أقناعة من بعد طول جفاء

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة أقناعة من بعد طول جفاء لـ أبو فراس الحمداني

اقتباس من قصيدة أقناعة من بعد طول جفاء لـ أبو فراس الحمداني

أَقَناعَةً مِن بَعدِ طولِ جَفاءِ

بِدُنُوِّ طَيفٍ مِن حَبيبٍ ناءِ

بِأَبي وَأُمّي شادِنٌ قُلنا لَهُ

نَفديكَ بِالأَمّاتِ وَالآباءِ

رَشَأٌ إِذا لَحَظَ العَفيفَ بِنَظرَةٍ

كانَت لَهُ سَبَباً إِلى الفَحشاءِ

وَجَناتُهُ تَجني عَلى عُشّاقِهِ

بِبَديعِ ما فيها مِنَ اللَألاءِ

بيضٌ عَلَتها حُمرَةٌ فَتَوَرَّدَت

مِثلَ المُدامِ خَلَطتَها بِالماءِ

فَكَأَنَّها بَرَزَت لَنا بِغَلالَةٍ

بَيضاءَ تَحتَ غِلالَةٍ حَمراءِ

كَيفَ اِتِّقاءُ لِحاظِهِ وَعُيونُنا

طُرُقٌ لِأَسهُمِها إِلى الأَحشاءِ

صَبَغَ الحَيا خَدَّيهِ لَونَ مَدامِعي

فَكَأَنَّهُ يَبكي بِمِثلِ بُكائي

كَيفَ اِتِّقاءُ جَآذِرٍ يَرمينَنا

بِظُبى الصَوارِمِ مِن عُيونِ ظِباءِ

يارَبَّ تِلكَ المُقلَةِ النَجلاءِ

حاشاكَ مِمّا ضُمِّنَت أَحشائي

جازَيتَني بُعداً بِقُربي في الهَوى

وَمَنَحتَني غَدراً بِحُسنِ وَفائي

جادَت عِراصَكِ يا شَآمُ سَحابَةٌ

عَرّاضَةٌ مِن أَصدَقِ الأَنواءِ

بَلَدُ المَجانَةِ وَالخَلاعَةِ وَالصِبا

وَمَحَلِّ كُلِّ فُتُوَّةٍ وَفَتاءِ

أَنواعُ زَهرٍ وَاِلتِفافُ حَدائِقٍ

وَصَفاءُ ماءٍ وَاِعتِدالُ هَواءِ

وَخَرائِدٌ مِثلُ الدُمى يَسقينَنا

كَأَسَينِ مِن لَحظٍ وَمِن صَهباءِ

وَإِذا أَدَرنَ عَلى النَدامى كَأسَها

غَنَّينَنا شِعرَ اِبنِ أَوسِ الطائي

فارَقتُ حينَ شَخَصتُ عَنها لِذَّتي

وَتَرَكتُ أَحوالَ السُرورِ وَرائي

وَنَزَلتُ مِن بَلَدِ الجَزيرَةِ مَنزِلاً

خِلواً مِنَ الخُلَطاءِ وَالنُدَماءِ

فَيُمِرُّ عِندي كُلُّ طَعمٍ طَيِّبٍ

مِن رِبقِها وَيَضيقُ كُلُّ فَضاءِ

الشامُ لابَلَدُ الجَزيرَةِ لَذَّتي

وَيَزيدُ لاماءُ الفُراتِ مُنائي

وَأَبيتُ مُرتَهَنَ الفُؤادِ بِمَنبِجَ ال

سَو داءِ لا بِالرَقَّةَ البَيضاءِ

مَن مُبلِغُ النَدماءَ أَنّي بَعدَهُم

أُمسي نَديمَ كَواكِبِ الجَوزاءِ

وَلَقَد رَعَيتُ فَلَيتَ شِعري مَن رَعى

مِنكُم عَلى بُعدِ الدِيارِ إِخائي

فَحمَ الغَبِيُّ وَقُلتُ غَيرَ مُلَجلِجٍ

إِنّي لَمُشتاقٌ إِلى العَلياءِ

وَصِناعَتي ضَربُ السُيوفِ وَإِنَّني

مُتَعَرِّضٌ في الشِعرِ بِالشُعَراءِ

وَاللَهُ يَجمَعُنا بِعِزٍّ دائِمٍ

وَسَلامَةٍ مَوصولَةٍ بِبَقاءِ

شرح ومعاني كلمات قصيدة أقناعة من بعد طول جفاء

قصيدة أقناعة من بعد طول جفاء لـ أبو فراس الحمداني وعدد أبياتها ستة و عشرون.

عن أبو فراس الحمداني

أبو فِراس الحَمْداني، الحارثُ بن سعيد بن حمْدان التَّغلِبي الرَّبْعي، أميرٌ شاعرٌ فارِسٌ، وهو ابنُ عَمِّ سيفِ الدولة. كان الصاحبُ ابنُ عبَّادٍ يقولُ: «بُدئَ الشِّعرُ بمَلِكٍ وخُتِمَ بمَلِكٍ.» يعني: امرأَ القيسِ وأبا فِراسٍ. وله وقائعُ كثيرةٌ قاتلَ بها بين يدَي سيفِ الدَّولة. وكان سيفُ الدَّولةِ يحبُّه ويُجلُّه ويَستصحبُه في غزَواته، ويُقدِّمه على سائرِ قَومه. كان يَسكُن مَنْبِجَ (بين حلَبٍ والفُرات)، ويتنقَّلُ في بلاد الشَّام. وأسَرَتْه الرُّومُ في بعضِ وَقائعِها بمَنْبِجَ (سنة ٣٥١ه) وكان مُتقلِّدًا لها، فامتازَ شعرُه في الأسرِ برُوميَّاتِه، وماتَ قَتيلًا في صَدَد (على مقرَبة من حِمص)، قتلَه أحدُ أتباعِ أبي المعالي بنِ سيف الدَّولة، وكان أبو فراس خالَ أبي المعالي وبينَهُما تنافسٌ.

مولِدُه سنة عشرين وثلاثمائة – ووفاتُه سنة سبعٍ وخمسين وثلاثمائة هجرية.

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي