أفيما خلا من سالف العيش تدكر

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة أفيما خلا من سالف العيش تدكر لـ الحطيئة

اقتباس من قصيدة أفيما خلا من سالف العيش تدكر لـ الحطيئة

أَفيما خَلا مِن سالِفِ العَيشِ تَدَّكِر

أَحاديثَ لا يُنسيكَها الشَيبُ وَالعُمُر

طَرِبتَ إِلى مَن لا تُؤاتيكَ دارُهُ

وَمَن هُوَ ناءٍ وَالصَبابَةُ قَد تَضُر

إِلى طَفلَةِ الأَطرافِ زَيَّنَ جيدَها

مَعا الحَليِ وَالطيبِ المَجاسِدُ وَالخُمُر

مِنَ البيضِ كَالغِزلانِ وَالغُرِّ كَالدُمى

حِسانٌ عَلَيهِنَّ المَعاطِفُ وَالأُزُر

تَرى الزَعفَرانَ الوَردَ فيهِنَّ شامِلاً

وَإِن شِئنَ مِسكاً خالِصاً ريحُهُ ذَفِر

عَليلاً عَلى لَبّاتِ بيضٍ كَأَنَّها

بَناتُ المَلا مِنها المَقاليتُ وَالنُزُر

بَني عَمَّنا إِنَّ الرِكابَ بِأَهلِها

إِذا سائَها المَولى تَروحُ وَتَبتَكِر

بَني عَمَّنا ما أَسرَعَ اللَومَ مِنكُمُ

إِلَينا وَلا نَبغي عَلَيكُم وَلا نَجُر

وَنَشرَبُ رَنقَ الماءِ مِن دونِ سُخطِكُم

وَلا يَستَوي الصافي مِنَ الماءِ وَالكَدِر

غَضِبتُم عَلَينا أَن قَتَلنا بِخالِدٍ

بَني مالِكٍ ها إِنَّ ذا غَضَبٌ مُطِر

وَكُنّا إِذا دارَت عَلَيكُم عَظيمَةٌ

نَهَضنا فَلَم يَنهَض ضِعافٌ وَلا ضُجُر

وَنَحنُ إِذا ما الخَيلُ جاءَت كَأَنَّها

جَرادٌ زَفَت أَعجازَهُ الريحُ مُنتَشِر

إِذا الخَفِراتُ البيضُ أَبدَت خِدامَها

وَقامَت فَزالَت عَن مَعاقِدِها الأُزُر

نُحامي وَراءَ السَبيِ مِنكُم كَما حَمَت

أُسودٌ ضَوارٍ حَولَ أَشبالِها هُصُر

عَلى كُلِّ مَحبوكِ المَراكِلِ سابِحٍ

إِذا أُشرِعَت لِلمَوتِ خَطِّيَةٌ سُمُر

مَطاعينُ في الهَيجاءِ بيضٌ وُجوهُهُم

إِذا ضَجَّ أَهلُ الرَوعِ ساروا وَهُم وُقُر

فَأَمّا بِجادٌ رَهطُ جَحشٍ فَإِنَّهُم

عَلى النائِباتِ لا كِرامٌ وَلا صُبُر

إِذا نَهَضَت يَوماً بِجادٌ إِلى العُلى

أَبى الناشِئُ المَوهونُ وَالأَشمَطُ الغُمُر

تُدَرّونَ إِن شُدَّ العِصابُ عَلَيكُمُ

وَنَأبى إِذا شُدَّ العِصابُ فَلا نَدُر

نَعامٌ إِذا ما صيحَ في حَجَراتِكُم

وَأَنتُم إِذا لَم تَسمَعوا صارِخاً دُثُر

تَرى اللُؤمَ مِنهُم في رِقابٍ كَأَنَّها

رِقابُ ضِباعٍ فَوقَ آذانِها الغَفَر

إِذا طَلَعَت أولى المُغيرَةِ قَوَّموا

كَما قَوَّمَت نيبٌ مُخَزَّمَةٌ زُجُر

أَرى قَومَنا لا يَغفِرونَ ذُنوبَنا

وَنَحنُ إِذا ما أَذنَبوا لَهُمُ غُفُر

وَنَحنُ إِذا جَبَّبتُمُ عَن نِسائِكُم

كَما جَبَّبَت مِن عِندِ أَولادِها الحُمُر

عَطَفنا العِتاقَ الجُردَ خَلفَ نِسائِكُم

هِيَ الخَيلُ مَسقاها زُبالَةُ أَو يُسُر

يَجُلنَ بِفِتيانِ الوَغى بِأَكُفِّهِم

رُدَينِيَّةٌ سُمرٌ أَسِنَّتُها حُمرُ

إِذا أَجحَفَت بِالناسِ شَهباءُ صَعبَةٌ

لَها حَرجَفٌ مِمّا يَقِلُّ بِهِ القُتُر

نَصَبنا وَكانَ المَجدُ مِنّا سَجِيَّةً

قُدوراً وَقَد تَشقى بِأَسيافِنا الجُزُر

وَمِنّا المُحامي مِن وَراءِ ذِمارِكُم

وَنَمنَعُ أُخراكُم إِذا ضُيِّعَ الدُبُر

شرح ومعاني كلمات قصيدة أفيما خلا من سالف العيش تدكر

قصيدة أفيما خلا من سالف العيش تدكر لـ الحطيئة وعدد أبياتها تسعة و عشرون.

عن الحطيئة

جرول بن أوس بن مالك العبسي، أبو ملكية. شاعر مخضرم أدرك الجاهلية والإسلام. كان هجاءاً عنيفاً، لم يكد يسلم من لسانه أحد، وهجا أمه وأباه ونفسه. وأكثر من هجاء الزبرقان بن بدر، فشكاه إلى عمر بن الخطاب، فسجنه عمر بالمدينة، فاستعطفه بأبيات، فأخرجه ونهاه عن هجاء الناس.[١]

تعريف الحطيئة في ويكيبيديا

أبو مُلَيْكة جرول بن أوس بن مالك العبسي المشهور بـ الحطيئة. شاعر مخضرم أدرك الجاهلية وأسلم في زمن أبي بكر. ولد لدى بني عبس من أَمةٍ اسمها (الضراء) دعِيًّا لا يُعرفُ له نسب فشبّ محروما مظلوما، لا يجد مددا من أهله ولا سندا من قومه فاضطر إلى قرض الشعر يجلب به القوت، ويدفع به العدوان، وينقم به لنفسه من بيئةٍ ظلمته، ولعل هذا هو السبب في أنه اشتد في هجاء الناس، ولم يكن يسلم أحد من لسانه فقد هجا أمّه وأباه حتى إنّه هجا نفسه.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. الحُطَيئَة - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي