أقام بدار الخفض راض بحظه

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة أقام بدار الخفض راض بحظه لـ الجاحظ

اقتباس من قصيدة أقام بدار الخفض راض بحظه لـ الجاحظ

أَقامَ بِدارِ الخَفضِ راضٍ بِحَظِّهِ

وَذو الحِرصِ يَسري حَيثُ لا أَحَدَ يَسري

يَظُنُّ الرِضا بِالقَسَمِ شَيئاً مَهونا

وَدونَ الرِضا كَأسٌ أَمَر مِنَ الصَبرِ

جَزَعتَ فَلَم أَعتَب فَلَو كُنتَ ذا حَجا

لَقَنَعتَ نَفسي بِالقَليلِ مِنَ الوَفرِ

أَظُنُّ غَبِيُّ القَومِ أَرغَدُ عيشَة

وَأَجذَلُ في حالِ اليَسارَة وَالعُسرِ

تَمُرُّ بِهِ الأَحداثُ تَرعَدُ مَرَّة

وَتَبرُقُ أُخرى بِالخُطوبِ وَما يَدري

سَواءٌ عَلى الأَيّامِ صاحِبُ حِنكَةٍ

وَآخَرَ كابَ لا يَريشُ وَلا يَبري

فَلَو شاءَ رَبّي لَم أَكُن ذا حَفيظَة

طَلوباً لِغاياتِ المَكارِمِ وَالفَخرِ

خَضَعتُ لِبَعضِ القَومِ أَرجو نَوالَهُ

وَقَد كُنتُ لا أَعطي الدَنِيَّةِ بِالقَر

فَلَمّا رَأَيتُ المَرءَ يَبذُلُ بِشَرِّهِ

وَيَجعَلُ حُسنَ البَشَرِ واقِيَة التَبرِ

رَبَعتُ عَلى ظِلعي وَراجَعتُ مَنزِلي

فَصِرتُ حَليفاً لِلدِّراسَةِ وَالفِكرِ

وَشاوَرتُ اِخواني فَقالَ حَكيمُهُم

عَلَيكَ الفَتى المَري ذا الخَلقِ الغَمرِ

فَتى لَم يَقِف في الدَهرِ مَوقِفِ ظَنَّة

فَيَحتاجُ فيهِ لِلتَّنَصُّلِ وَالعُذرِ

أَعيذُكَ بِالرَحمنِ مِن قَولِ شامِتٍ

أَبو الفَرَجِ المَأمولِ يَزهَدُ في عَمرو

وَلَو كانَ فيهِ راغِباً لَرَأَيتَهُ

كَما كانَ دَهراً في الرَخاءِ وَفي اليُسرِ

أَتَرضى فَدَتكَ اليَومَ نَفسي وَأُسرَتي

بِتَأَخُّرِ أَرزاقي وَأَنتَ تَلي أَمري

أَلا يا فَتى الكِتابَ وَالعَسكَرِ الَّذي

تَأَزَّرَ بِالحُسنى وَأَيَّدَ بِالنَصرِ

أَخافُ عَلَيكَ العَينَ أَو نَفسُ وامِق

وَذو الوُدِّ مَنخوبُ الفُوادِ مِنَ الذُعرِ

وَعَهدي بِهِ وَاللَهِ يُرشِدُ أَمرَهُ

وَيَحفَظَهُ في القاطِنينَ وَفي السَفَر

مَطلاً عَلى التَدبيرِ ما يَستَفِزُّهُ

مَكايِدُ مُحتالٍ عَقارِبُهُ تَسري

بِرَأيٍ يَزيلُ الطودَ مِن مُستَقَرِّهِ

وَأَوضَحَ عِندَ الخَصمِ مِن وَضَحِ الفَجرِ

وَعَزمُ كَغَربِ المَشرَفي مُصَمِّمُ

وَقَلبٌ رَبيطُ الجَأشِ مُنثَلِجِ الصَدرِ

فَيا اِبنَ نَجاحِ أَنجَحَ اللَهُ سَعيَكُم

وَأَيَّدَكُم بِالنَصرِ وَالعَدَدِ الدَثرِ

قَعَدتُ فَلَم أَطلُب وَجِلتُ فَلَم أَصُب

خَليلاً يُواسيني وَيَرغَبُ في شُكري

وَإِن أَخفَقتُ كَفّي وَقَد عَلَّقتَكُم

فَقَد قالَ رَأيي وَاِستَنَمتُ إِلى شِعري

أَعيدُكَ بِالرَحمنِ أَن تَشَمَّت العُدى

فَلِلفَقرِ خَيرٌ مِن شَماتَةِ ذي الغَمرِ

فَإِن تَرعَ وُدّي بِالقُبولِ فَأَهلَهُ

وَلا يَعرِفُ الأَقدارَ غَيرَ ذَوي القَدرِ

وَحَسبُكَ بي إِن شِئتَ وُدّاً وَخِلَّة

وَحَسبُكَ بي يَومَ النَزاهَةِ وَالصَبرِ

أَلا رُبَّ شُكرٍ دائِرِ الرَسمِ دارِس

وَشُكرٍ كَنَقشِ الحَميرِيَّةِ في الصَخرِ

شرح ومعاني كلمات قصيدة أقام بدار الخفض راض بحظه

قصيدة أقام بدار الخفض راض بحظه لـ الجاحظ وعدد أبياتها ثمانية و عشرون.

عن الجاحظ

عمرو بن بحر بن محبوب الكناني (ولاءً) الليثي أبو عثمان. كبير أئمة الأدب، ورئيس الفرقة الجاحظية من المعتزلة، مولده ووفاته بالبصرة فلج في آخر عمره. وكان مشوه الخلقة، مات والكتاب على صدره، قتلته مجلدات وقعت عليه. ولأبي حيان التوحيدي كتاب في أخباره سماه (تقريظ الجاحظ) اطلع عليه ياقوت وجمع محمد جبار المعيبد العراقي ما ظفر به متفرقاً من شعره في (رسالة - ط) . له تصانيف كثيرة منها: (الحيوان - ط) أربعة مجلدات، (البيان والتبيين -ط) ، (سحر البيان - ط) ، و (التاج - ط) ويسمى أخلاق الملوك، (والبخلاء -ط) وغيره الكثير.[١]

تعريف الجاحظ في ويكيبيديا

أبو عُثْمان عُمَرُو بن بَحر بن مَحْبُوبٌ بن فَزارَة اللَّيْثِيّ الْكِنَانِيّ الْبَصَرِيّ المعروف بالْجَاحِظ (159 هـ-255 هـ) أديب عربي كان من كبار أئمة الأدب في العصر العباسي، ولد في البصرة وتوفي فيها. وفي رسالة الجاحظ التي اشتهرت عنه مدح فيها نفسه حيث قال: «أنا رجل من بني كنانة، وللخلافة قرابة، ولي فيها شفعة، وهم بعد جنس وعصبة» كان ثمة نتوء واضحٌ في حدقتيه فلقب بالحدقي ولكنَّ اللقب الذي التصق به أكثر وبه طارت شهرته في الآفاق هو الجاحظ. عمّر الجاحظ نحو تسعين عامًا وترك كتبًا كثيرة يصعب عدها، وإن كان البيان والتبيين وكتاب الحيوان والبخلاء والمحاسن والأضداد أشهر هذه الكتب، كتب في علم الكلام والأدب والسياسة والتاريخ والأخلاق والنبات والحيوان والصناعة وغيرها. «الفلسفة هي أداة الضمائر وآلة الخواطر ونتائج العقل وأداة لمعرفة الأجناس والعناصر وعلم الأعراض والجواهر وعلل الأشخاص والصور واختلاف الأخلاق والطبائع والسجايا والغرائز.» قال ابن خلدون عند الكلام على علم الأدب: «وسمعنا من شيوخنا في مجالس التعليم أن أصول هذا الفن وأركانه أربعة كتب هي : أدب الكاتب لابن قتيبة، كتاب الكامل للمبرد، كتاب البيان والتبيين للجاحظ، وكتاب الأمالي لأبي علي القالي، وما سوى هذه الأربعة فتبع لها وفروع منها.»[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. الجاحظ - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي