أفعم الرزء كل قلب غليلا

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة أفعم الرزء كل قلب غليلا لـ جميل صدقي الزهاوي

اقتباس من قصيدة أفعم الرزء كل قلب غليلا لـ جميل صدقي الزهاوي

أَفعم الرزء كلَّ قلب غَليلا

وَأَبى أَن يَكون إلا جَليلا

قَد أَصابَت يد المَنيَّة رأَساً

عقد المجد فوقه إكليلا

لطمت وَجهها عليه القوافي

وَأَطالَت بيض المَعاني العَويلا

لمن الجازِعات يبكين في البي

تِ وَيعْوِلْنَ بكرة وَأَصيلا

رزء عبد الرَحمن واحرَّ قَلبا

لا يريني الصبر الجَميل جَميلا

إِنَّ لِلعَين في المَدامع منها

بعد عبد الرحمن سبحاً طَويلا

البسي للحداد يا ابنة عدنا

ن سواداً فموئل القوم غيلا

من بَني يعرب عَلى الرَغم منهم

أَخذ المَوت سيداً بهلولا

عجل الموت بالعَميد فأودى

ما عَلى المَوت لَو تأنّى قَليلا

بعد يأس له من الأرض باد

مدّ طرفاً إلى السماء كَليلا

لَيتَ شعري ماذا الَّذي كانَ يَبغي

حينما مد طرفه ليَقولا

كثرت غارَة المَنايا عَلَينا

أَترى أَن لِلمَنايا ذحولا

ربَّ بيت سمعت فيه هتافاً

ثم إني سمعت فيه عويلا

وَعيون للحزن مغرورقاتٍ

تَبتَغي مثل دمعها أَن تسيلا

قَد أَضاعَ العصر الأخير لعمري

كَوكباً في جو العراق جَميلا

المَعالي وَلا كرزء المَعالي

فقدت غرة لها وَحجولا

إنني مشفق عَلى غير جدوى

من تراب عَلى محياك هيلا

خشيَتي أن تطيل في القبر نوماً

فيشق البلى إليك سَبيلا

وَبودي أن يفتحوا فيه باباً

ليهب الصبا عليك بَليلا

وإذا الطب لَم يجئ بشفاء

تَرتَجيه فالمَوت يَشفي العَليلا

أَإِذا ما نجا امرؤ من جدال

أَخذته الأمراض أخذاً وَبيلا

قَد أَضاعَ العِراق أنفاً أبياً

وَلِساناً حلواً وَرأياً أَصيلا

أَنما ناموس الوراثة في الأح

ياء أن تتبع الفروع الأصولا

لَم يَكُن ما جُرعتَه من دواء

كل تلك الأيام يغني فَتيلا

كبر الداء فيك وَهوَ دَخيل

أَعضل الداء ما يَكون دَخيلا

ما زوى الداء منك تلك السجايا

فَلَقَد كنت أي وَرَبي حمولا

فتبسمت يوم كنت صَحيحاً

وَتبسمت يوم كنت عَليلا

سوف يُلقي رحاله كلُّ حيٍّ

حيث أَلقى أَهل العصور الأولى

تلك أرواحٌ أطلقتها المَنايا

فكأَنَّ الأجساد كانَت كبولا

وَكأنَّ الَّذين عاشوا وَماتوا

قَد تواصوا بالهلك جيلاً فَجيلا

في هدوء الثرى ينام رجال

أغمدتهم يد المَنايا نصولا

وَعدوني اللقاء بعد قَليل

حبذا الوعد لَم يكن ممطولا

إنما هذه الخَليقَة سفر

يقرأ الفَيلَسوف منه فصولا

أَيُّها القبر المستجدّ سلامٌ

وَعَسى أَن يَلقى سَلامي قبولا

بأبي أَنتَ من ضَريحٍ كَريم

ضم بين الضلوع منه نَبيلا

زرت تلك القبور أَبكي شباباً

كنت فيها دفنتُهم وَكهولا

سرني مطلع النجوم فَلَمّا

أَفلت عَن عيني بكيت الأفولا

قل لمن يحبس الدموع بعيني

هِ ألا خل للدموع السَبيلا

خلها في الخدود تَجري خفافاً

ساحبات وَراءهنَّ الذيولا

قيل عَبد الرَحمَن يَشكو زكاماً

ثُمَّ قالوا يَشكو ضَنىً وَنحولا

ثُمَّ قالوا خراجةٌ فيه لا بد

دَ من الشق عاجلاً لتزولا

ثُمَّ قالوا الحمَّى الَّتي لازمَته

تيفوئيدٌ قد لا تدوم طَويلا

ثُمَّ قالوا أَضاعَ من شدة الحم

مى نُهاه وَالرشد إلا قَليلا

ثُمَّ قالوا قَضى وَذلك ما قَد

كنت أَخشى من أَن يقال فَقيلا

يا لَه من رزء عَلى غير وَعدٍ

قد أَتى نازِلاً فَكانَ جَليلا

شرح ومعاني كلمات قصيدة أفعم الرزء كل قلب غليلا

قصيدة أفعم الرزء كل قلب غليلا لـ جميل صدقي الزهاوي وعدد أبياتها خمسة و أربعون.

عن جميل صدقي الزهاوي

جميل صدقي بن محمد فيضي بن الملا أحمد بابان الزهاوي. شاعر، نحى منحى الفلاسفة، من طلائع نهضة الأدب العربي في العصر الحديث، مولده ووفاته ببغداد، كان أبوه مفتياً، وبيته بيت علم ووجاهة في العراق، كردي الأصل، أجداده البابان أمراء السليمانية (شرقي كركوك) ونسبة الزهاوي إلى (زهاو) كانت إمارة مستقلة وهي اليوم من أعمال إيران، وجدته أم أبيه منها. وأول من نسب إليها من أسرته والده محمد فيضي. نظم الشعر بالعربية والفارسية في حداثته. وتقلب في مناصب مختلفة فكان من أعضاء مجلس المعارف ببغداد، ثم من أعضاء محكمة الاستئناف، ثم أستاذاً للفلسفة الإسلامية في (المدرسة الملكية) بالآستانة، وأستاذاً للآداب العربية في دار الفنون بها، فأستاذاً في مدرسة الحقوق ببغداد، فنائباً عن المنتفق في مجلس النواب العثماني، ثم نائباً عن بغداد، فرئيساً للجنة تعريب القوانين في بغداد، ثم من أعضاء مجلس الأعيان العراقي، إلى أن توفي. كتب عن نفسه: كنت في صباي أسمى (المجنون) لحركاتي غير المألوفة، وفي شبابي (الطائش) لنزعتي إلى الطرب، وفي كهولي (الجرىء) لمقاومتي الاستبداد، وفي شيخوختي (الزنديق) لمجاهرتي بآرائي الفلسفية، له مقالات في كبريات المجلات العربية. وله: (الكائنات -ط) في الفلسفة، و (الجاذبية وتعليها -ط) ، و (المجمل مما أرى-ط) ، و (أشراك الداما-خ) ، و (الدفع العام والظواهر الطبيعية والفلكية-ط) صغير، نشر تباعاً في مجلة المقتطف، و (رباعيات الخيام-ط) ترجمها شعراً ونثراً عن الفارسية. وشعره كثير يناهز عشرة آلاف بيت، منه (ديوان الزهاوي-ط) ، و (الكلم المنظوم-ط) ، و (الشذرات-ط) ، و (نزغات الشيطان-خ) وفيه شطحاتة الشعرية، و (رباعيات الزهاوي -ط) ، و (اللباب -ط) ، و (أوشال -ط) .[١]

تعريف جميل صدقي الزهاوي في ويكيبيديا

جميل صدقي بن محمد فيضي ابن الملا أحمد بابان الزهاوي (1279 هـ - 1354 هـ / 1863 - 1936 م): شاعر، من طلائع نهضة الأدب العربي في العصر الحاضر، وهو علم من أعلام الشعر العربي الحديث، ورائد من روّاد التفكير العلمي والنهج الفلسفي. مولده ووفاته ببغداد، كان أبوه مفتيها. وبيته بيت علم ووجاهة في العراق. كردي الأصل، أجداده البابانيون أمراء السليمانية، ونسبة الزهاوي إلى (زهاو) كانت إمارة مستقلة وهي اليوم من أعمال إيران، وجدته أم أبيه منها. وأول من نسب إليها من أسرته والده محمد فيضي الزهاوي.تلقى العلم على يدي أبيه مفتي بغداد، وفي مدرسته التي عُرفت بما تدرسه من العلوم الشرعية الإسلامية والأدب العربي. نظم الشعر بالعربية والفارسية في حداثته. وتقلب في مناصب مختلفة فكان من أعضاء مجلس المعارف ببغداد، ثم من أعضاء محكمة الاستئناف، ثم أستاذا للفلسفة الإسلامية في (المدرسة الملكية) بالآستانة، وأستاذا للآداب العربية في دار الفنون بها، فأستاذا للمجلة في مدرسة الحقوق ببغداد، فنائبا عن المنتفق في مجلس النواب العثماني، ثم نائبا عن بغداد، فرئيسا للجنة تعريب القوانين في بغداد، ثم من أعضاء مجلس الأعيان العراقي، إلى أن توفي.

[٢]

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي