أفر من المحتوم وهو مطاردي
أبيات قصيدة أفر من المحتوم وهو مطاردي لـ علي أفندي الدرويش

أفرُّ من المحتوم وهو مطاردي
وهل أملي الأحبال المصائد
وأرصد أفق الوهم والأمل السهى
ورائد موتي كامن في ورائدي
وثقت بآمالي ولم تفِ مرةً
ولا ثقة لي بالنذير المعاهد
فأستبعدُ المعلومَ وهو مقاربي
وأستقرب المجهول وهو مباعدي
ومن عتهي خلت التجاهر خافياً
بغش زيوفٍ عدَّها كل ناقد
أحاذر مرأى الناس لا اللَه في الهوى
وعندهمُ تفصيل نقصي وزائدي
لأمّارتي بالسوء مستعبَدٌ ولي
مداهنةً في اللَه صورةُ عابد
أبالغ في الإسراف حتى كأنني
لَميتٌ غداً لكنَّ لي حرصَ خالد
هل الحزن إلا من سرورك أصله
وهل يوجد الأحزان غير التواجد
أرى السينَ في أنيابها السم نافع
يسوغه التسويف نفس المقاصد
فلا تلتزم شيأً يسيئك فوتُهُ
فقد يوصل الأكدار قطع العوائد
فمن سالم الأيام حارب نفسه
ومن ساعد النفس انتفى عن مساعد
ومن كان محسوداً ولم يرع أمره
بحزمٍ سيضحي حاسداً للحواسد
يسرّ بحال الموت من مات عقله
وهل خالد زيد الأماني الفواسد
فإن أخا الحسنى هو الحي ميتاً
كمثل علي القدر حي المحامد
تأمل سماء النعش حف بأنجمٍ
فراقدُ فيها البدرُ بين الفراقد
قضى نحبه ممدوح كل مروءةٍ
مزاياه في الأعناق در القلائد
مضى المرتضى في قوله وفعاله
إذا ما قضى حلت عقود الفوائد
مضى العالم المعلوم في كل غايةٍ
من الفضل والراقي علاء الصواعد
مضى بُغيتي من مدَّتي ومؤانسي
على وحدتي بل صاحبي في الشدائد
إمامٌ همامٌ ألمعيٌّ مهذبٌ
خبيرٌ بأحوال الزمان المعاند
فحدّث عن البحر المحيط فإنه
لبرٌّ أصيلٌ لا يرى نهر وارد
أبو الليث إلا أنه ابنُ قاسمٍ
أبو يوسف الفقه الذي عن مجاهد
ونعمان فضل ثابتٍ ذو عناية
وكنز به درٌّ كفاية راصد
وتنويرُ أبصارِ الفتاوي خلاصةٌ
ومنيةُ طُلَّاب لضبط الشوارد
وعند ضرام الأمر فهو مبرّد
بفكرته ذات الوقود لواقد
يحب المعالي والمعالي تحبه
فظاهر ذي نعمى وباطن زاهد
فمن أين هذا الفضل واللطف والندى
تزان بها من بعد عطل المشاهد
تقول ذوو الحاجات عن مصابه
لقد كنتَ سعدي يا عليُّ وساعدي
أيا مشتهىً في ذاته وصفاته
ويا منتهى الآمال عند الأماجد
قضيتَ كريماً طيبَ النفس طاهراً
فأُنهلت في الجنات أصفى الموارد
وغالبتَ حور العين جذباً لشوقها
فأصبحت يا غلبان طوع النواهد
ويا حبذا المألوف في حد ذاته
ويا منجز المعروف لو للمضادد
ويا واحداً أعيا الكثير مطالُهُ
وما ابن كثير العصر عندي كواحد
ويا حاضر القول المفيد وجيزه
متى غاب فكر اللوذعي المكابد
ويا راحة الأرواح في كل تحفةٍ
من القول والفعل الجميل العوائد
فيا لك ذا طول وطود شهامةٍ
ونافذ رأي فضله غير نافد
فيا حرَّ قلب اللطف بعدك والندى
ويا برد وجه الظرف من كل بارد
ويا أسف الفتوى عليك وشوقها
إليك وفصل الفضل من كل شاهد
إذا لم يذب مني الفؤاد مدامعاً
عليك فما أقساه بين الجلامد
وما كان أجفاني لحقِّك حيث لم
أواصل بأجفاني مذاب الجوامد
وإن ضنَّ جفنيَ من سروري بالذي
قدمتَ عليه فهو أكرمُ رافد
سأرثيك بالمدح الذي أنت فوقه
وقلَّ لوَ اَنَّ النجم تحت فرائدي
وإن كنتُ لا أستعمل العين في البكا
سأبكيك من قلبي بدمع القصائد
شرح ومعاني كلمات قصيدة أفر من المحتوم وهو مطاردي
قصيدة أفر من المحتوم وهو مطاردي لـ علي أفندي الدرويش وعدد أبياتها أربعة و أربعون.