أقضت غرار نومك بالسهاد

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة أقضت غرار نومك بالسهاد لـ ابن هتيمل

اقتباس من قصيدة أقضت غرار نومك بالسهاد لـ ابن هتيمل

أقَضتَ غِرارَ نومِكَ بالسُّهادِ

فما أكتَحَلت جَفُونُك بالرُّقادِ

كأنَّ فِراش جَنبكَ باتَ يُحشَى

بِشَوكِ الرُّقشِ أو شَوكِ القَتاد

هَ

اكَ أراكَ ذاكَ الغَيَّ رُشدا

وما لَكَ والعُطوفَ على رُسُومٍ

مَحاهُنَّ البِلَى مَحوَ المِداد

ودَع حَيّاً جَزَوا بالحُبِّ بُغضاً

ولم يَجزُوا الوِدادَ عَنِ الوِداد

فَما لِجراحِ مَن جَرَحُوه آسٍ

ولا لِتلافِ من قَتَلُوهُ وادي

وَسَل إن شِئتَ عَن جَبلَي جيادٍ

وعمَّن حَلَّ في جَبَلَي جياد

أذاك الرَّندُ تَغبُقُهُ السَّواري

بأدمُعهِها وتَصحَبُه الغوادي

وذَيّاكَ النَّسيمُ الرَّطبُ يَطفُوا

غَلائِقه على الماء البُراد

أجائلةَ الوِشاحِ بَعُدتِ لمّا

قَرُبتِ فكانَ قُربُكِ في البِعاد

أعيريني الفؤاد فليس جِسمي

يُمتَّعُ بالحياة بلا فؤاد

وقُولي لِلنَّسيمِ يَرُدّ روحي

على جَسَدي بِرائِحَةِ الجَساد

فقد أزِفَ الرحيلُ فزوِّدينا

مِنَ الحُسَنِ البديعِ أقلَّ زاد

رأيتُ زيادَتي بالشَّيبِ نقصا

فقد وَقَعَ انتقاصي في ازديادي

عَدمتُكِ صَفقةٌ عُوِّضتُ عنها

على الكُرهِ البَياضَ مِنَ السَّواد

ولَو أنّي اُقالُ بِرَدِّ بِرَدِّ عُمري

لبِعتُ البِيضَ مِنها بالدآدي

وأشهى مِنهُ عند الغيدِ لُبسا

مُباشَرةُ السِّلابِ أو الحِداد

أخاكَ أخاكَ نفسُكَ لا تُهِنها

فَسُوء الظَّنِّ مِن خَبرِ العِباد

وخَف كَيدَ الصِّديقِ فكم صَديقٍ

أضَرَّ على الصَّديق من الأعادي

ولا تَركَن إلى رَأي رآه

مُعاويةٌ فَلفَّ على زياد

فإخوةُ يوسفَ باعُوه عَبدا

بِدون الدُّون مِن قيم العِباد

فإنَّ الماءَ يُخفي السُّمَّ فيه

وإنَّ الجَمرَ يَكمُنُ في الرَّماد

بَنَى المِلكُ المظَفَّر بَيتَ مُلكٍ

قَواعِده على السَّبع الشِّداد

مَليكٌ ملَّكتهُ الأرضَ نفسٌ

يقلُّ لسعيها مُؤنُ البلاد

جَوادٌ دَقَّ لفظاً ثمَّ مَعنىً

فَحَقّاً أن يُلَقَّبَ بالجَواد

كَمالٌ صيغَ من كَرَمٍ وبأسٍ

جَوادُ يَدٍ وداهيةٌ نآدي

يَكادُ لحسنهِ المخلوقُ فيه

يُلبّي الصوتَ مِن قَبلِ المنادي

إذا عَصَفَت به النَّفحاتُ ألوَت

يَداهُ بالطَّريفِ وبالتّلاد

يزيدُ على الحُصونِ الشُّم حَزماً

مَثلنَ بِهِ الرُّبى مِثلَ الوِهاد

فما أغنى ذمرمرُ عن بَراشٍ

ولا أكفى بَراقِشُ عن هِداد

لقد أضحت لعسكره بيوتا

مصانعُ حميرٍ وبيوتُ عاد

أيوسف يا أبا المنصور وابن ال

ملوكِ الصيدِ يا واري الزناد

ووارِثَ مُلكِ ذي يزن وحامي

حِمَى الإسلامِ من طاغٍ وعاد

نُصرتَ بحربِ أهل الشرك حتى

غدا الحيوان منهم كالجماد

وما زرعوا وأطعمَ ما تَعَنَّوا

بِهِ حَصلتَ على الحَصاد

لقد طَرَّدتَهم بالخيلِ حتَّى

كَفَى خوفُ الطِّرادِ عَنِ الطِّراد

إلى أن ذلَّ أصعَبُهم قيادا

وأصبَحَ صاغراً سَلِسَ القياد

وصارَ اللَّيثُ أحقَرَ من ذبابٍ

وصارَ الفيلُ أصغَرَ من قُراد

فيا شوقَ الحجازِ إلى مَذاكٍ

تُمَطَّرُ من جيادِك في جياد

فَمُرها كالقَطا الكَدري تَتَرى

جَرائدُها كمنتَشر الجَراد

فإنه إلى بهاءِ الدين يُخرِج

جَحاجِحَةَ الجِلادِ إلى الجِلاد

فقد نسخَت وَزارَتُه وأنسَت

وزارَة أحمدَ بن أبي دؤاد

جُعِلتُ فِداكَ أنتَ أجَلُّ قَدرا

وأعظمُ مَن فَدَى واقٍ وَفادِ

نُهنّي الشمسُ بالقُمّارِ شكراً

على قُربِ الحَنينِ من الوِلاد

مَلكتَ الأرضَ فَرداً لم تُنازَع

ولم تَقنَع بِوادٍ دُونَ وادِ

فكيف إذا عُضِدتَ وأنتَ سيفٌ

بأسيافٍ مُهَنَّدَةٍ حِداد

أعدتَ على عَبيدِكِ كلَّ رِفدٍ

فواعجباهُ للرّفد المُعاد

وجئتَ بسُنَّةٍ تُحكَى وتُروى

مَكارِمها إلى يَومِ التناد

ولم يُسمع بِها في مُلك كسرى

ولا في مُلك مَهديٍّ وهادي

وما أرضاكَ حتَّى زِدتَ فَضلا

بِكسوةِ حاضِرٍ مِنهم وباد

وكانُوا كالّذي قد زادَ جَهلا

عُبابَ اليَمِّ أمواهَ المُراد

فلا عَكَسَت مَسَرتَكَ الليالي

ولا بَرَحت أعاديكَ العَوادي

شرح ومعاني كلمات قصيدة أقضت غرار نومك بالسهاد

قصيدة أقضت غرار نومك بالسهاد لـ ابن هتيمل وعدد أبياتها اثنان و خمسون.

عن ابن هتيمل

ابن هتيمل

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي