أفلح قوم إذا دعوا وثبوا
أبيات قصيدة أفلح قوم إذا دعوا وثبوا لـ مهيار الديلمي
أَفلحَ قومٌ إذا دُعوا وَثَبُوا
لا يرهبون الأخطارَ إن ركبوا
تَسبِقُ نهْضاتُهُم عزائمَهُمْ
أن تُستشارَ العاداتُ والعُقُب
سارُون لا يسألون ما حَبَسَ ال
فجَر ولا كيف مالت الشُّهُبُ
عوّدهم هجرُهم مُطالَبةَ ال
راحةِ أن يظفَروا بما طلبوا
وخاب راضٍ بالعجز يَصبِر لل
أوزار مستسلما ويَحتسِبُ
إن فاته حظُّ غيرهِ فله
منه أغتيابٌ يشفيه أو عجبُ
لا تستريح العلى إلى سكنٍ
إلا غلاماً يريحه التعبُ
تَضمَّنَ السيرُ صدرَ حاجتِه
والثِّقتان التقريبُ الخَبَبُ
من مبلغُ البين يومَ دلَّهني
آبَ بما سرَّ بَعدَك الغَيَبُ
رُدَّ شبابي من الحسين كما
كان وعادت أيامِيَ القُشُبُ
يا قادما أُتِهمُ البشيرَ به
من فرحٍ أنَّ صِدْقَه كذِبُ
سِرتَ ونفسي تودُّ في وطني
بَعْدَك أنّ المقيمَ مغترِبُ
أحتشم البدرَ أن أراه فأل
حاظِيَ عنه بالدمع تحتجبُ
وكم تصدَّى عمداً ليخدَعَني
يَسفِر عن غيهبٍ وينتقبُ
فلم أزده على مسارقة ال
جفن ولحظٍ بالكره يُستلبُ
وعَبْرةٍ ريُّه وَحِليتُه
يُشرَبُ من مائها ويُختضَبُ
ويومِ بينٍ صَبَرْتُ قبلَك أن
يفوتَني الحزمُ فيه والأربُ
حَمَلتُهُ ثابتَ الحشا ذَكِرَ ال
قلبِ وموجُ الحُمولِ مضطرِبُ
سلوانَ أجزِى بالصدّ جانيَه
بملْك رأسي إن أظلم الغضبُ
ونظرةٍ حُلوةٍ رَدَدْتُ عن ال
بيتِ وفيه الجمالُ والحسبُ
بسُنَّة غير ما أقتضَى أدبُ ال
حبِّ حِفاظاً وللهوى أدبُ
وأنقدتُ طوعا في حبل ظالعة
تَجْنُبُني أو يقالَ مُجتنَبُ
بيضاءَ تُقلَى بُغضاً وأعهدُها
سوداءَ تُرضَى حبّاً وتُنتخبُ
صاحتْ وراءَ المزاحِ واعظةً
لا يَلتقي الأربعونَ واللعبُ
أَعدَى بها الشَّيبُ وهي واحدةٌ
ألفاً ويُعدِي الصحائحَ الجُرُبُ
يا ساكنا ثائر العزيمة م
سَّ الصِّلِّ من تحت لينِه يثبُ
قد عَلِمَ الملكُ اذ دعاك وحب
لُ الرأيِ واهٍ والشملُ منشعبُ
أنّ قلوبا غِشا تميل مع ال
دولةِ أهواؤُها وتنقلبُ
وأنّ سِرّاً متى أصطفاك له
أخلَص ما في إنائِهِ الذهَبُ
لما تجلَّى وجهُ الحِذار ولي
مَ أبنٌ على غدره وخِيفَ أبُ
رَمَى بك القصدُ سهمَ مُنجِحةٍ
يسبِقُ حِرصا حديدَه العَقِبُ
لم يَثنِ فأل الشهورِ عزمتَه
لا صَفَرٌ عائقٌ ولا رجبُ
جَرَتْ عليه أو مرّت الريح تلق
اها بوجه أديمُه كَرَبُ
فَلَيْلَةُ الحَرْىِ وهي جامدةٌ
له كيوم الجوزاءِ يلتهِبُ
سفَرتَ فيها سَفارةَ الليثِ لا
يرجعُ إلا في كفِّه الطلبُ
لسعيه ما أهمَّه الدمُ وال
حم ولكن لغيرهِ السَّلَبُ
حتى أستقامت على تأوّدها
وأنتظمتْ في رءوسِها العَذَبُ
جزاك حسنَى ما أسطاع إن وَزَنَتْ
فعلَك تلك الأقدامُ والرتبُ
أعطاك ما لم تنل يدانِ ولا أم
تدّ إلى مَطرَحِ المُنَى سببُ
وضافياتٍ تطول في مذهب ال
ملك إذا شُمِّرتْ وتَنَسحبُ
أُهْدِىَ من مُزنة السماء لها
ماءٌ ومن نور شمسها لهبُ
إذا علتْ مَنِكباً عَلاَ فعيو
نُ الدهر زُورٌ عن أفقه نُكُبُ
أوكيت رأساً منها مُوافِيَهُ
فكلُّ رأسٍ لمجدِهِ ذَنَبُ
وصافناتٍ بين المواكب كُث
بانٌ وفي الروع ضُمَّرٌ قُضُبُ
ضاقت مكانَ الخصور وأتسعتْ
أضالعاً لا تُقِلُّها الأُهَبُ
تَغِيبُ في جريها قوائمُها
فما تُرَى أذرعٌ ولا رُكَبُ
من كلِّ دهماءِ أُنسُها الليلُ تع
زوه إلى لونها وتَنتسِبُ
ثارت فطارت فخاضت الأُفُقَ ال
عُلوِيَّ تجتاحه وتنَتقبُ
فَمِنْ ثُريّاه أو مَجرّتِه
لجامُها العسجديُّ واللَّبَبُ
مواهبٌ لا يَرُبُّهُنَّ أبٌ
إلا شفيقٌ على العلا حَدِبُ
من معشرٍ لا يُجارُ مَنْ طَرَدوا
ولا يَطيبُ البقاءُ إن غضبوا
مُثْرينَ مجداً ومُقْترِينَ لُهىً
والمجدُ طَبْعٌ والمالُ مكتسَبُ
فُرسان يومِ الطعانٍ إن طَعَنوا
بالألسن المشكلاتِ أو ضَرَبوا
لا يَرجِعُونَ الكلام كَرّاً من ال
عِيِّ ولا يعرفون ما كَتبوا
دعا فؤادِي شوقي اليك على ال
بعدِ فلبّيكَ والمَدَى كَثَبُ
جواب من لا يُرام جانُبهُ
منذُ غَدَا وهو جارُك الجُنُبُ
ولا يُبالي إذا سلمتَ له
ما حَصَدتْ من نباتها الحِقَبُ
حَمَلْتَ دُنيايَ فأسترحتُ وقد
طال عناءُ الآمالِ والتعبُ
وقُمتُ مذ قادني هُداك على
مَحَجَّةٍ لا تدوسها النُّوَبُ
فليحمدنّي في كلّ قافيةٍ
تزيدُ حسنا في دُرّها الثُّقَبُ
أمسحُها فيك أو تَقِرَّ وقد
أوغل في أمّ رأسها الشغَبُ
حُلىً من المعدن الصريح إذا
غشَّ تِجارُ الأسعارِ ما جَلَبوا
تَشكُرُها الفُرْسُ في محديك لل
مَعنَى وتَرضَى لسانَها العَرَبُ
يُظهِرُ منها السرورَ حاسدُها
ضرورةَ الحقِّ وهو مكتئبُ
يُطرِبه البيتُ وهو يُحزِنُهُ
ومن أنين الحمامةِ الطَّربُ
يا آل عبد الرحيم لا تزل ال
دنيا رحىً أنتُمُ لها قُطُبُ
إن تفضُلوا الناسَ والحسينُ لكم
ومِنكُمُ فأفضلوا فلا عَجَبُ
فدَاكُمُ خاملون لو كَاثُرُوا ال
رملَ بأعدادهم لما حُسِبوا
لا يَخلُقُ العَدلُ في خلائقهم
ليناً ولا يُكْرَمُونَ إن شربوا
أخَّرَ أَقدامَهم وقدّمكم
أنّهُمُ يحسبون ما كَتَبوا
شرح ومعاني كلمات قصيدة أفلح قوم إذا دعوا وثبوا
قصيدة أفلح قوم إذا دعوا وثبوا لـ مهيار الديلمي وعدد أبياتها سبعون.
عن مهيار الديلمي
مهيار بن مرزويه، أبو الحسن الديلمي. شاعر كبير في أسلوبه قوة وفي معانيه ابتكار، قال الحر العاملي: جمع مهيار بين فصاحة العرب ومعاني العجم، وقال الزبيدي: (الديلمي) شاعر زمانه فارسي الأصل من أهل بغداد، كان منزله فيها بدرب رباح، من الكرخ، وبها وفاته. ويرى (هوار) أنه ولد في الديلم (جنوب جيلان على بحر قزوين) وأنه استخدم في بغداد للترجمة عن الفارسية. وكان مجوسياً وأسلم سنة 494هـ على يد الشريف الرضي. وتشيع وغلا في تشيعه وسب بعض الصحابة في شعره، حتى قال له أبو القاسم ابن برهان: يا مهيار انتقلت من زاوية في النار إلى أخرى فيها.[١]
تعريف مهيار الديلمي في ويكيبيديا
أبو الحسن - أو أبوالحسين - مِهيَارُ بن مروزيه الديّلمِيُّ (توفي 428 هـ / 1037 م) كاتب وشاعر فارسي الأصل، من أهل بغداد. كان منزله في بغداد بدرب رباح من الكرخ. كان مجوسياً فأسلم، ويقال إن إسلامه سنة 384 هـ كان على يد الشريف الرضي أبي الحسن محمد الموسوي وهو شيخه، وعليه تخرج في نظم الشعر، وقد وازن كثيرا من قصائده، ويقول القمي: (كان من غلمانه). قال له أبو القاسم ابن برهان: «يا مهيار قد انتقلت بأسوبك في النار من زاوية إلى زاوية»، فقال: «وكيف ذاك؟» قال: «كنت مجوسيا فصرت تسب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في شعرك». ويرى هوار أنه وُلِدَ في الدَّيلم، في جنوب جيلان، على بحر قزوين، وأنه استخدم في بغداد للترجمة عن الفارسية. كان ينعته مترجموه بالكاتب، ولعله كان من كتاب الديوان. كان شاعرا جزل القول، مقدما على أهل وقته، وله ديوان شعر كبير يدخل في أربع مجلدات، وهو رقيق الحاشية طويل النفس في قصائده. ذكره الحافظ أبو بكر الخطيب في كتابه تاريخ بغداد وأثنى عليه وقال: «كنت أراه يحضر جامع المنصور في أيام الجمعات [يعني ببغداد] ويقرأ عليه ديوان شعره ولم يقدر لي أسمع منه شيئاً». قال الحر العاملي: جمع مهيار بين فصاحة العرب ومعاني العجم.[٢]
- ↑ معجم الشعراء العرب
- ↑ مهيار الديلمي - ويكيبيديا