أقسمت ما خده القاني من الخجل

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة أقسمت ما خده القاني من الخجل لـ الصاحب شرف الدين الأنصاري

اقتباس من قصيدة أقسمت ما خده القاني من الخجل لـ الصاحب شرف الدين الأنصاري

أَقْسَمْتُ ما خَدُّهُ القاني مِنَ الخَجَلِ

أَرَقُّ مِنْ دَمْعيَ الجاري ولا غَزْلي

وقَدْ بَذَلْتُهما فيما بَذلَتُ لَهُ

فأعُجُبْ لِوَجْنَتِهِ في الصَّوْنِ منْ قِبلي

غَزالُ إِنْسٍ غَضيضُ الطَّرْفِ ناظِرُهُ

خِلْوٌ مِنَ الكُحْلِ مَملوءٌ مِنَ الكَحَلِ

غانٍ عَنِ الحَلْي تُغْنيهِ مَواقعُهُ

ما أَكَملَ الحَلْي في الحالي مَعَ الْعَطَلِ

للْعُجْمِ والعُرْبِ فَخْرٌ مِنْ تَزَيُّنِهِ

بالجَفْنِ مِنْ يافِثٍ واللحْظِ مِنْ ثُعَلِ

لاهٍ عَدَلْتُ إِليهِ بالهَوى وَلَهُ

جَوْرٌ عَلَيَّ بِقَدِّ مِنْهُ مُعْتَدِلِ

وماسَ غُصْناً ولكنْ غَيْرَ مُهْتَصَرٍ

واهْتَزَّ رُمْحاً ولكنْ غَيْرَ مُعْتَقلِ

لا تَسْأَلِ الرَّكْبَ عَنْهُ فَهْوَ في خَلَدي

مُذْ بانَ عَنِّي وعَنْ حالي فَلا تَسَلِ

أَشْتاقُهُ فَإِذا لاقَيْتُهُ مَنَعَ الْ

إِجلالُ مِنْهُ فَلْم يَهْجُرَ ولمْ يَصِلِ

يا نَظْرَةً ما جَلَتْ لي حُسْنَ طَلْعَتِهِ

حتَّى إنْقَضَتْ وأَدامَتنْي على وَجَلي

عاتَبْتُ إِنْسانَ عَيْني في تَسَرُّعِهِ

فَقالَ لي خُلِقَ الإِنْسانُ مِنْ عَجَلِ

ونازَعَتْ سُقْمِيَ الوَجْدِيَّ جِدَّتُهُ

فما نَزَعْتُ ولم أَبْلَلْ ولمْ أُبَلِ

ما كَفَّ مِنْ نَزَقي خَيْطُ المَشيبِ فَقَدْ

أَجْرَرْتُ حَبْلَ خَليعٍ في الهَوى غَزِلِ

يا عاذِلي لَيْسَ مِثْلي مَنْ تُخادِعُه

وليْسَ مِثْلُكَ مَأْموناً على عَذلي

ما دُمْتَ خِلْواً فما تَنْفَكُّ مُتَّهَماً

اعْشَقْ وقولُكَ مَقْبولٌ عَلَيَّ ولي

إِنْ تَدْعُني خالِياً مِنْ لَوْعَتي فَلَقَدْ

أَجابَ دَمْعي وما الدَّاعي سِوى طَلَلِ

تَلْحى أَيْنَ لِسانُ العَذُلِ مِنْ أُذُني

ليْسَ التَّفَرُّغُ لْلعُذّالِ مِنْ شُغُلي

ما أَكْذَبَ الخائِنَ المُبْدي نَصيحَتَهُ

فيهِ وأَصْدَقَ قَولي في مَديحَ علي

سَيْفُ الإِلهِ الذي أَنْضَتْهُ قدْرَتُهُ

في المالِ والظُّلْمِ والأَعناقِ والقُلَلِ

ما اهْتَزَّ في الجُودِ مِنْ مِثْلٍ لَهُ وكَذا

ما هَزَّ عِطْفيهِ بَيْنَ البيضِ والأَسَلِ

مُؤَيَّدُ الرَّأْيِ والرَّاياتِ عادَتُهُ

تَقَنُّصُ النَّصْرِ بَيْنَ الرّيْثِ والعَجَلِ

فما تَأَمَّلْتُ في قَوْلٍ ولا عَمَلٍ

عَليّاً السَّيْفَ إِلاّ قُلْتُ سَيْفُ علي

صانَ الثُّغورَ ومَنْ فيها فَمُنْيَتُهمْ

لو أَو طَؤوا طِرْفَه مِنْهمْ على المُقَلِ

يَفْديكَ كلُّ حَسيرٍ عَنْ مَداكَ وهُمْ

كلُّ البَرِيَّةِ مَنْ حافٍ ومُنْتَعِلِ

لَكَ الرَّوائِعُ لَمْ تُسْبَقْ بِشِبْهِهِما

لَوْلا سَمِيُّكَ في صِفِّينَ والجَمَلِ

أَمَّا الفِرَنْجُ فَقَدْ فَرَّقْتَ شَمْلَهُمُ

بِجِدٍّ مُعْتَزِمٍ بالحَزْمِ مُشْتَمِلِ

وجَحْفَلٍ شابَ مِنْهمْ طِفْلُهُمْ فَرَقاً

وعادَ فيهِ الضُّحا فالنُّقْعُ كالطَّفَلِ

فَكَمْ كَشَفْتَ خَفايا مِنْ مَكايدِهم

رَفَلْتَ مِنْ أَجْره والشُّكرِ في حُلَلِ

وكم أَحْلتَ إِلى هُونٍ إِباءَهُمُ

اللهُ أَكْبرُ لولا أَنتَ لم يَحُلِ

وكم خميسٍ بهِ لم تُبقِ مِنْ أَحَدٍ

مِنهمْ سليماً مِنَ البَأْساءِ والغِيَلِ

قَتْلاً وأَسراً وصَرْفاً رَدَّ سائَلُهمْ

في قَبْضةِ اليُتْمِ والتَّأْثيم والثْكَلِ

يَعِزُّ جَيشُكَ والهَيْجاءُ جائشةٌ

رُعْباً وتَأْمَنُ والأَلْبابُ في وَهَلِ

أَنْتَ الفَتَى لم يَرُعْكَ الغَيُّ عن رَشَدٍ

ولا شَرَيْتَ هُمومَ المُلْكِ بالجَدَلِ

ولا اسْتَفزَّتْكَ فيمَنْ زَلَّ بادرةٌ

إِلاّ رَجَعْتَ إِلى إِخلاقِكَ الأُوَلِ

يُنْميكَ مِنْ هَذَبانٍ كلُّ مُضْطَلعٍ

الحَرْبِ لا وَرَعٍ فيها ولا وَكَلِ

زادتْ على نَزَواتِ الشَّيبِ جُرْأَتُهُ

وثقَّفَ الدَّهرُ منهُ غَيرَ مُكْتَهِلِ

تَلوذُ مِنْكَ أَمانينا بِذي كَرَمٍ

على مَعاليهِ بَعْدَ اللهِ مُتَّكلي

مَلْكٌ طَلَعْتُ ثَنايا المَجْدِ آمِلَهُ

فكانَ بالرِّفْدِ نَزَّالاً على أَمَلي

أَحَلَّ رَبْعي بُدوراً رَحَّلتْ عَدَمي

وأَمَّنَتْنَي مِنْ حِلِّ ومُرتَحَلِ

ما زالَ يُزجي أَياديهِ إِليَّ إِلى

أَنْ صيَّرَ العَذْلَ في الإِحسانِ مِنْ عَمَلي

واحْتَلْتُ في خَدْعِهِ بالزُّهدِ أُظْهرُهُ

فما تَخَلَّصْتُ مِنْ جَدواهُ بالحِيَلِ

أَغْنَى فأَفْقَرَني مِنْ شْكْرِ نائلِهِ

وكُنْتُ أَحْسَبُ أَنِّي بالثَّناءِ ملي

يا ناصرَ المِلَّةِ المَهْديِّ ناصرُها

ومَنْ أَتاهُ الثَّنَا مِنْ سائرِ المِلَلِ

تَهْنَّ مِنْ رَجَبٍ شَهْراً قَرَنْتَ لهُ

فَرْضَ الجهادِ بِنَفْلِ البِرِّ والنُّحَلِ

ودُمْ لِخَيْرِ مَليكٍ خيرِ مُنْتَصِرٍ

في دَوْلةٍ هي حقاً خِيْرَةُ الدُّوَلِ

واسْمَعْ بَديعَ نَظيمٍ لا يُساجلُهُ

جَزْلٌ مِنَ المَدْحِ في سَهْلٍ مِنَ الغَزَلِ

شِعْرٌ أَتيْتُ على أَقْصَى تَناسِبهِ

حتى أَتَيْتُ بِهِ والشَّمسُ في الحَمَلِ

شرح ومعاني كلمات قصيدة أقسمت ما خده القاني من الخجل

قصيدة أقسمت ما خده القاني من الخجل لـ الصاحب شرف الدين الأنصاري وعدد أبياتها سبعة و أربعون.

عن الصاحب شرف الدين الأنصاري

الصاحب شرف الدين الأنصاري

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي