أكان لقلبه عنك انقلاب

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة أكان لقلبه عنك انقلاب لـ السري الرفاء

اقتباس من قصيدة أكان لقلبه عنك انقلاب لـ السري الرفاء

أكانَ لقلبِه عنكَ انقلابُ

أمالَ به إلى الغَيِّ العتابُ

أشأنُ دموعِهِ إلا انسكابٌ

أذابَ ضلوعَه إلا التهابُ

يُجابُ الشَّوقُ فيك إذا دعاه

ويُمتَهَنُ العذولُ فلا يُجابُ

ورفَّعْتَ القِبابَ ضُحىً فقُلنا

أَزُهْرٌ ما تضمَّنَتِ القِبابُ

ظعائنُ أشرقَتْ بالدمعِ عيني

وقد شَرِقَتْ بها تلك الشِّعابُ

محاسنُها لأعيُننا نِهابٌ

وأنفسُنا لأعيُنِها نِهابُ

نَشيمُ لها بوارِقَ جاوزَتْنا

كما يجتازُ شائمَه السَّحابُ

أَآنسةَ الدُّمى لولا التثِّني

ونافرةَ المَهى لولا السِّخابُ

صفا لك وُدُّنا من كلِّ شَوبٍ

وأحلى الودِّ ودٌّ لا يُشابُ

ومن عَجبٍ ثَناي على رُضابٍ

تَضِنُّ به ثناياكِ العِذابُ

أجَدَّ وقوفُنا بالدارِ شوقاً

إليكِ وجِدَّةُ الشَّوقِ اكتئابُ

وحنَّت في رُباكِ العِيسُ حتى

كأنَّ طُلولَهُنَّ لَها سِقابُ

سأُبرزُها سَوافرَ لا يُواري

محاسِنَها إذا برزَتْ نِقابُ

مُكرَّرَةً على راووقِ فِكرٍ

مُروَّقَةً كما راقَ الشَّرابُ

محبَّبةً لها في كلِّ قلبٍ

وإن بُعدَتْ مناسبُها اقترابُ

هي الكَلِمُ اللُّبابُ صَفاً وحُسْنَاً

وسيفُ الدَّولةِ الملكُ اللُّبابُ

َلأُدني من غرائِبها إليه

وكان لهنّ في الأرضِ اغتِرابُ

فها هي لا تَزَحْزَحُ عن ذَراه

ولا ترجو سواه ولا تَهابُ

هو الليثُ الذي إن يَحْمِ أرضاً

فكلُّ فِجاجِ تلك الأَرضِ غابُ

مُهنَّدُه إذا ما زارَ ظِفرٌ

وعاملُه إذا ما صاب نابُ

وأينَ الليثُ من طَلْقِ المُحيَّا

يجُدُّ ثوابُه ويَني العقابُ

وسَهْلٍ حينَ يسألُ غيرِ صَعْبٍ

وقد ذلَّتْ له العُربُ الصِّعابُ

له في كلِّ أُنمُلَةٍ سَحابٌ

يَسُحُّ وكلِّ جارحةٍ شِهابُ

وحظُّ عُداتِه ومُؤَمِّليه

حَرائبُه النفائسُ والحِرابُ

وقد خضعتْ له كَعْبٌ وخافَت

سَطاه حينَ خوَّفَها كِلابُ

وريعَتْ مصرُ إذ وثب العِفَرْنى

بحَدِّ السَّيفِ وانسابَ الحُباب

وآفاقُ البلادِ له جميعاً

تراخَى العزمُ أو جدَّ الطِّلابُ

خلالٌ يحرُسُ العلياءَ منها

سَماحٌ أو طِعانٌ أو ضِرابُ

إذا دعَتِ الملوكُ إليه يوماً

فإذعانُ الملوكِ له جَوابُ

مقامُكَ حيثُ تتَّصلُ المعالي

وذِكرُكَ حيثُ ينقطعُ التُّرابُ

فداؤُكَ يا ابنَ عبدِ اللهِ قَومٌ

يمينُكَ لُجَّةٌ وهم سَرابُ

إذا عُدَّتْ جبالُكَ من عديٍّ

تطأطأَتِ الرُّبا لك والهِضابُ

ملوكٌ ذُلَّلَت بهمُ رقابٌ

كما عزَّت بعزِّهِمُ رقابُ

عِذابُ القَولِ إن قالوا أصابوا

غِزارُ الجودِ إن جادوا أطابوا

إذا نَزَلوا فأقمارٌ بليلٍ

وإن ركبوا فآسادٌ غِضابُ

هو الحسبُ الذي لا رَيبَ فيه

وهل في الصُّبحِ ما وضحَ ارتيابُ

لئن سارَ الرّشكابُ بحُرِّ مَدحي

فقد سارت بجَدواك الرِّكابُ

ولي في ساحَتْيكَ غديرُ نُعمى

صفا مَتناه واطَّرَدَ الحُبابُ

وظِلٌّ لا يُمازِجُه هَجيرٌ

وشَمسٌ لا يُكدِّرُها ضَبابُ

وأيامٌ حَسُنَّ لديَّ حتى

تساوى الشِّيبُ فيها والشَّبابُ

فإن تُلحِقْ ثوابَك بي ثياباً

فأيسرُ ما تجودُ به الثِّيابُ

إذا احتفلَ النَّدِيُّ فأنتَ أَرْيٌ

وإن حَمِيَ الحديدُ فأنتَ صابُ

وإن خفي الصوابُ على ملوكٍ

فإنَّ جميعَ ما تأتي الصَّوابُ

شرح ومعاني كلمات قصيدة أكان لقلبه عنك انقلاب

قصيدة أكان لقلبه عنك انقلاب لـ السري الرفاء وعدد أبياتها ثلاثة و أربعون.

عن السري الرفاء

السرّي بن أحمد بن السرّي الكندي أبو الحسن. شاعر أديب من أهل الموصل، كان في صباه يرفو ويطرز في دكان له، فعرف بالرفاء ولما جاد شعره ومهر في الأدب قصد سيف الدولة بحلب، فمدحه وأقام عنده مدة، ثم انتقل بعد وفاته إلى بغداد. ومدح جماعة من الوزراء والأعيان، ونفق شعره إلى أن تصدى له الخالديان، وكانت بينه، وبينهما مهاجاة فآذياه وأبعداه عن مجالس الكبراء. فضاقت دنياه واضطر للعمل في الوراقة (النسخ والتجليد) ، فجلس يورق شعره ويبيعه، ثم نسخ لغيره بالأجرة. وركبه الدين، ومات ببغداد على تلك الحال. وكان عذب الألفاظ، مفتناً في التشبيهات ولم يكن له رواء ولا منظر. من كتبه (ديوان شعره ط) ، و (المحب والمحبوب والمشموم والمشروب - خ) .[١]

تعريف السري الرفاء في ويكيبيديا

أبو الحسن السري بن أحمد بن السري الكندي الرفاء الموصلي شاعر مشهور؛ كان في صباه يرفو ويطرز (يعمل خياطا) في دكان بالموصل ولذا سمي بالرفاء أي الخياط، وهو مع ذلك يتولع بالأدب وينظم الشعر، ولم يزل حتى جاد شعره ومهر فيه، وقصد سيف الدولة الحمداني بحلب ومدحه وأقام عنده مدة، ثم انتقل بعد وفاته إلى بغداد ومدح الوزير المهلبي وجماعة من رؤساء المدينة، وانتشر شعره وراج. وكانت بينه وبين أبي بكر محمد وأبي عثمان سعيد ابني هاشم الخالديين الموصليين الشاعرين المشهورين معاداة فادعى عليهما سرقة شعره وشعر غيره. وكان السري مغرى بكتابة ديوان أبي الفتح كشاجم الشاعر المشهور، وهو إذ ذاك ريحان الأدب بتلك البلاد فكان يقوم بدس أحسن شعر الخالديين فيما يكتبه من شعر كشاجم، ليزيد في حجم ما ينسخه وينفق سوقه ويغلي سعره ويشنع بذلك عليهما ويغض منهما ويظهر مصداق قوله في سرقتهما، فمن هذه الجهة وقعت في بعض النسخ من ديوان كشاجم زيادات ليست في الأصول المشهورة. وكان شاعرا مطبوعا عذب الألفاظ مليح المأخذ كثير الافتنان في التشبيهات والأوصاف، ولم يكن له رواء ولا منظر، ولا يحسن من العلوم غير قول الشعر، وقد عمل شعره قبل وفاته نحو 300 ورقة، ثم زاد بعد ذلك، وقد عمله بعض المحدثين الأدباء على حروف المعجم. ومن شعر السري أبيات يذكر فيها صناعته، فمنها قوله:

وللسري المذكور ديوان شعر كله جيد، وله كتاب المحب والمحبوب والمشموم والمشروب وكتاب الديرة. وكانت وفاته في العقد السابع من القرن الرابع الهجري ببغداد كما قال الخطيب البغدادي في تاريخه حوالي عام 366 هـ / 976م.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. السري الرفّاء - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي