أعيذك يا ذا الفضل مما يشينه

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة أعيذك يا ذا الفضل مما يشينه لـ عماد الدين الأصبهاني

اقتباس من قصيدة أعيذك يا ذا الفضل مما يشينه لـ عماد الدين الأصبهاني

أعيذُكَ يا ذا الفضلِ مما يشينُهُ

وذا المجدِ مما لا يليقُ بذي المجدِ

تُفرِّدُني بالعتبِ دونَ عصابةٍ

تفرَّدُ عنّي بالإجابةِ والرَّدِّ

ومن نائباتِ الدَّهر أنّي نائبٌ

ومالي يدٌ في حلِّ أمرٍ ولا عقْدِ

إذا لم يكن يوماً لَدَى البأسِ لي يَدٌ

فلا حَمَلَتْ كفيِّ لمكرُمَةٍ زَنْدي

وإن لم أكن أقضي حقوقَ ذوي النُّهَى

فمن ذا الذي يقْضي حقوقَهُمْ بعدي

ولو أَنني أُعطيتُ سُؤْلي من العلى

لكنتُ بما أُخفيهِ من سرّها أُبدي

ولست بما فيه أنا اليومَ قانعاً

ولكنْ من العلياء أَغدو على وعدِ

بواسِطَ مكثي لانتظارِ مواعدٍ

لها وليومٍ يمكُثُ السّيفُ في الغمْدِ

سأَعزِمُ عزمَ الماجدينَ برحلةٍ

أُصَوَّبُ فيها نحوَ مَنْقَبَةٍ قصدي

وما فضَلَ الهِنديُّ إثراً وقيمةً

حدودُ الظُّبى حتى تناءَت عن الهندِ

وما أَنصفَ العلياءَ مَنْ خَصَّ أهلَها

بذمّ وهم أَهلُ الثَّنا وذوو الحخمدِ

أولي الفضلِ باسِيسِيُّكُمْ خصَّ بأسه

عتاباً بمن يرجوه في الوُدِّ للرِّفْدِ

فاهُدوا له عنّي عِتاباً لعلَّه

على حادثات الدَّهرِ يُعْتبُ أو يُعدِي

أَنارت مساعيهِ النيرةُ فاغتدى

لها كلُّ من يَبْغي السّعادةَ يستهدي

أَمستفرِغاً في عَتْب مثليَ جَهْدَه

وفي شكره ما زِلتُ مُستفرِغاً جهدي

تجرَّعتُ كأسَ العتب مُرّاً وإنّما

لِوُدَّكَ عندي كان أحلى من الشُّهْدِ

وإنَّ اعتدادي بالوِداد لصادق

لديكَ فلمْ كذَّبتَ آمال مُعْتَدِّ

أَفي العدل أنَّ الوصلَ يَحْظَى به العِدا

وبالعَذْلِ أَحظى والعلاقة بي وحدي

أَبا عُمَرُ المعمورُ قلبي بودِّه

أَتهدِمُ بُنياناً عَمَرْتُ من الوُدِّ

تأمّلْ حسابي ثمَّ عُدَّ فضائلي

فجموعُها يُنبيكَ عن حَسَبي العِدِّ

لقد كَسَدَتْ سوقُ الفضائلِ كلَّها

وَللْهَزْلُ أَحظى في الزَّمان من الجدِّ

ولستُ أَرى إلاّ كريماًن يَفرُّ من

لئيمٍ وحُرّاً يشتكي الضيّمَ من عبدِ

ومالي سِوَى ظلِّ الوزيرِ ورأَيهِ

ملاذٌ ومأمولٌ على القُربِ والبُعدِ

قد ابيضَّ حظِّي في ذَراهُ وإنّني

مُسَوَّدُ مجدٍ حظّه غيرُ مُسَوَدِّ

وبي حَصَرٌ من حَصْرِ أنواءِ بِرِّه

وما تدخُلُ الأنَواءُ في الحصرِ والعَدِّ

وإنعامهُ عندي عن الحدِّ زائدٌ

وشكري له شكرٌ يزيدُ عن الحدِّ

شرح ومعاني كلمات قصيدة أعيذك يا ذا الفضل مما يشينه

قصيدة أعيذك يا ذا الفضل مما يشينه لـ عماد الدين الأصبهاني وعدد أبياتها ستة و عشرون.

عن عماد الدين الأصبهاني

محمد بن محمد صفي الدين بن نفيس الدين حامد بن أله أبو عبد الله عماد الدين الأصبهاني. مؤرخ عالم بالأدب، من أكابر الكتاب، ولد في أصبهان، وقدم بغداد حدثاً، فتأدب وتفقه. واتصل بالوزير عون الدين "ابن هبيرة" فولاه نظر البصرة ثم نظر واسط، ومات الوزير، فضعف أمره، فرحل إلى دمشق. فاستخدم عند السلطان "نور الدين" في ديوان الإنشاء، وبعثه نور الدين رسولاً إلى بغداد أيام المستنجد ثم لحق بصلاح الدين بعد موت نور الدين. وكان معه في مكانة "وكيل وزارة" إذا انقطع (الفاضل) بمصر لمصالح صلاح الدين قام العماد مكانه. لما ماتَ صلاح الدين استوطن العماد دمشق ولزم مدرسته المعروفة بالعمادية وتوفي بها. له كتب كثيرة منها (خريدة القصر - ط) وغيره، وله (ديوان شعر) .[١]

  1. معجم الشعراء العرب

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي