أقام على شط الجزيرة مفردا
أبيات قصيدة أقام على شط الجزيرة مفردا لـ فخري أبو السعود

أَقامَ عَلى شَط الجَزيرة مُفرَدا
وَرانَت عَلَيهِ وَحشَة وَسُكون
عَلى الصَخرة الصَماء يَصخَب دُونَهُ
مِن اليم لج زاخر وَمُتون
مغب بجيش الشَرق وَالغَرب حَولَهُ
صموت عَلى كر العُصور مُبين
بِهِ صُدفة عَما يَرى في زَمانه
وَفيهِ إِلى ماض الزَمان حَنين
تَغَيَرَت الدُنيا وَباد قَبيله
وَغَيرَه دَهر مَضى وَقُرون
وَقُطب لَما أَنكَر العَصر حَولَه
وَسارَت بِما لا يَشتَهيه شئون
وَأَنكَر خَيلاً حَولَهُ وَأَعاجِما
تَقر لَهُم تِلكَ الربا وَتُدين
تعطل مِن بَعد اِعتِصام وَمنعة
أَسير بِأَيدي الغالِبين رَهين
وَكانَ يَصون القَوم فاِرتَد أَعزَلا
وَأَصبَح حَتّى النَفس لَيسَ يَصون
إِذا لَم تَكُن همات قَوم حُصونَهُم
تَداعَت رَواسي دُونَهُم وَحُصون
حَوَت مِن تلاد المَجد صَخرة طارق
عَلى الدَهر مالا يَحتويه رقين
تَعالَت بِها اللَه أَكبَر مرة
فَمادَت سُهول دُونَها وَحُزون
وَسالَت شِعاب بِالصَوارم وَالقَنا
وَأَحرَق خَلف الفاتِحين سَفين
وَقامَت بِأَطراف الجَزيرة دَولَة
وَأَزهَر عرفان وَأَشرَق دين
جَلا أَمس عَنها آلها وَبَنوهم
عَلى الضفة الأُخرى الغداة قَطين
فَمَن لي بِمَن يَنبي الجُدود بِأَننا
وَقَد عَزَ عبدان الجُدود نَهون
وَأَنا إِذا أَعتمنا رُسوم عَلائهم
تَناهَبَت القَلب الحَسير شُجون
خَشعت وَعادتني لَدى حصن طارق
هُمومي وَاِبتَلَت لَدَيهِ جُفون
لِشَعب يَسيغ الذُل مِن بَعد ما سَما
لَهُ في الوَرى ملك أَشم مَكين
شرح ومعاني كلمات قصيدة أقام على شط الجزيرة مفردا
قصيدة أقام على شط الجزيرة مفردا لـ فخري أبو السعود وعدد أبياتها تسعة عشر.
عن فخري أبو السعود
فخري أبو السعود. مدرس مصري، له اشتغال بالأدب والترجمة، وله نظم كثير، فيه رقة، نشر بعضه في الصحف والمجلات، تعلم بالقاهرة واستكمل دراسته في انجلترا، وعمل في التدريس بالقاهرة ثم بالإسكندرية. وتزوج بإنجليزية، فكان له منها ولد. وابتعدت عنه مضطرة خلال الحرب العالمية الثانية، فانقطعت أخبارها. وغرق ولده في إحدى السفن، فانهارت أعصابه، فأطلق على رأسه رصاصة ذهبت بحياته في الإسكندرية، وهو في نحو الخامسة والثلاثين من عمره. له (مقارنة بين الأدبين العربي والإنكليزي- ط) نشر متسلسلا في مجلة الرسالة، و (الثورة العرابية- ط) تاريخها ورجالها، و (التربية والتعليم) لم يطبعه. وترجم عن الإنجليزية (تس، سليلة دربرفيل- ط) لتوماس هاردي.[١]
تعريف فخري أبو السعود في ويكيبيديا
فخري أبو السعود (1909 - 21 أكتوبر 1940) شاعر وناقد أدبي مصري. ولد في بنها ونشأ ودرس فيها ثم التحق بالقسم الأدبي في مدرسة المعلمين العليا في القاهرة، وتخرج بها حاملًا أجازتها سنة 1931. أُوفد في بعثية علمية إلى بريطانيا سنة 1932، فدرس الأدب الإنجليزي، ثم عاد إلى وطنه متزوجًا بسيدة إنجليزية، وأنجبا طفلًا، وعاش يمارس التدريس في الإسكندرية واشتغل بالتأليف والبحث والترجمة. سافرت زوجته إلى بريطانيا سنة 1939 لزيارة أهلها ومعها ولدهما قبل اندلاع الحرب العالمية الثانية، وحالت الحرب دون عودتهما ثم سمع أن ابنه مات في حادث غرق سفينة بين بريطانيا وكندا، ثم انقطعت أخبار زوجته عنه، فغلبه اليأس، وضاق بالحياة حتى انتحر مطلقًا نار على رأسه من مسدسه في حديقه داره في يوم خريفي وهو نحو الثلاثين من عمره. اشتهر بدراساته مقارنة بين الأدبين العربي والإنجليزي، نشرت مسلسلة في مجلة «الرسالة» بين سنوات 1934 - 1937، وجمعت في كتاب «في الأدب المقارن ومقالات أخرى» وصدرت في 1997. شعره مبثوت عبر صحفات المجلات والجرائد، وله عدة مؤلفات مخطوطة.[٢]
- ↑ معجم الشعراء العرب
- ↑ فخري أبو السعود - ويكيبيديا