أفيقي أداة الظلم والشر والعمى

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة أفيقي أداة الظلم والشر والعمى لـ خلفان بن مصبح

اقتباس من قصيدة أفيقي أداة الظلم والشر والعمى لـ خلفان بن مصبح

أفيقي أداة الظلم والشر والعمى

فَشَرُّكَ في الأحشاء زاد تضرّما

دعيني يا دنيا فما فيك مأرب

يخفف لي شجوي وما فيك مغنما

أنا الناقم الزاري عليك وإن أكن

أعيش فإني سوف ألقاك مرغماً

شقاؤك يا دنيا أريني كأسه

لأشربها حتى الثمالة مغرما

فأشقى الشقا ألاّ أساقاه دفعة

بذاك وإن تبديه لي متقسماً

وما لي والآمال فيك وإنها

خداع سراب ليس يروي من الظما

غررت بها دهراً وحاولت نيلها

فلم أجن إلاّ خيبة وتندمّا

زمان تقضّى ما أمرَّ مقامه

وأشقى لياليه وأردا وأظلما

إذا ردّت الذكرى إليّ خياله

أراه أمامي كاشراً متجهماً

حقيقة هذا الكون دوماً مريرة

تجرعَّها قلبي أسى وتألما

لقد سئمت نفسي حياة تكاثفت

ظلاماً فلا أرضاً تضاء ولا سما

تحملت فيها الشر حتى عرفته

وأصبح عندي الخير والشر توأما

وما أنا بالواهي الجبان ولا الذي

من الضر والآلآم يشكو تبرما

ولكن قد ازداد المزيد وأوشكت

عرى الصبر من بعد الثبات تحطما

ولاح منار للحقيقة واضح

تغطت به الأوهام وانكشف العمى

لم يبق إلا الحبُّ يذكو أواره

بقلب أبى عنه السلوّ وأحجما

وما الحب إلا الكرب والجهد والضنى

شقاء يراه العاشقون تنعما

وهل لي عنه اليوم صبر وسلوة

وقد خالط الأحشاء مني والدما

ولو كان لي فيه الخيار لما غدا

به الفكر مشغوفاً ولا القلب مغرما

وهل يا ترى ما يبتغي الحب من فتى

براهُ فأمسى هيكلاً متهدما

تحكم فيه السقم حتى أذابه

وأعرقه إلاّ مشاشاً وأعظما

وما زال صرف الدهر يوهي حياته

إلى أن فنت تلك الحياة سوى ذُما

فيا حب صنو السقم أنت وإنني

خلعت بقائي في الوجود إليكما

حاشاة روح منكما قد تعذّبت

خذاها فإني لا أضنّ عليكما

إلى راحة الباري وغاية سيره

أحنّ ليشفيني خلاصي منكما

وأترك هذا الكون ينعى خرابه

فلست عليه آسفاً متندّما

ويا موت فيك الخير لو يعرفونه

وأنت شفاء للشفاء ومرهما

مقامك محمود وجهدك راحة

وكأسك تروي المرء من علة الظما

شرح ومعاني كلمات قصيدة أفيقي أداة الظلم والشر والعمى

قصيدة أفيقي أداة الظلم والشر والعمى لـ خلفان بن مصبح وعدد أبياتها ثمانية و عشرون.

عن خلفان بن مصبح

خلفان بن مصبح بن خلفان الشويهي. شاعر إماراتي، من سكان الشارقة، ولد في منطقة الحيرة من أعمال الشارقة، قتل أبوه وهو لم يكمل الخامسة، فكفله جده لأمه عبيد بن حمد الشامسي فأحسن كفالته، فتلقى تعليمه في أحد كتاتيب المدينة، ثم رحل قاصداً رأس الخيمة برفقة شيخه مشعان بن ناصر لمساعدته في التدريس، ثم عاد إلى مدينته ليتابع تحصيله العلمي عبر قراءة كل ما يقع بين يديه من كتب، فقد كان متقد الذكاء، حاضر البديهة، واسع الاطلاع، وكان يقرأ أحاديث الرسول عليه السلام للصبيان، وينشد الأشعار في مجالس الرجال فقد كان مغرماً بحفظ أشعار العرب ومطالعة أمهات كتب الأدب شعراً ونثراً، ونظم الشعر مبكراً، وعمل في التجارة مع جده، فسافر إلى الهند ومسقط وعدن، وكان يخرج للغوص خلال فصل الصيف، وفي إحدى رحلات الغوص وقع على ظهره فأصيب بمرض في عظام ظهره لازمه إلى أن مات به.[١]

  1. معجم الشعراء العرب

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي