أفي القمة السكرى بخمر الأداهر

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة أفي القمة السكرى بخمر الأداهر لـ صالح الشرنوبي

اقتباس من قصيدة أفي القمة السكرى بخمر الأداهر لـ صالح الشرنوبي

أفي القمّة السكرى بخمر الأداهر

تعيشين أم في فكرتي وخواطري

وفي الواحة السجواء من مهمه الرؤى

تهيمين أم في خافقي ونواظري

تطوفين بي روحا غريبا بكفه

بقايا رفات من هشيم أزاهري

وتسرين في وهمي خيالا مشردا

تطارحه النجوى لحون مزاهري

وصوتك في آفاق فكري كأنه

صدى آهة مذبوحة في الحناجر

إذا همتُ في الشطآن أنشد سلوة

لدى الموج ردّ الموج ضحكة ساخر

وإن غنّت الأمواج خلت غناءها

أنين اليتامى أو نشيج الحرائر

وإن ومضت أصدافها كان ومضها

لظى جمرة حمراء تغلى بناظري

وإن مرت الأنسام تهفو حسبتها

من المس أنفاسا بجوف المساعر

وإن أرعشت جفنيّ تهويمة الكرى

تراءيت جرحا ساهدا في محاجري

وإن ذهلت عني تهاويل شقوتي

تحايلت حتى لا أفيق لسامري

وإن راودت قلبي الأماني تمثلت

له مدية خرقاء في كفّ جازر

وإن قلت إن العيش غنوة ضاحك

وأقبلت أحدو البشر نحو المعاصر

وأترعت كأسي والأخلّاء طاقة

من الزهر غذّتها أكف المواطر

وخلّفت دنيا الناس واهتز خافقي

حنينا إلى دنيا السرور المباكر

وذابت أهازيج النشاوى بمسمعي

وهوّمت الأرواح حول السوامر

وغمغمت الأشباح تتلو على الدنى

حديث الليالي والقرون الغوابر

ودوّمت عيني طائر هيض عشه

وأحرق جنينه لهيب الهواجر

ونادمت نجم الأفق وهو مصفّد

أسير براحات القضاء الدوائر

طرقت على الليل وهو مفازتي

وحجّبت عني النجم وهو مسامري

وفزعت أحلامي وأنسيتني غدى

وزدت فغلفت الظلام بحاضري

وألقيت في صمتي هزيم رواعد

وذوّبت في جفني تميمة ساحر

فأطرق والدنيا تدور على رحى

من الفكر والهم المقيم بخاطري

يسائلني صحبي وسمعي مجنّحٌ

تلقّنُه الأشاح همس الضمائر

وفي مقلتي دمع الغريب وفي فمي

عتاب إلى قلب الجدود والعواثر

وملء حنايا الصدر آهات ضارع

وملء شغاف القلب زفرات حائر

كأنك في عيني سهوم وفي دمي

رجوم وفي سمعي أنين الأعاصر

ملأت وجودي كله وأنا الذي

يعيش على الأحلام عيش المقامر

فلا أمنياتي في هواي حقيقة

ولا أنا عن نجواي يوماً بصابر

ولا أنت يا ذكرى الحبيب رحيمة

بقلب جريح في الرزايا مغامر

كأنك ألهمت النكال براحتي

ولقّنت حب الظلم من روح هاجري

ظننتك في قرب الحبيب خرافة

يلفقُها صرعى الغرام المخامر

وفي بعده أوّاه من نار بعده

تجرّعت يا ذكرى حميم المجامر

وما كان في أحلام عمري خرافةً

سوى أملي في حانيات المقادر

فليت حداة الموت يحدون موكبي

إلى جدثى المقرور بين المقابر

فما فرحى بالعيش وهو قصيدة

مهلهلة الأوزان ليست لشاعر

ومن صوّحت من عمره واحة المنى

فليس لصحراء الحياة بذاكر

شرح ومعاني كلمات قصيدة أفي القمة السكرى بخمر الأداهر

قصيدة أفي القمة السكرى بخمر الأداهر لـ صالح الشرنوبي وعدد أبياتها سبعة و ثلاثون.

عن صالح الشرنوبي

صالح بن علي الشرنوبي المصري. شاعر حسن التصوير، مرهف الحس، من أهل بلطيم بمصر، ولد ونشأ بها. دخل المعهد الديني بدسوق، فمعهد القاهرة، فالمعهد الأحمدي بطنطا، ثم كلية الشريعة، فكلية دار العلوم. ودرّس في مدرسة سان جورج بالقاهرة، ونشر بعض شعره في مجلات الإذاعة والرسالة والثقافة وجريدتي الأهرام والمصري، وعمل في جريدة الأهرام. ذهب إلى بلطيم ليقضي أيام عيد الأضحى مع أهله، فقضى نحبه منتحراً. له اثنا عشر ديواناً في كراريس صغيرة، منها مجموعة أسماها (نشيد الصفا -ط) .[١]

تعريف صالح الشرنوبي في ويكيبيديا

صالح علي شرنوبي (1924م - 1951م / 1370 هـ)، ولد في 26 مايو 1924 بمدينة بلطيم بمحافظة كفر الشيخ. حفظ القرآن الكريم وعمره 10 سنوات. درس بمعهد دسوق الديني وحصل على الابتدائية من معهد القاهرة عام 1939م. حصل على الثانوية الأزهرية من المعهد الأحمدي بطنطا عام 1947م. فشل في الالتحاق بدار العلوم بعد أن اجتاز الامتحان التحريري. التحق بكلية أصول الدين ثم هجرها بعد سبعة أشهر من الدراسة. بعد عام من تركه كلية أصول الدين عاد إلى بلطيم ليعمل مدرسا بالمدرسة الابتدائية. ترك بلطيم إلى القاهرة. كتب قصائد الشك والحزن والحرمان والموت وهو مقيم بحجرة الدجاج على سطح أحد المنازل، أو وهو ملتجئ ـ بعد أن طردته صاحبة البيت لعجزه عن دفع الإيجار - إلى مغارة بجبل المقطم، أو وهو مقيم في بدروم تحت الأرض يخيل إلى داخله أنه يستنشق هواء قد سبق تنفسه حسب تعبير الدكتور عبد الحي دياب. عمل مدرسا بمدرسة أجنبية للبنات هي مدرسة «سان جورج» لكنه فصل منها لكثرة تخلفه وعدم التزامه بمواعيد الحضور والانصراف. مرة ثانية حاول الالتحاق بكلية دار العلوم ليلقى نفس النتيجة التي لقيها عام 1947 م. التحق بكلية الشريعة، ولكنه سرعان ما هجرها لنفس الأسباب التي هجر بها كلية أصول الدين. تعرف على الممثلين والممثلات وكتب أغنيات بعض الأفلام، كما أنه عرف وذاق كل خصائص عالم الفن إلى درجة التخمة. علم كامل الشناوي بمأساة الشاعر صالح الشرنوبي فعينه مصححا في جريدة (الأهرام) لتظل الماساة قائمة نتيجة لنمط الحياة التي قد استغرقت هذا الشاعر. في إجازة عيد الأضحى عاد الشاعر إلى بلطيم لتكون النهاية الحزينة، ولتشيع بلطيم شاعرها إلى مثواه الاخير يوم 17 سبتمبر 1951 م الموافق 15 من ذي الحجة 1370 هجرية. خلف صالح الشرنوبي عدة دواوين وبعض الأزجال والقصص القصيرة والمسرحيات، وقصائد النثر والشعر الحر جمعت كلها في مطبوع ضخم (675 صفحة) في سلسلة «من تراثنا» مع مقدمة للدكتور عبد الحي دياب[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. صالح الشرنوبي - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي