أغرقت في بحر الأسى الأجذالا
أبيات قصيدة أغرقت في بحر الأسى الأجذالا لـ إبراهيم عبد القادر المازني
أغرقت في بحر الأسى الأجذالا
ولفقت في أكفانها الآمالا
ونزلت في وادي الهوى متفيئاً
للموت ظلّاً ينسخ الآجلا
كيف الجوى شمس الحياة فأظلمت
وأعاد زاخر لجتها أوشالا
عصفت بنا ثوب الليالي عصفة
تركت حياتي بعدها أطلالا
وتجايشت لجج الزمان بصدره
وتوصبت سيلاً إلي عضالا
فرعيت من دهير زماناً موبئاً
يجنى السموم وينبت الأهوالا
يا شمس من يحيي الليالي ساهراً
ما بال ضوئك بارداً جفالا
يرخى الظلام سدوله فتعينه
وترى العيون سواده القتالا
ما أنت إلّا كاللذاذات التي
جرت عليها الأعصر الأذيالا
ليضيئنا الماضي ولكن لا ترى
لشعاعه حرّاً ولا إشعالا
خلع الحمام على الظلام سكونه
فكأنما همد الوجود كلالا
وتكنف الدنيا سكونٌ نطاق
ملء الصدور مهابةً وجلالا
وكأنما هذي السماء تزينها
زهر النجوم الفاتنات جمالا
سترٌ على الأكوان أسدله الهوى
لما غفت وأفاضه سربالا
خلق الإله الكون أروع منظراً
وأجل وتصويراً وأبدع حالا
وكسا وجوه الأرض روضاً ضاحكا
حاك الرياب ثيابه وأطالا
وحبا الطيور الصادحات وكورها
بين الرياض الوارفات ضلالا
وأقر في قاع البحار قطينها
والدود في جوف الثرى الجوالا
واختص آدم بالشقاء ونسله
وحباهم الآلام والآمالا
يا أم ذي الدنيا ولست شبيةً
باللَه رب المخطئين تعالى
ما تطلبين صلاتنا وصيامنا
أو تنكرين جحودنا الأفضالا
سيان عندك حافظٌ ومضيع
والمحسنون ومن أساء فعالا
كلٌّ يلوذ بظل عطفك دائبا
بوركت من أم تفيض كمالا
وكرمت حتى لست تدرين الهوى
والبغض والأطماع والأوجالا
سبحانها عما يحس بنو الردى
فلقد حماك جلالك الأشغالا
ستثور عاصفة الليالي ثورة
ثجلو الشكوك وتدفع الإشكالا
وتدق فوق خرائب الأديان نا
قوس الردى وتحيلها أغفالا
وترد للقلوب حقاً نره
إياه من منى النفوس ضلالا
يا أم ذي الدنيا فلا تأسى على
ما كان من جهل وإن يك طالا
شرح ومعاني كلمات قصيدة أغرقت في بحر الأسى الأجذالا
قصيدة أغرقت في بحر الأسى الأجذالا لـ إبراهيم عبد القادر المازني وعدد أبياتها تسعة و عشرون.
عن إبراهيم عبد القادر المازني
إبراهيم بن محمد بن عبد القادر المازني. أديب مجدد، من كبار الكتاب، امتاز بأسلوب حلو الديباجة، تمضي فيه النكتة ضاحكة من نفسها، وتقسو فيه الحملة صاخبة عاتية. نسبته إلى (كوم مازن) من المنوفية بمصر، ومولده ووفاته بالقاهرة. تخرج بمدرسة المعلمين، وعانى التدريس، ثم الصحافة وكان من أبرع الناس في الترجمة عن الإنكليزية. ونظم الشعر، وله فيه معان مبتكرة اقتبس بعضها من أدب الغرب، ثم رأى الانطلاق من قيود الأوزان والقوافي فانصرف إلى النثر. وقرأ كثيراً من أدب العربية والإنكليزية، وكان جلداً على المطالعة وذكر لي أنه حفظ في صباه (الكامل للمبرد) غيباً، وكان ذلك سر الغنى في لغته. وعمل في جريدة (الأخبار) مع أمين الرافعي، و (البلاغ) مع عبد القادر حمزة وكتب في صحف يومية أخرى، وأصدر مجلة (الأسبوع) مدة قصيرة، وملأ المجلات الشهرية والأسبوعية المصرية بفيض من مقالاته لا يغيض. وهو من أعضاء المجمع العلمي العربي بدمشق، ومجمع اللغة العربية بالقاهرة. له (ديوان شعر - ط) ، وله: (حصاد الهشيم - ط) مقالات، و (إبراهيم الكاتب - ط) جزآن، قصة، و (قبض الريح - ط) ، و (صندوق الدنيا - ط) ، و (ديوان شعر - ط) جزآن صغيران، و (رحلة الحجاز - ط) و (بشار بن برد - ط) ، وترجم عن الإنكليزية (مختارات من القصص الإنجليزي - ط) و (الكتاب الأبيض الإنجليزي - ط) .[١]
تعريف إبراهيم عبد القادر المازني في ويكيبيديا
إبراهيم عبد القادر المازني (10 أغسطس 1889 - 10 أغسطس 1949م) شاعر وناقد وصحفي وكاتب روائي مصري من شعراء العصر الحديث، عرف كواحد من كبار الكتاب في عصره كما عرف بأسلوبه الساخر سواء في الكتابة الأدبية أو الشعر واستطاع أن يلمع على الرغم من وجود العديد من الكتاب والشعراء الفطاحل حيث تمكن من أن يوجد لنفسه مكاناً بجوارهم، على الرغم من اتجاهه المختلف ومفهومه الجديد للأدب، فقد جمعت ثقافته بين التراث العربي والأدب الإنجليزي كغيره من شعراء مدرسة الديوان. يستطيع الكاتب عن الشخصيات أن يختار المهنة التي تناسب الشخصيات التي يقدمها ولكن من الصعب أن يتخيل أحدا للمازني مهنة غير الأدب، «فخيل إليه أنه قادر على أن يعطي الأدب حقه، وأن يعطي مطالب العيش حقها، فلم يلبث غير قليل حتى تبيّن لهُ أنه خلق للأدب وحده، وأن الأدب يلاحقه أينما ذهب فلا يتركه حتى يعيده إلى جواره». حاول المازني الإفلات من استخدام القوافي والأوزان في بعض أشعاره فانتقل إلى الكتابة النثرية، وخلف وراءه تراثا غزيرا من المقالات والقصص والروايات بالإضافة للعديد من الدواوين الشعرية، كما عرف كناقد متميز .[٢]
- ↑ معجم الشعراء العرب
- ↑ إبراهيم عبد القادر المازني - ويكيبيديا