أقلعت عن حبي وصنت يراعي

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة أقلعت عن حبي وصنت يراعي لـ ميخائيل خير الله ويردي

اقتباس من قصيدة أقلعت عن حبي وصنت يراعي لـ ميخائيل خير الله ويردي

أَقلَعتُ عَن حُبّي وَصُنتُ يَراعي

وَالفَنُّ يُغري القَلبَ بِالإقلاعِ

وَصَفحتُ عَن مَلَلي فَفي آلامِهِ

سِرٌ يُساعِدُني عَلَى الإبداعِ

وَالنَّفسُ تَلقى في الغَرامِ مَذَلَّةً

مِثلَ الخِرافِ أَمامَ سَوطِ الرّاعي

ما لي فُتِنتُ بِحُبِّ مَن لَم يَسبِها

حُسنُ البَيانِ وَرَنَّةُ الإيقاعِ

أَغضَت الأدَبِ المُبينِ خُلودُهُ

وَرَنَت إِلى الرَنّانِ وَاللَّمّاعِ

وَطَوَت عَلَى اللذَّاتِ أَيامَ الصِّبا

كَالنَّحلِ بَينَ الرَّشفِ وَالإيداعِ

بِئسَت حَياةٌ ما لَها هَدَفٌ سِوى

عَبِّ اللَّذائِذِ بِانتِظارِ النَّاعي

وَأَطَلتُ تًرديدي أَناشيدَ المَلال

في مَدحِ آمالٍ تُشادُ عَلى الرِّمال

فَارتاعَ لُبّي مِن أَضاليلِ المُنى

وَاعتَلَّ قَلبي مِن مُسايَرَةِ الدَّلال

كُلٌّ يَظُنُّ حَبيبَهُ خَيرَ الوَرى

حَتَّى يَغيبَ الحُبُّ في أُفُقِ الخَيال

وَكَأَنَّما إِشراقُهُ كَمَغَيبِهِ

وَهمٌ يَزولُ مَعَ الزَّمانِ وَلا يُزال

وَإِذا سَألتَ العاشِقينَ عَنِ الهَوى

حارَ العَليمُ وَلَم يَرُدَّ عَلَى السُّؤال

صُوَرٌ وَآمالٌ تَجِيءُ بِنَظرَةٍ

وَبِلَحظَةٍ تَمضي وَيَعقُبُها الزَّوال

لَولا التَّحَوُّلُ ما تَجَدَّدَ كائِنٌ

فانٍ وَلا انتَصَرَ الزَّوالُ عَلَى الجَمال

واهاً لِلَيلى كَيفَ أَدرَكَها الضَّنى

وَالسُّهدُ بَعدَ أَنِ ارتَوَت مِن دَمِعنا

كانَ الجَمالُ تَأَلُّقاً في لَحظِها

وَنَضارَةً في وَجهِهِا وَتَلَوُّنا

وَالحُسنُ ظِلٌ إِن مَضى عَن غادَةٍ

تَرَكَ القُنوطَ بِقَلبِها بَدَلَ المُنى

لَيتَ التَّجاعيَ الجَديدةَ عَلَّمَت

لَيلى التَّواضُعَ وَالحَديثَ اللِّينا

فَلَعَلَّ ما قَد فاتَها مِن دَهرِها

يَرتَدُّ ثانِيَةً وَمَن قَنِعَ اغتَى

يا دارَها رُدّي لَها أَحلامَها وَاستَبشِري

فَالرَّوضُ يَعذِرُ مَن جَنى

وَالزَّهرُ يَصفَحُ عَن أَذِيَّةِ مُعتَدٍ

صَفحَ الجَريحِ إِذا أَحَبَّ الأعيُنا

هذا هُوَ السِّرُّ الَّذي شَغَلَ الوَرى

يَشقى المُحِبُّ وَيَشتَهي أَن يَنظُرا

يَسعى بِشَوقٍ كَالفَراشَةِ حَوَّمَت

حَولَ الحَبيبِ لَكي تَموتَ تَحَسُّرا

عَشِقَت ضياءً كانَ فيهِ حَتفُها

وَقَضَت وَلَم تَهوَ الظَّلامَ تَكَبُّرا

وَالنَّفسُ تَأَلَفُ ما يُماثِلُ طَبعَها

وَلَعَلَّ فِعلَكَ عَن صِفاتِكَ أَخبَرا

وَكَأَنَّ قَلبَكَ وَهوَ أَنبَلُ عاشِقٍ

صَلَّى بِمِحرابِ الجَمالِ وَكَبَّرا

وَالتَفَّ بِالطُّهرِ الَّذي آياتُهُ

نَشَرَت بِأَجواءِ البَرِيَّةِ عَنبَرا

وَكَفاكَ أَنَّكَ ما شُغِفتَ بِحُبِّ مَن

باعَ الجَمالَ وَلا حَسَدتَ مَنِ اشتَرى

يا آيَةَ الفَنِّ الجَميلِ الباقي

آَمَنتُ أَنَّكَ نِعمَةُ الخَلاّقِ

فَدَعِ الهَوى المُضني وَخَلَّ هَوانَهُ

أَنتَ الجَديرُ بِأَدمُعِ العُشّاقِ

وَاسلَم بِقَلبِكَ إِن أََحَبَّ وَلَم يَجِد

في الرَّوضِ غَيرَ العُودِ وَالأوراقِ

إِن الَّذي يَهوى الجُسومَ لِحُسنِها

لا يَجتَني إِلاّ لَظى الأشواقِ

لَو أَنَّ في قِيَمِ الحَياةِ تَناسُباً

بَينَ القَويمِ وَفاسِدِ الأخلاقِ

لأرتاحَ قَلبي مِن صِراعٍ مُزمنٍ

وَمَحا نَقاءُ الرُّوحِ كُلَّ نِفاقِ

يا عاشِقَ الرُّوحِ النَّقِيَّةِ لا تَبِع

سِرَّ الخُلودِ بِقُبلَةٍ وَعِناقِ

وَلَعَلَّ مَن تَهواهُ لَيسَ بِمُهتَدِ

فَابنُ الضَّلالِ عَلَى الهِدايَةِ يَعتَدى

وَلَسَوفَ يَجتَثُّ الضَّلالَ وَأَهلَهُ

حُمُ الطَّبيعَةِ بِاختِيارِ الأجوَدِ

أضحى النِّظامُ ضَحِيَّةً مَنبوذَةً

وَطَغى عَلى الإِنسانِ رُوحُ تَمَرُّدِ

وَاسوَدَّ دَهرُكَ مِن تَساؤلِ ماكِرٍ

أَينَ الدَّليلُ علَى سَوادِ الأَسوَدِ

كانَ الهَوى العُذرِيُّ خَيرَ سَجِيَّةٍ

وَاليَومَ أَمسى الحُبُّ غَيرَ مُقَيَّدِ

وَإِذا الشُّكوكُ تَلاعَبَت بِمُتيَّمٍ

يَرتَدُّ عَن رَأيِ العَشِيَّةِ في الغَدِ

لا نِلتُ حَظّي مِن نَعيمِ الحُبِّ إِن

أَتَتِ الشُّكوكُ إلى الحَبيبِ عَلَى يَدي

وَفَحَصتُ قَلبي بَعدَ أَن عَصَفَت بِهِ

ريحٌ سَمومٌ فَانثَنى عَن حُبِّهِ

فَإذا بأَزهارِ الغَرامِ نَثيرَةٌ

لَعِبَ الذُّبولُ بِها وَسارَ بِدَربِهِ

وَإِذا بِقَلبي وَالكَراهَةُ حَولَهُ

كَالوَردِ وَالشَّوكُ استَقَرَّ بِجَنبِهِ

وَرَأَيتُ لَيلى شِبهَ يائِسَةٍ وَقَد

صَحِبَت غُراباً تَستَعينُ بِطبِّهِ

فَعَجِبتُ مِن ظُلمش الحَبيبِ لأَنَّهُ

أذكى الهَوى وَالهَجرُ كانَ بِذَنبِهِ

وَمَضَيتُ لا ألوي فَكثَرَةُ صَدِّهِ

نَجَّت فُؤادي مِن قَساوَةِ قَلبِهِ

وَلَسَوفَ يَذكُرُني وَيَندَمُ حينَما

يَلقى جَزاءَ مَرارَتي مِن رَبِّهِ

شرح ومعاني كلمات قصيدة أقلعت عن حبي وصنت يراعي

قصيدة أقلعت عن حبي وصنت يراعي لـ ميخائيل خير الله ويردي وعدد أبياتها تسعة و أربعون.

عن ميخائيل خير الله ويردي

ميخائيل بن خليل ميخائيل الله ويردي. أديب وشاعر سوري ولد ونشأ في دمشق درس المحاسبة، وعمل في بعض محاكم دمشق، درس الموسيقى وأتقن فن التصوير الشمسي وتعلم الإنكليزية والفرنسية، بدأ العمل بالتجارة سنة 1930 مع أخيه سمعان، ساهم بتأسيس النادي الأدبي والنادي الموسيقي السوري (1922 - 1932) رُشح كتابه (فلسفة الموسيقى الشرقية) لجائزة نوبل في 23 / 2 / 1951م. توفي والده سنة 1945م وكان يتقن التركية واليونانية والروسية وكان خبيراً بالتربية والتعليم وتوفيت والدته مريم نقولا عطا الله 1916م. طبع ديوانه (زهر الربى) سنة 1954 بعد أن زار مسجد محمد علي بالقاهرة 1946م وأعجب بالفنون الاسلامية وقصيدة نهج البردة.[١]

  1. معجم الشعراء العرب

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي