أغلقت فضلة قلبك المرهون
أبيات قصيدة أغلقت فضلة قلبك المرهون لـ ابن هتيمل
أغلَقتَ فَضلَةَ قَلبِكَ المَرهُونِ
وَجَهِلتَ فاستأمَنتَ غَيرَ أمينِ
وَلَو استَنَدتَ إلَى الخيارِ وَكَونِهِ
لَكَ ما رَجَعتَ بِصَفقَةِ المَغبُونِ
تُقلَى وَتَعشَقُ إنَّها لَغَبينَةٌ
إعطاءُ رُوحِكَ مانِعَ الماعُونِ
مُت بِالنَّوَى وَفُنُونِهِ فَلَنونُهُ
مُشتَقَّةٌ لَكَ مِن عَذابِ الهُونِ
لَولا مُزايَلَةُ العُقُولِ مِنَ النَّوَى
ما لُقِّبَ المَجنُونُ بِالمَجنُونِ
أَمِنَ الغَضا حَمَلَت لنا ريحُ الصَبا
نَفَحاتِ ذاتِ الخالِ أَم دارينِ
مَرَّت بِنا بَعدَ الكرَى فَتَنَفَّسَت
فَسَرَت بِنَكهَتِها مَعَ النِّسرينِ
وَمِنَ العَقائِلِ في الحِجالِ عَقائِلٌ
جُبُنُ البَراقِعِ عَن عُيُونِ العينِ
خَطَرُوا بِنَعمانَ الأَراكَ وَنَفَّجُوا
اُزرَ لاحَقائِبِ عَن نَقا يَبرينِ
مِن كُل جائِلَةِ الوِشاحِ غَريرَةٍ
غَنيَت مَحاسِنُها عَنِ التَّحسينِ
تَهتَزُّ مِن سُكرِ الشَّبابِ كَأنَّما
لَعِبَت بِعِطفَيها ابنَةُ الزَّرجُونِ
وَمُعَصفَرُّ الخَدَّينِ يَسحَرُ لَحظُهُ
مِن ذي الحِجَى وَهُوَ ابنُ عَشرِ سِنينِ
قَمَرٌ يُعاتِبُني بِما يَشوي بِهِ
كَبِدي فَيُغضِبُني وَلا يُرضيني
أَزِفَ الرَّحيلُ فَضَمَّني بِشِمالِهِ
مُتَودعاً وَضَمَمتُهُ بيَميني
فَدُمُوعُهُ كَمَدامِعي مِن فِضَّةٍ
في خَدِّهِ وَأنينُهُ كَأنيني
إيّاكَ والطَّمَعَ الدَّنيءَ وَأن يُرَى
أبداً قَرينَكَ فَهُو شَرٌّ قَرينِ
لا تَغلُ في طَلَبِ المَعاشِ فَإنَّها
مَضمُونَةٌ في رِزقكَ المَضمُونِ
الفَقرُ يُبلي والغِنَى يُطغي فَعُذ
مِن فَقرٍ عيسَى أَو غِنَى قارُونِ
الحَزنَ بَعدَ الحَزنِ لَيلَكِ والسُّرَى
يا ناقَتي والبَينَ بَعدَ البَينِ
مَن فاتَهُ نَظَرُ النَّبيّ بيَثرِبٍ
فَعَلَيهِ بِالمَهدي في دِيبَينِ
هَذا ابنُ ذاكَ وَفي أَبيهِ وَجَدِّهِ
ماكانَ مِن مُوسَى إلَى هارُونِ
هَديٌ كَهَديِ المُرسَلينِ كَأَنَّهُ
وَحيٌ عَنِ الرَّحمنِ عَن جِبرينِ
وَكَأَنَّ أحمَدَ أَحمَدٌ وَكَأنَّهُ
بَينَ السُّيُوفِ عَليُّ في صِفَين
خَلِّ البَطالَةَ واغتَرِف مِن رَاحَتَي
كَفَّيهش مِن سَيحُونِ أَو جَيحُونِ
وَردِ الحَياةَ إلَى المَماتِ مُخَيَّراً
مِن غَيثِ داجيَةٍ وَلَيثِ عَرينِ
نَعَشَ المَسيحُ بِضَبعِهِ لِعِنايَةٍ
سَبَقَت فَأَخَّرَها القَضاءُ لِحينِ
وَأرَى الإمامَةَ بِالنُّبَوَّةِ أصبَحَت
مَقُرُونَةً كالحاجِبِ المَقرُونِ
يَهنَى بَني الحَسَنِ المُثَنَّى أنَهُم
قَد عُوِّضُوا المَحقوقَ بِالمَظنُونِ
رجَعَت خِلافَتُهُم إلَيهِم بَعدما
أَلقَى الأَمينُ بِها إلَى المَأمُونِ
مُلكٌ تَقَمَّصَهُ ابنُ هِندٍ وانثَنَى
بَعدَ ابنِ هِندٍ في بَني مَيسُونِ
وَغَدَت بَنُوا العَبّاسِ تَدعَمُ مَيلَهُ
بِ الفَتحِ والفَضلَينِ والإفشينِ
خَلَعُوهمُ بِالطّالِعِ المَسعُودِ مِن
مَهديِّهِم والطّائِرِ المَيمُونِ
وَتَمَكَّنُوا في أَمرِهِم بِمُمَّكَنٍ
في المُعجِزاتِ نِهايَةَ التَّمكينِ
بِأَغَرَّ أغلَبَ هاشِمي قائِمٍ
في اللهِ بِالمَفرُوضِ والمَسنُونِ
أيَّدتَ عُميَ الشَّرقِ حينَ رَدَدتَهُم
حُورَ العُيونِ بِآيَةِ التَّبيينِ
زَمِنٌ يَدُبُّ بِأَربَعٍ فَأعدَتَهُ
مِثلَ القَناةِ وَكانَ كالعُرجُونِ
فَعَجِبتُ مِن نُونٍ يُقَوِّمُ حظها
أَلِفٌ وَمِن ألِفٍ أُعيضَ بِنُونِ
وَمِنَ الكَرامَةِ أَن غَدا مِن فَورِهِ
يَمشي إلَى دَماج مِن نِسرينِ
إنَّ النِّكاحَ إذا تَمَنَّى عاجِرٌ
أُمنيَّةٌ إمنيَّةُ العِنَينِ
خُذ في عِلاجِ أَولي النّهَى بِفَظاظَةٍ
في رَحمَةٍ وَبِقَسوَةٍ في لينِ
وَحَلاوَةُ العَسَلِ الجَنييّ وِقايَةٌ
إن أَحوجُوا بِحُمُوضَةِ اللَّيمُونِ
فَلَقَلّ ما اعتَدَلَ القَنا ما لم يَكُن
تَثقيفُهُ بِالنّارِ والتَّسخينِ
واشدُد قُواكَ بِآلِ حَمزَةَ واعتَضِد
بِالشَّمسِ طالِعَةً عَلَى الشّاهينِ
واضرب بعِزِّ الدّينِ جَبهَةَ يُوسِفٍ
وَجُدُودِهِ واضرِب بِشَمسِ الدّينِ
ما نَحنُ في شَيءٍ وَلَم نَظفَر إذا
لَم تَسلُ عَن شَظَبٍ بِقِنسرينِ
فابعث جيادكَ تَغُزُ مِن مِصرٍ إلى
حَلَبٍ إلَى حَضنٍ إلَى جَيرُونِ
فَعَلَى العِراقِ وَأهلِهِ بِكَ هَبوَةٌ
لَحِقَت مَعَرَّتُها بِِصينِ الصّينِ
اسمَع حَلالَ السِّحرِ مِن مُتَصَرِّفٍ
فيهِ بِدَرَّةِ ثَديهِ المَلبُونِ
لَفَظَ المَطامِعَ صائِماً عَن غَثِّها
حَتَّى يَرَى إفطارَه بِسَمينِ
واضمُم يَدَيكَ عَلَى الثَّناءِ مُمَيّزاً
تَمُوزَ ذا الوَقَداتِ مِن كانُونِ
شرح ومعاني كلمات قصيدة أغلقت فضلة قلبك المرهون
قصيدة أغلقت فضلة قلبك المرهون لـ ابن هتيمل وعدد أبياتها خمسون.