أقلي يا معللتي العتابا

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة أقلي يا معللتي العتابا لـ أحمد تقي الدين

اقتباس من قصيدة أقلي يا معللتي العتابا لـ أحمد تقي الدين

أَقلّي يا معلِّلتي العِتابا

فبعضُ العَتب لا يُجدي اْقترابا

وليس بزائدي إلا وُلوعاً

مَلام قد أَرى فيه خِلايا

فكم علّلتِ بالآمال نفسي

ولم أَرَ ماءها إلاَّ سَرابا

وكم أَشبعت من سَغَبي بوعد

وهلاً يُشبعُ الأملُ السِغابا

وما برّدتِ بالأوشال وجدي

ولكن زدتِ جمرتَه اْلتهابا

لذا أَنا مُكرهٌ في هجر قومي

وشدّي عن ديارهم الرِّكابا

إلى حيث الرقيُّ له سبيل

إذا ما أحسن المرء الطِلابا

إلى حيث الفتى يرتاد عزّاً

بهمته ولا يرقى اْنتسابا

وأسباب الفلاحِ مُوفّراتٌ

لمن يبغي حياة واْكتسابا

إلى هذا المحيط أَشد رِحلي

واقتعدُ المطيّة والعُبابا

نُزوحاً عن ديار ليس تُعلي

أَخا أَدب ولا تُعطي ثَوابا

وليس بضائري هجران أرض

تسوم الناهضين بها اْكتئابا

ولم أَرَ بلغةً فيها لنفسٍ

تُغارُ على سًناها أَن يُشابا

فكم قعدتْ بذي علم وفضل

ولم يحفل بخدمتها وِطابا

وكم غّنى الهزاز بها فصمّت

وتُولي السمعَ والبصرَ الغُرابا

وتزعم أنها خلقت أَلوفاً

تُحاذر عن مبادئها أْنقلابا

فما أَحرى سكوتَكَ في رياض

تُضيع بها أغانيكَ العِذابا

وما أحلى انزعاجَكَ من ديار

تُضيع النابغون بها الحِقابا

فهل وطن الفتى في العنق غلٌّ

تأبّد وضعُه فيه عِقابا

وهل غبراؤه إلاَّ تراب

وأَنّي ترتحل تَعلُ التُرابا

فإن الأرض اجمعَها كبيتٍ

يوحَده بنو الدنيا مآبا

ففي أَيّ الديار تعزُّ شأناً

أَنِلْ قدميكَ من يدها وِثابا

أَلاَ زُمي الركائب واصحبيني

لنسكن حيث عيشُ المرء طابا

ونتّخِذّنْ لنا وطناً جديداً

توفَر عيشةً وصَفَا شَرابا

إلى أن يرتقي لبنانُ يوماً

فنرجعَ حيث نستحلي الإيابا

فما أكملتُ إلاَّ وهي ظبيٌ

تأسّد وانبرتْ تُعطي جَوابا

رويدَك أَيها الناوي اْغتراباً

عن الأوطان تُصميها حِرابا

ولا ترضي العِتاب وأنت تدري

بأَن العَتْبَ يستبقي الصِّحابا

وتُغريني بهجراني لأَهلي

كأَنَّ الأهل شيء لا يُحابى

وتُبدي لي المواطِنَ مظلماتٍ

لأَهوى عن دياجيها غِيابا

فأَشجتني مناحٍ تبتغيها

وتَسآلٌ تُرجّي أن يُجابا

أّأُبدل موطني بأَعزَّ منه

لأَني قد حُصرتُ به اْنغلابا

ومَن يحمي للبنانٍ كياناً

إذا فقد المحبة والشبابا

وإمّا يّطرِحْ وطناً فتاه

أَيصلُح شيخُه عنه نِيابا

فليس من العُلى أَلا نُحابي

مواطنَنا ونُعليها جَنابا

وحقِّك أنني سأَبرّ أهلي

وأَوطاني وإن صارت خَرابا

ومهما يشقَ لبنانٌ فانّي

أَعزُّ إلى روابيه اْنتسابا

وإن يَغضبْ عليَّ الأرزُ يوماً

حَسِبتُ الناس كلَّهم غِضابا

ومَن هو بادل وطناً بأَرقى

كمنتحل أَباً أَعلى نِصابا

فما الآباءُ تُختار اختياراً

ولا الأوطان تُنتخب اْنتخابا

ومن يكُ ذا أَب أَمسى ضعيفاً

أَيهجرُه وَيجزيه اْجتنابا

كذا وطني فإن يكُُ في شقاء

أَمتخذٌ بديلاً مُستطابا

ومن يكُ في محيط غيرِ راق

أَمنتدبٌ لخدمته اْنتدابا

فمالك يا أَخي قد ضِقتَ ذَرْعاً

وعزمُكَ قد خبا والظنُّ خابا

قضيتَ الحرب والأحقابَ قبلاً

وقد كانت أَشدّ جوىً ونابا

ولما أن أُقيل لنا عثارٌ

ومهّدتِ الظروفُ لنا العِقابا

واومضَ بارق الإصلاح فينا

تحاولُ عن حمِاك الاغترابا

ففي الهجران كم خطب تدانى

وكم تلقى المخاطر والصِّعابا

نظرتَ إلى الأولى عادوا مِلاءً

وما فكرت كم قاسوا عَذابا

وقد أبصرتَ من نالوا هناء

ولم تَرَ كَمْ فتى لبس التُرابا

فصبراً يا أَخي وانهض لعيش

سيصلحُ إن صَلُحتَ له طِلابا

فهاتِ يداً تُضمّ إلى سواها

لنُصلحَ أَرْبُعاً أضحت يبابا

تنبَّه للزراعة فهي كنز

إذا أحسنتَ في الأرض الكِرابا

وللأنهار إن خُزنت أقامت

من الهضبات جناتٍ رِطابا

تنبَّبهْ للصناعة فهي ضرع

يدرّ إذا عرفتَ له اْحتلابا

فليس بقائم عمرانُ قوم

يحوك الأجنبيُّ له الثيابا

ففي الأوطان أصواف وخزّ

فرقِّ النسج فيها والإهابا

تنبَّهْ للتجارة فهي باب

إلى الإثراء إن تُحسن ضِرابا

وفي لبنانَ منتجعُ اصطياف

فحسّنه لرائده شِعابا

وعلم الإقتصاد فلا تدعه

فإن به لدنياك اْجتذابا

ولا تنسَ السياسة فهي علم

يعاني الجاهلون له اْضطرابا

ستدرسه على الأيام فاقتلْ

مسائلَه بلاءً واْحتسابا

ولا تنسَ التعصب فهو داء

عُضال ما وجدتُ له طِبابا

فحاربْهُ بعلم فهو جهل

يدكُّ بناء مجد إن أَصابا

دعيتم قاصرين فإن بقيتم

فلا مالاً ترون ولا حِسابا

فأَبدوا للوصيّ الرُّشدَ حتى

يسوسَ الرُّشدَ فيكم والصَوابا

فلم يَرَ منكُمُ إلا اقتتالاً

وحّباً للوظائف واصطخابا

رفعتم راية الوطن المفدّى

فهلاَّ ترفعون له قِبابا

وناديتم بالإستقلال صِرفاً

فأَبقوه بعصبتكم عقابا

فليس بعامر بنيانُ قوم

إذا أخلاقهم كانت خَرابا

وما من قيّم يُوليكَ رُشداً

إذا لم تَبلغِ الرُّشدَ اْكتسابا

فكن للنفس معتمداً وحرّاً

يُحاذر في المكاسب أَن يُعابا

ولا تهجر حِماكَ وجِدَّ فيه

تجد أَن الرقيَّ إليه ثابا

فإن يكُ مَشرفيَّ غيرُ ماضٍ

فهلْ يفري إذا بدَلَ القِرابا

وما إن أكملتْ حتى عَدَتني

أَحيرُ بحسن ما أَبدتْ جَوابا

نشدتُكِ يا معلّلتي بحق

أَزيحي الخدرَ شيئاً والنِقابا

فقد أَشبعتِ بالآمال نفسي

وزدتِ لموطني منّي حُبابا

فرجّحتُ البقاء على نزوح

أَراه يزيد في الوطن المُصابا

فتاةٌ أَنتِ أَم مَلَكٌ كريم

فقالتْ لم أطأْ يوماً سَحابا

وبيتي في ربى لبنانَ عالٍ

يعزُّ على سوى أهلي اْنتيابا

ربيتُ به على فَقري بعزٍّ

عَداه طالبٌ فتحاً وَهابا

فلستُ أرى السعادة في سواه

وديني أن يَعِزَّ الأرزُ غابا

أَلا تجدنَّ في لبنان عزّاً

فقلتُ نعمْ إذا كنَّا صِحابا

شرح ومعاني كلمات قصيدة أقلي يا معللتي العتابا

قصيدة أقلي يا معللتي العتابا لـ أحمد تقي الدين وعدد أبياتها ثلاثة و ثمانون.

عن أحمد تقي الدين

أحمد تقي الدين. شاعر، ولد في بعقلين، ودرس في المدرسة الداوودية ثم مدرسة الحكمة. ثم درس الشريعة على كبار العلماء ثم أصبح من محجاته في لبنان. زاول المحاماة، ثم عين قاضياً وشغل مناصب القضاء في عدة محاكم منها، بعبدا وعاليه، وبعقلين وكسروان وبيروت والمتن. وقد كان مرجعاً لطائفته الدرزية في قضاياها المذهبية وقد كان شاعراً عبقرياً حكيماً، يعالج علل الأمة، بفكر ثابت ورأي سديد ومدارك واسعة. له (ديوان شعر - ط) .[١]

تعريف أحمد تقي الدين في ويكيبيديا

أحمد عبد الغفار تقي الدين (1888 - 29 مارس 1935) شاعر وقاضي لبناني. ولد في بعقلين، ودرس في المدرسة الداودية في عبيه ثم مدرسة الحكمة في بيروت. درس الشريعة على كبار العلماء ثم عُيِّن قاضيا سنة 1915، وشغل منصب القضاء في محاكم عدة وظل بسلك القضاء حتى آخر حياته. وكان مرجعاً في القضايا المذهبية لطائفة الدرزية. وصف بشاعراً «عبقرياً حكيماً، يعالج علل الأمة، بفكر ثابت ورأي سديد ومدارك واسعة». مُنح وسام الاستحقاق اللبناني بعد رحيله، ورفع رسمه في دار الكتب الوطنية (1974) إحياء لذكراه، ورصد ريع ديوانه لإنشاء نادٍ باسمه في مسقط رأسه.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. أحمد تقي الدين - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي