَجِبتُ لهم يَزولُ الملكُ عنهم

وما زالتْ عُروشُ المالكينا

أَذَلَّ جِبِاهَهم حَدَثٌ ذَميمٌ

أهانَ العِزَّ والشرَّفَ المصونا

رُويداً إنّها الدُّنيا وصبراً

فما تُغنِي شَكاةُ الجازعينا

تعالى اللهُ مُحدِثُ كلِّ أمرٍ

بأقدارٍ يَرُحْنَ ويَغْتَدينا

أتاهم أمرُه فَغَدَوْا مُلوكاً

وراحوا سُوقةً مُستضعَفينا

ولم أرَ كالسِّياسةِ في أذاها

وفي أعذارِها تُزجِي مئينا

تُغيرُ على الأُسودِ فتحتويها

وتَزعُمُ أنّها تحمِي العرينا

تُريدُ فتخلقُ الأصباغَ شتَّى

وتَبتدعُ الطرائقَ والفنونا

وتتّخذُ الدّمَ المسفوكَ وِرداً

تظنُّ ذُعافَه الماءَ المعينا

أداةُ الغدرِ ما حَفِظتْ ذِماماً

ولا احترمت خليطاً أو قرينا

يُصابُ بها الشقيُّ فما يُباليِ

رمَى الآباءَ أم صرَعَ البنينا

بني عثمانَ إنْ جَزَعاً فَحقٌّ

وإن صبراً فخيرُ الصّابرينا

أَعِدُّوا للنّوائبِ ما استطعتم

من الإيمانِ وادَّرِعُوا اليقينا

حياةُ الملكِ ضنَّ بها أبيٌّ

يخاف عليه كَيْدَ النّاقمينا

له عذرُ الأمين فإنْ رَضِيتم

فخيرُ النّاسِ مَنْ عَذَر الأمينا

قضَى الغازِي الأُمورَ فلا تَعيبوا

أمورَ الملكِ حتّى تستبينا

وما نَفْعُ الخلافةِ حين تُمسِي

حديثَ خُرافةٍ للهازلينا

ثَوتْ تَتجرَّعُ الآلامَ شتَّى

على أيدي الدُّهاةِ الماكرينا

تُغِيثُ المُسلِمينَ إذا استغاثوا

وتَنصرُهُم على المستعمرينا

فلما جَدَّ جِدُّ الحربِ كانوا

قُوَى الأعداءِ تَرْمِي النّاصرينا

مَنعْنا الظُّلمَ أن يَطغَى عليهم

فخانونا وكانوا الظَّالمينا

نُصابُ لأجلِهم ونُصابُ منهم

فإن تعجبْ فذلكَ ما لَقِينا

شرح ومعاني كلمات قصيدة أعن خطب الخلافة تسألينا

قصيدة أعن خطب الخلافة تسألينا لـ أحمد محرم وعدد أبياتها ثلاثة و أربعون.

عن أحمد محرم

أحمد محرم بن حسن بن عبد الله. شاعر مصري، حسن الوصف، نقيّ الديباجة، تركي الأصل أو شركسيّ. ولد في إبيا الحمراء، من قرى الدلنجات بمصر، في شهر محرّم فسمي أحمد محرّم. وتلقى مبادئ العلوم، وتثقف على يد أحد الأزهريين، وسكن دمنهور بعد وفاة والده، فعاش يتكسب بالنشر والكتابة ومثالاً لحظ الأديب النكد كما يقول أحد عارفيه. وحفلت أيامه بأحداث السياسة والأحزاب، فانفرد برأيه مستقلاً من كل حزب إلا أن هواه كان مع الحزب الوطني ولم يكن من أعضائه. توفي ودفن في دمنهور.[١]

تعريف أحمد محرم في ويكيبيديا

أحمد محرم شاعر مصري من أصول شركسية اسمه الكامل أحمد محرّم بن حسن بن عبد الله الشركسي، من شعراء القومية والإسلام وكانت محور شعره كله، ولا سيما وأنه كان من دعاة الجامعة الإسلامية وعودة الخلافة العثمانية التي دعا إليها محمد عبده وجمال الدين الأفغاني في عصره. ولد في قرية إبيا الحمراء التابعة لمحافظة البحيرة بمصر عام 1877 م. قرأ السيرة النبوية والتاريخ، وحفظ الحديث الشريف والشعر، وطالع النصوص الأدبية السائدة. وكان لتلك النشأة أثرها في حياة وشعر أحمد محرم الذي ظل في دمنهور عاصمة محافظة البحيرة فلم يغادرها إلى القاهرة. عاصر ثورة 1919 م. كما عاصر دنشواي ومصطفى كامل وسعد زغلول وتأثر بهم في شعره الوطني. وكان يعقد بقهوة المسيري بدمنهور ندوته الشعرية كل ليلة. حيث كان يرتادها مفكرو وشعراء البحيرة والإسكندرية لأته كان شاعرا حرا ملتزما. ويعد أحمد محرم من شعراء مدرسة البعث والإحياء في الشعر العربي والتي كان من دعاتها محمود سامي البارودي وأحمد شوقي وحافظ إبراهيم وأحمد نسيم حيث جددوا الصياغة الشعرية بعد تدهورها في العصر العثماني. كان من دعاة الإصلاح الاجتماعي والوحدة الوطنية ولاسيما بعد مقتل بطرس غالي رئيس وزراء مصر. فنراه يقول داعيا للتسامح والمحبة بين المصريين:[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. أحمد محرم - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي