أفي كل دار لي عدو أصاوله

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة أفي كل دار لي عدو أصاوله لـ ابن المقرب العيوني

اقتباس من قصيدة أفي كل دار لي عدو أصاوله لـ ابن المقرب العيوني

أَفي كُلِّ دارٍ لي عَدُوٌّ أُصاوِلُه

وَخَصمٌ عَلى طُولِ اللَيالي أُزاوِلُه

وَطاوٍ عَلى بَغضايَ تَصرُفُ نابُهُ

عَلَيَّ وَبِالشَحناءِ تَغلي مَراجِلُه

كَأَنَّ أَباهُ كانَ قاتِلَهُ أَبي

وَها أَنا إِن أَوفى بيَ العُمرُ قاتِلُه

دَعُوني وَأَرضَ اللَهِ فَهيَ عَريضَةٌ

فإِن يَفلُلِ العَزمُ الَّذي أَنا حامِلُه

سَتَشهَدُ لي بِالسَيرِ في كُلِّ مَهمَهٍ

أَواخِرُ لَيلي إِن أَعِش وَأَوائِلُه

سَئِمتُ مُداراةَ اللَيالي وَغَرَّني

صَديقٌ أُصافيهِ وَخِلٌّ أُواصِلُه

وَضِقتُ ذِراعاً باِبنِ عَمٍّ مُحَبَّبٍ

إِلَيَّ وَإِن لَم تَسقِ أَرضي مَخاثِلُه

فَكَم لَيلَةٍ عَلَّلتُ نَفسي بِذِكرِهِ

وَسَكَّنتُ قَلبي فَاِطمَأَنَّت بَلابِلُه

فَلَمّا اِلتَقَينا كانَ حَظّي جَفاؤُهُ

وَكانَ لِغَيري بِرُّهُ وَنَوافِلُه

وَلَم أَسَتشِر قَلبي عَلى بَتِّ حَبلِهِ

مِنَ اليَأسِ إِلّا كادَ لُبّي يُزايِلُه

حُنُوّاً عَلَيهِ وَاِنتِظاراً لَعَلَّهُ

يُريعَ فَتُعصى في اِصطِناعي عَواذِلُه

وَإِنّي مَعَ الغَبنِ الَّذي يَرمضُ الحَشا

لأَحمي وَأَرمي دُونَهُ مَن يُناضِلُه

وَأُظهِرُ للأَقوامِ أَنّي بِقُربِهِ

مَليكٌ يُرَجّى رِفدُهُ وَفَواضِلُه

وَإِن ذَكَروهُ في النَدى قُلتُ ماجِدٌ

وَهوبٌ لِجُلِّ المالِ حُلوٌ شَمائِلُه

وَعَنَّفَني في قَصدِهِ وَاِصطِفائِهِ

رِجالٌ وَفي النَظمِ الَّذي أَنا قائِلُه

وَقالوا أَلَيسَ الماءُ يَعرِفُ طَعمَهُ

بِأَوَّلَ سِجلٍ مُرتَويهِ وَناهِلُه

وَأَنتَ فَقَد جَرَّبتَ كُلَّ مُجَرَّبٍ

وَطاوَلتَ ما لا كانَ خَلقٌ يُطاوِلُه

وَقُلتَ فَأَحسَنتَ المَقالَ وَلَم تَدَع

لِمُبتَدِعِ الأَشعارِ مَعنىً يُحاوِلُه

وَقُمتَ مَقاماً لَو يُقامُ لِغَيرِهِ

لَقالَ اِرتياحاً أَحسُن البِرِّ عاجِلُه

فَدَع عَنكَ مَولىً لا يُفيدُكَ قُربُهُ

وَذُمَّ اِبنَ عَمٍّ لا يَعُمُّكَ نائِلُه

وَهَل يَنفَعُ النَجدِيّ غَيمٌ لِأَرضِهِ

صَواعِقُهُ العُظمى وَلِلغَورِ وابِلُه

فَقُلتُ رُوَيداً إِنَّهُ اِبنُ مُحمَّدٍ

وَإِن ساءَني إِعراضُهُ وَتَغافُلُه

وَإِنّي لَأَرجُو وَليَةً مِن غَمامِهِ

بِها يَمرَعُ الوَادي وَيَخضَرُّ باقِلُه

أَقولُ لِرَهطٍ مِن سُراةِ بَني أَبي

وَدَمعُ المَآقي قَد تَداعَت حَوافِلُه

إِلى مَ بَني الأَعمامِ نُغضي عَلى القَذى

وَنُكثِرُ لَيّانَ العُلى وَنُماطِلُه

هَلِ الشَرُّ إِلّا ما تَرونَ وَرُبَّما

تَعَدّى فَأَنسى عاجِلَ الشَرِّ آجِلُه

وَهَل يَحمِلُ العَزمَ الثَقيلَ أَخُو العُلى

وَيَضعُف عَن حَملِ الظُلامَةِ كاهِلُه

وَما بَعدَ سَلبِ المالِ وَالعِزِّ فَاِعلَمُوا

مُقامٌ وَزادُ المَرءِ لا بُدَّ آكِلُه

وَلا بَعدَ تَحكيمِ العِدى في نُفوسِنا

وَأَموالِنا شَيءٌ مِنَ الخَيرِ نَأمُلُه

أَطاعَت بِنا إِخوانُنا كُلَّ كاشِحٍ

خَبيثِ الطَوايا يُشبِهُ الحَقَّ باطِلُه

وَجازَ عَلَيهِم قَولُ مَن قالَ إِنَّنا

عَدُوٌّ مَعَ الإِمكانِ تُخشى غَوائِلُه

فَأَينَ عُقولُ القَومِ إِذ يَقبَلونَهُ

فَما يَستوي مَنقوصُ عَقلٍ وَكامِلُه

أَنَحنُ بَنَينا العِزَّ أَم كانَ غَيرُنا

بَناهُ وَشَرُّ الناسِ مَن خابَ عامِلُه

وَهَل كانَ عَبدُ اللَهِ والِدَ مَعشَرٍ

سِوانا فَيُستَصفى وَتَمشي وَسائِلُه

فَأُقسِمُ ما هَذا لِخَيرٍ وَإِنَّهُ

لَأَوَّلُ ما الأَمرُ المُقَدَّرُ فاعِلُه

وَمَن يَستَمِع في قَومِهِ قَولَ كاشِحٍ

أُصيبَت كَما شاءَ المُعادي مَقاتِلُه

وَما كُلُّ مَن يُبدي المَوَدَّةَ ناصِحٌ

كَما لَيسَ كُلُّ البَرقِ يَصدُقُ خائِلُه

وَقَد يُظهِرُ المَقهُورُ أَقصى مَوَدَّةٍ

وَأَوهاقُهُ مَبثُوثَةٌ وَمَناجِلُه

وَمَن لَم يُقابِل بِالجَلالَةِ قَومَهُ

أَتاهُ مِنَ الأَعداءِ ما لا يُقابِلُه

وَمَن لَم يُبِح زُرقَ الأَسِنَّةِ لَحمَهُ

أُبيحَ حِماهُ وَاِستُرِقَّت حَلائِلُه

وَمَن لَم يُدَبِّر أَمرَهُ ذُو بَصيرَةٍ

شَفيقٌ بَكَتهُ عَن قَريبٍ ثَواكِلُه

وَكَم مِن هُمامٍ ضَيَّعَ الحَزمَ فَاِلتَقَت

عَلَيهِ عِداهُ بِالرَدى وَدخائِلُه

وَما المَرءُ إِلّا عَقلُهُ وَلِسانُهُ

إِذا قالَ لا أَبرادُهُ وَغَلائِلُه

فَقُومُوا بِعَزمٍ وَاِجعَلُوني مُقَدَّماً

فَأَيُّ حُسامٍ لَم تُرَصَّع حَمائِلُه

وَسِيرُوا عَلى طَيرِ الفَلاحِ فَقَد أَرى

رَسُولَ الجَلا وافى وَقامَت دَلائِلُه

فَإِنّي كَفيلٌ بِالخَرابِ لِبَلدَةٍ

يُراعى بِها مِن كُلِّ حَيٍّ أَراذِلُه

وَمِن ضَعفِ رَأي المَرءِ إِكرامُ ناهِقٍ

وَقَد ماتَ هزلاً في الأَواخِيِّ صاهِلُه

وَمَن ضَيَّعَ السَيفَ اِتِّكالاً عَلى العَصى

شَكى وَقعَ حَدِّ السَيفِ مِمّن يُنازِلُه

وَلَيسَ يَزينُ الرُمحَ إِلّا سِنانُهُ

كَما لا يَزينُ الكَفَّ إِلّا أَنامِلُه

فَإِن تَرفُضوا نُصحي فَما أَنا فيكُمُ

بِأَوَّلِ مَيمُونٍ عَصَتهُ قَبائِلُه

سَأُمضي عَلى الأَيّامِ عَزمي وَإِن أَبَت

لَأَظفَرَ مِنها بِالَّذي أَنا آمِلُه

فَإِنَّ بِقُربي مِن رِجالي مُتَوَّجاً

تُواصِلُ أَسبابَ العُلى مَن يُواصِلُه

مَنيعُ الحِمى لا يُذعِرُ القَومُ سَرحَهُ

وَلا يَمنَعُ الأَعداءُ شَيئاً يُحاوِلُه

إِلَيكَ عِمادَ الدّينِ عِقدُ جَواهِرٍ

تَناهى فَما يُؤتى بِعقدٍ يُشاكِلُه

فَقَد كُنتُ قَد عِفتُ القَريضَ زَهادَةً

بِمُستامِهِ إِذ يُرخِصُ الدُرَّ جاهِلُه

وَأَكبَرتُ نَفسي عَن مَديحي مُذَمَّماً

بِكُلِّ قَبيحٍ بَشَّرتنا قَوابِلُه

وَلَولاكَ لَم أَنبِس بِبَيتٍ وَلَو طَمى

مِنَ الشِعرِ بَحرٌ يَردفُ المَوجَ ساحِلُه

وَلَكِنَّ لي فيكُم هَوىً وَقَرابَةً

تُحَرِّكُني وَالرَحمُ يُحمَدُ واصِلُه

وَإِنّي لَأَشنا المَدحَ في غَيرِ سَيِّدٍ

أَبُوهُ أَبي لَو زاحَمَ النَجمَ كاهِلُه

فَلا زِلتَ كَهلاً لِلعَشيرَةِ يُلتَجى

إِلَيهِ إِذا ما الدَهرُ عَمَّت زَلازِلُه

شرح ومعاني كلمات قصيدة أفي كل دار لي عدو أصاوله

قصيدة أفي كل دار لي عدو أصاوله لـ ابن المقرب العيوني وعدد أبياتها ستون.

عن ابن المقرب العيوني

علي بن المقرب من منصور بن المقرب بن الحسن بن عزيز بن ضبّار الربعي العيوني جمال الدين أبو عبد الله. شاعر مجيد، من بيت إمارة، نسبته إلى العيون (موضع بالبحرين) وهو من أهل الأحساء في السعودية، أضطهده أميرها أبو المنصور علي بن عبد الله بن علي وكان من أقاربه، فأخذ أمواله وسجنه مدة. ثم أفرج عنه فأقام على مضض، ورحل إلى العراق، فمكث في بغداد أشهراً، وعاد فنزل هجر ثم في القطيف، واستقر ثانية في الأحساء محاولاً استرداد أمواله وأملاكه ولم يفلح. وزار الموصل سنة 617هـ، للقاء الملك الأشرف ابن العادل، فلما وصلها كان الأشرف قد برحها لمحاربة الإفرنج في دمياط. واجتمع به في الموصل ياقوت الحموي، وروى عنه بيتين من شعره، وذكر أنه مدح بالموصل بدر الدين - لؤلؤاً - وغيره من الأعيان، ونفق فأرقدوه وأكرموه. وعاد بعد ذلك إلى البحرين فتوفي فيها أو ببلدة طيوي من عُمان.[١]

تعريف ابن المقرب العيوني في ويكيبيديا

علي بن المقرّب العيوني شاعر من أهل الأحساء، توفي عام 630 هـ (1232م)، وهو من أواخر من يعرف من الشعراء المختصّين بنظم الشعر الفصيح بين أهل الجزيرة العربية قبل العصر الحديث. يرجع بنسبه إلى العيونيين من عبد القيس، الذين حكموا الأحساء في تلك الفترة بعد انتزاعها من القرامطة. وهو شاعر الدولة العيونية، ويعتبر ديوانه والشروحات التي أرفقت به من أهم المصادر حول تاريخ تلك الدولة. وقد تم تحقيق ديوانه الشعري عدة مرات من قبل عدد من الباحثين منهم أحمد موسى الخطيب وحديثا تحقيق وشرح ديوان ابن المقرب من قبل ثلاثة باحثين (عبد الخالق الجنبي، وعبد الغني العرفات، وعلي البيك).[٢]

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي