أقصر الزاجر عنه فازدجر

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة أقصر الزاجر عنه فازدجر لـ السري الرفاء

اقتباس من قصيدة أقصر الزاجر عنه فازدجر لـ السري الرفاء

أَقصَرَ الزَّاجِرُ عنه فازدَجَرْ

وطوَى اللائمُ ما كانَ نَشَرْ

حمَلَ الغَيُّ عليه أَصْرَه

فإذا قيلَ ارعوى عنه أصرّ

قائلٌ إنْ نُذُرُ الشَّيبِ بدَت

في عِذاريه وما تُغْني النُّذُر

شَعَرٌ ماتَ على مَفرقِهِ

وحياةُ المرء في مَوْتِ الشَّعَر

وشبابٌ جَفَّ إلا شَجَرٌ

مُوجِفٌ منه وكم يبقَى الشَّجَر

يا خليليَّ اطلُبا وِتْرَكما

تَجِداه بين كأسٍ ووَتَر

شاقني مُستَشرَفُ الدَّيرِ وقد

راحَ صَوبُ المُزنِ فيه وبكرَ

أهواءٌ رَقَّ في أرجائِهِ

أم هوىً راقَ فما فيه كَدَر

وخُدودٌ سفَرَتْ عن وَرْدِها

أم ربيعٌ عن جَنى الوَرْدِ سفَر

مَجلِسٌ يَنصرِفُ الَّشرْبُ وما

طُويَتْ من بَسطَةٍ تلك الحِبَر

وكأنَّ الشَّمسَ فيه نثرَتْ

ورَقاً من بينِ أوراقِ الشَّجَر

بينَ غَدْرٍ يَقَعُ الطَّيرُ بها

فتراهُنَّ رِياضاً في غُدُر

وثَرىً يَشهَدُ بالطِّيبِ له

عَبَقٌ حالفَ أطرافَ الأُزُر

وغيومٌ نشرَتْ أعلامَها

فلها ظِلٌّ علينا مُنتَشِر

ونسيمٌ عطَّرَ الروضَ فإنْ

طارَ في الصُّبحِ ارتديناه عُطُر

نحنُ في ظلِّ وصالٍ سجسجٍ

ناعمِ الآصالِ فينانِ البُكَر

وإذا الدَّهرُ رمانا صَرفُه

فبِعَمَّارِ بنِ نَصْرٍ ننتَصِرْ

يا أميراً خضعَ الدَّهرُ له

فغَدا يفعلُ طُرّاً ما أمر

وإذا الجَدبُ عرَا كان حيّاً

وإذا الخَطبُ دَجى كان قَمر

وإذا هُزَّ لمَعروفٍ مضَى

كالحُسامِ العَضبِ إن هُزَّ بتَر

صادقُ البِشْر ترى ماءَ النَّدى

يرتقي في وَجْهِهِ أو يَنحدِر

فلهُ فيه اطِّرادٌ كامِنٌ

كاطِّرادِ الماءِ في العَضْبِ الذَّكَرْ

قلتُ إذ بَرَّزَ سَبْقاً في العُلى

أَ إلى المَجْدِ طريقٌ مُختصَر

إنْ تكُنْ تَغِلبُ يوماً وَسَمتْ

صفحةَ الدَّهرِ بيومٍ مَشتَهَر

فبنو الحارثِ فيهم وَزَرٌ

حينَ لا يُنجي من الدَّهرِ وَزَر

فعَدِيٌّ غُرَرُ المَجدِ إذا

قُسِمَ المجدُ حُجولاً وغُرَر

مَعشَرٌ لولا أحاديثُ النَّدى

عنهمُ لم يَعرفِ الناسُ السَّمَر

يا أبا اليقظانِ أيقظْتَ النَّدى

فملأْتَ البدوَ منه والحَضر

ولكَمْ أرديتَ من مُستلِئمٍ

صادِقِ الإقدامِ يحمي ويَكُرّ

والضُّحى أدهمُ في النَّقعِ فإنْ

ضَحِكَتْ فيه الظُّبا كان أغَرّ

مَوقِفٌ لو لم يكن ناراً إذاً

لم تكُنْ زُرْقُ عَواليهِ شرَر

يُنظَمُ الطَّعنُ على أبطالِهِ

وعُقودُ الهامِ فيه تنتشِر

وكأنَّ الشَّمسَ في قَسطَلِهِ

كاعبٌ أسبلَ سِجْفَيْها الخَفَر

فتوخَّيتَ بهِ حمدَ العُلى

والقَنا يَخطِرُ محمودَ الأَثَر

وثَنَيْتَ الخيلَ عنه لابِساً

حُلَّةَ النَّصْرِ مُحلٍّى بالظَّفَر

قد تقَضَّى الصّومُ محموداً فعُدْ

لهوىً يُحمَدُ أو راحٍ تَسُرّ

أنتَ والعيدُ الذي عاودْتَه

غُرَّتا هذا الزمانِ المُعتَكِر

لَذَّ فيك المدحُ حتى خِلتُه

سَمَراً لم أشقَ فيه بسَهَر

شرح ومعاني كلمات قصيدة أقصر الزاجر عنه فازدجر

قصيدة أقصر الزاجر عنه فازدجر لـ السري الرفاء وعدد أبياتها ثمانية و ثلاثون.

عن السري الرفاء

السرّي بن أحمد بن السرّي الكندي أبو الحسن. شاعر أديب من أهل الموصل، كان في صباه يرفو ويطرز في دكان له، فعرف بالرفاء ولما جاد شعره ومهر في الأدب قصد سيف الدولة بحلب، فمدحه وأقام عنده مدة، ثم انتقل بعد وفاته إلى بغداد. ومدح جماعة من الوزراء والأعيان، ونفق شعره إلى أن تصدى له الخالديان، وكانت بينه، وبينهما مهاجاة فآذياه وأبعداه عن مجالس الكبراء. فضاقت دنياه واضطر للعمل في الوراقة (النسخ والتجليد) ، فجلس يورق شعره ويبيعه، ثم نسخ لغيره بالأجرة. وركبه الدين، ومات ببغداد على تلك الحال. وكان عذب الألفاظ، مفتناً في التشبيهات ولم يكن له رواء ولا منظر. من كتبه (ديوان شعره ط) ، و (المحب والمحبوب والمشموم والمشروب - خ) .[١]

تعريف السري الرفاء في ويكيبيديا

أبو الحسن السري بن أحمد بن السري الكندي الرفاء الموصلي شاعر مشهور؛ كان في صباه يرفو ويطرز (يعمل خياطا) في دكان بالموصل ولذا سمي بالرفاء أي الخياط، وهو مع ذلك يتولع بالأدب وينظم الشعر، ولم يزل حتى جاد شعره ومهر فيه، وقصد سيف الدولة الحمداني بحلب ومدحه وأقام عنده مدة، ثم انتقل بعد وفاته إلى بغداد ومدح الوزير المهلبي وجماعة من رؤساء المدينة، وانتشر شعره وراج. وكانت بينه وبين أبي بكر محمد وأبي عثمان سعيد ابني هاشم الخالديين الموصليين الشاعرين المشهورين معاداة فادعى عليهما سرقة شعره وشعر غيره. وكان السري مغرى بكتابة ديوان أبي الفتح كشاجم الشاعر المشهور، وهو إذ ذاك ريحان الأدب بتلك البلاد فكان يقوم بدس أحسن شعر الخالديين فيما يكتبه من شعر كشاجم، ليزيد في حجم ما ينسخه وينفق سوقه ويغلي سعره ويشنع بذلك عليهما ويغض منهما ويظهر مصداق قوله في سرقتهما، فمن هذه الجهة وقعت في بعض النسخ من ديوان كشاجم زيادات ليست في الأصول المشهورة. وكان شاعرا مطبوعا عذب الألفاظ مليح المأخذ كثير الافتنان في التشبيهات والأوصاف، ولم يكن له رواء ولا منظر، ولا يحسن من العلوم غير قول الشعر، وقد عمل شعره قبل وفاته نحو 300 ورقة، ثم زاد بعد ذلك، وقد عمله بعض المحدثين الأدباء على حروف المعجم. ومن شعر السري أبيات يذكر فيها صناعته، فمنها قوله:

وللسري المذكور ديوان شعر كله جيد، وله كتاب المحب والمحبوب والمشموم والمشروب وكتاب الديرة. وكانت وفاته في العقد السابع من القرن الرابع الهجري ببغداد كما قال الخطيب البغدادي في تاريخه حوالي عام 366 هـ / 976م.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. السري الرفّاء - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي