أقول لحنان العشي المغرد

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة أقول لحنان العشي المغرد لـ السري الرفاء

اقتباس من قصيدة أقول لحنان العشي المغرد لـ السري الرفاء

أقولُ لحنَّانِ العَشيِّ المُغَرِّدِ

يهُزُّ صفيحَ البارقِ المتوقِّدِ

تَبَسَّمَ عن رَيِّ البلادِ حَبيُّه

ولم يبتسمْ إلا لإنجازِ مَوْعِدِ

على الشَّرَفِ المعمورِ بالعَمْرِ فالرُّبا

فتلكَ الثَّنايا فالطريقِ المعبَّدِ

فسُودِ اللَّيالي من بَنِيَّةِ جَعْفَرٍ

فَدِمنَةِ آثارِ الخليفةِ أحمدِ

بِصَفحةِ مصقولِ الأديمِ كأنَّما

سَفائِنُهُ رُبْدُ النَّعامِ المُشرَّدِ

شَوائِلُ أذنابٍ يُخَيَّلُ أنَّها

عقارِبُ دَبَّتْ فَوقَ صَرْحٍ مُمَرَّدِ

فمَشهَدُ عمروٍ حيثُ يُلعَنُ ظالِمٌ

وتَبكي على المظلومِ آلُ محمَّدِ

مَحلُّ الهَوى العُذريِّ في غَيرِ حِلَّةٍ

وعَهْدُ الشَّبابِ الغَضِّ في غَيرِ مَعهَدِ

مَضَت نَومَةُ التَّعريسِ في ظلِّ أمنِهِ

وأعقَبها ليلُ السَّليمِ المُسَهَّدِ

أمُجُّ له العَذْبَ النَّميرَ كأنَّه

مُجاجةُ مُحمَرِّ الحماليقِ أسوَدِ

ولا وِصْلَ إلا أن أروحَ مُغَرِّراً

بأدهمَ في تَيَّارِ أخضرَ مُزبِدِ

إذا ما أَهَلَّ الرَّكْبُ فيه جَرَى لَهُم

على سَنَنٍ كالمَشرفيِّ المُجرَّدِ

إذا ما ارتدَى اللَّيلَ البَهيمَ فإنَّني

بلَيْلَينِ منه والدُّجُنَّةِ مُرتَدي

أرى بلداً يشكو منَ الماءِ مثلَ ما

شَكا الغِمْدُ من حَدِّ الحُسامِ المُهَنَّد

تَحَوَّفَ غَربيَّ القصورِ كأنَّما

رُمينَ على الأيَّامِ منه بمِبرَدِ

مُكَفَّرَةُ الجُدرانِ للمَدِّ لا تَني

تَخُرُّ عليه من رُكوعٍ وسُجَّدِ

وعَهْدي بها مثلُ الفَراقدِ تُنْتَضى

ذَوائِبُها ما بينَ نَسْرٍ وفَرقَدِ

بقيَّةُ أبشارِ البناءِ كأنما

تَصوغُ لها الآصالُ تِيجانَ عَسجَدِ

فيا سطوةَ الأيَّام ِعُودي لسِلْمِها

كما كنتِ قبلَ اليومِ مَغلولةَ اليَدِ

ويا جانِبيَهْا بالمُناخِ سُقيتُما

بأعذبَ ممَّا يُسقَيانِ وأبرَدِ

ويا ديْرَها الشَّرقيَّ لازالَ رائحٌ

يَحُلُّ عُقودَ المُزنِ فيكَ ويَغتدي

مَوارِدُ لَهْوٍ صَفَّقَتْ في ظِلالِها

مَوارِدُ من ماءِ الكرومِ مُوَرَّدِ

عليلَةُ أنفاسِ الرِّياحِ كأنَّما

يُعَلُّ بماءِ الوَرْدِ نَرجِسُها النَّدي

يَشُقُّ جيوبَ الوَرْدِ في شَجَراتِها

نَسيمٌ متى يَنْظُرْ إلى الماءِ يَبرُدِ

وملعَبُ إفرِنْدِيَّةِ الرَّوْضِ يَعْتَلي

عليه خَلوقيُّ البِناء المُشَيَّدِ

صوامعُ في سَروٍ أنافَ كأَنها

قِبابُ عقيقٍ في قِبابِ زَبَرْجَدِ

شرح ومعاني كلمات قصيدة أقول لحنان العشي المغرد

قصيدة أقول لحنان العشي المغرد لـ السري الرفاء وعدد أبياتها ستة و عشرون.

عن السري الرفاء

السرّي بن أحمد بن السرّي الكندي أبو الحسن. شاعر أديب من أهل الموصل، كان في صباه يرفو ويطرز في دكان له، فعرف بالرفاء ولما جاد شعره ومهر في الأدب قصد سيف الدولة بحلب، فمدحه وأقام عنده مدة، ثم انتقل بعد وفاته إلى بغداد. ومدح جماعة من الوزراء والأعيان، ونفق شعره إلى أن تصدى له الخالديان، وكانت بينه، وبينهما مهاجاة فآذياه وأبعداه عن مجالس الكبراء. فضاقت دنياه واضطر للعمل في الوراقة (النسخ والتجليد) ، فجلس يورق شعره ويبيعه، ثم نسخ لغيره بالأجرة. وركبه الدين، ومات ببغداد على تلك الحال. وكان عذب الألفاظ، مفتناً في التشبيهات ولم يكن له رواء ولا منظر. من كتبه (ديوان شعره ط) ، و (المحب والمحبوب والمشموم والمشروب - خ) .[١]

تعريف السري الرفاء في ويكيبيديا

أبو الحسن السري بن أحمد بن السري الكندي الرفاء الموصلي شاعر مشهور؛ كان في صباه يرفو ويطرز (يعمل خياطا) في دكان بالموصل ولذا سمي بالرفاء أي الخياط، وهو مع ذلك يتولع بالأدب وينظم الشعر، ولم يزل حتى جاد شعره ومهر فيه، وقصد سيف الدولة الحمداني بحلب ومدحه وأقام عنده مدة، ثم انتقل بعد وفاته إلى بغداد ومدح الوزير المهلبي وجماعة من رؤساء المدينة، وانتشر شعره وراج. وكانت بينه وبين أبي بكر محمد وأبي عثمان سعيد ابني هاشم الخالديين الموصليين الشاعرين المشهورين معاداة فادعى عليهما سرقة شعره وشعر غيره. وكان السري مغرى بكتابة ديوان أبي الفتح كشاجم الشاعر المشهور، وهو إذ ذاك ريحان الأدب بتلك البلاد فكان يقوم بدس أحسن شعر الخالديين فيما يكتبه من شعر كشاجم، ليزيد في حجم ما ينسخه وينفق سوقه ويغلي سعره ويشنع بذلك عليهما ويغض منهما ويظهر مصداق قوله في سرقتهما، فمن هذه الجهة وقعت في بعض النسخ من ديوان كشاجم زيادات ليست في الأصول المشهورة. وكان شاعرا مطبوعا عذب الألفاظ مليح المأخذ كثير الافتنان في التشبيهات والأوصاف، ولم يكن له رواء ولا منظر، ولا يحسن من العلوم غير قول الشعر، وقد عمل شعره قبل وفاته نحو 300 ورقة، ثم زاد بعد ذلك، وقد عمله بعض المحدثين الأدباء على حروف المعجم. ومن شعر السري أبيات يذكر فيها صناعته، فمنها قوله:

وللسري المذكور ديوان شعر كله جيد، وله كتاب المحب والمحبوب والمشموم والمشروب وكتاب الديرة. وكانت وفاته في العقد السابع من القرن الرابع الهجري ببغداد كما قال الخطيب البغدادي في تاريخه حوالي عام 366 هـ / 976م.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. السري الرفّاء - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي