أكذا يهد الدهر أطواد الهدى

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة أكذا يهد الدهر أطواد الهدى لـ شرف الدين الحلي

اقتباس من قصيدة أكذا يهد الدهر أطواد الهدى لـ شرف الدين الحلي

أكذا يهد الدهر أطواد الهدى

ويرد بالنكبات شاردة الردى

أكذا تغيب النيرات وينطفي

ما كان من أنوارها متوقدا

يا للرجال لنكبة نبوية

طوت العلا قلباً عليها مكمدا

ولخطة شنعاء لاحظها الهدى

دامي الجفوف فغض طرفاً أرمدا

لو كنت بالشهباء يوم تواترت

أنباؤه لرأيت يوماً أسودا

يوم تزاحمت الملائكة العلا

فيه فعزّت عن عليٍّ أحمدا

قصدت أمير المؤمنين رزيَّةٌ

عادات وقع سهامها أن تقصدا

هي ضعضعت شمَّ الجبال وأخضعت

من لم يكن لمذلّة متعودا

شنت على حرم الخلافة غارةً

شعواء غادرت الفخار مطردا

فسقت أبا حسن ثراك صنائع

لك ليس تبرح باديات عُوَّدا

يا طود زلت فزلزلت أرض رجت

حيناً بعدل منك أن تتمهدا

يا ليت من يُغْني غناءك والظُّبا

تبكي دماً يا غيث من يروي الصدى

يا وحشة المحراب منك إذا دجا

غسق الظلام ولم يجد متعبدا

هذا كتاب الله لِمْ غادرته

من بعد إِحْكَامِ الذي فيه سُدَا

أسفي لمنتجع وعافِ مُغَيَّل

عَدِما سجايا منك تُمْطِر عسجدا

تالله ما ظفر الحِمام بمثلها

يوماً ولم يمدد إلى أحدٍ يدا

يا دهرُ لست وإن عرفت بعَبْده

في البغي أول من سَطَا وتمردا

أَحْيَى بنيك وما عداك تَعَطُّفٌ

منه ففيم عليه صرفك قد عدا

تعساً لجَدِّك إذ كففت أناملاً

يا طالما وَكَفَتْ نَدىً وَكَفَتْ رَدَى

وهي الليالي غدرها ناهٍ لها

أن تحسن الإحسان أو تتوددا

والخطب مذ نصبت حبائل كيده

عزت فليس تصيب إلا أصيدا

ودنا له الدنيا تغار لأهلها

أن يحمدوا من صفو عيش موردا

ما للأماني أصبحت مفجوعة

بأعزِّها حسباً وأزكى مَحْتِدا

وَرث الخلائف علم يوم مصابه

فلأجله اتخذوا الشعار الأسودا

صلت ملائكة السماء عليه في

آفاقها فرقاً فظلت سُجَّدا

وجلت له الحور الجنان وحليت

قبل التلاقي لؤلؤاً وزبرجدا

يا خاطب البيداء يحمى نَوْمَهُ

أرق فيرمي بالمطيِّ الفدفدا

لا تَحْدُوَنَّ اليعملان وخلِّها

تسري سيغنيها الزفير عن الحُدا

ميعاد طرفك بالبكاء متى بدا

علم الحجاز ولاح معتلياً كَدَا

فهناك صِحْ يا آل هاشم دعوةً

تُذْكِي غليل أسير يَبكي جُلْمُدا

واقر السلام على المشاعر والصَّفا

واحبس هنالك للنَّعِيِّ مردّدا

واكتم على الوفد الحلول مصابه

فالقوم صرعى السير من بعد الحدا

وَاصِلِ السُّرى حتى تحلّ بيثرب

ليلاً فعزّ بها النبيَّ محمدا

وقل ابن عمك يومه أدناه من

أجل فكن جار الجنان له غدا

واعدل إلى العباس عمِّ المصطفى

إنْ أنت عاينت البقيع الغَرْقَدا

وتركت بالزوراء أهل قيامة

كان النعيم عليهم قد خلدا

صلى الإله على قبور أئمة

ملئت مع الحلم الشجاعة والندى

صبراً أمير المؤمنين فلم يزل

في كل حادثة بصبرك يُقْتَدى

إن السماء تكاد عند مصابكم

تهوي وَعِقْدَ الشهب أن يتبددا

وامنح غياث الدين صبراً منك لو

أرشدته يوماً إليه لاهتدى

فهو الضعيف إذا تلمّ ملمّة

بكم وما زال القويّ تجلدا

واسلم ولا سعت الليالي بعدها

أبداً إليك بما تسرّ به العدا

شرح ومعاني كلمات قصيدة أكذا يهد الدهر أطواد الهدى

قصيدة أكذا يهد الدهر أطواد الهدى لـ شرف الدين الحلي وعدد أبياتها اثنان و أربعون.

عن شرف الدين الحلي

أبو الوفاء راجح بن أبي القاسم إسماعيل الأسدي الحلي أبو الهيثم شرف الدين. شاعر من بني أسد ولد في مدينة الحلة في العراق. وقد رحل الشاعر إلى بغداد في خلافة الإمام الناصر لدين الله أبي العباس أحمد المستضيء بنور الله ولكنه لم يستقر كثيراً فرحل إلى الشام ومصر. وقد قضى جل حياته في ربوع الشام، ويظهر من شعره أنه شيعي وهذا ظاهر إذ أن كل أهل الحلة متشيعين. وشعر الحلي يشمل المدح في معظمه وله (ديوان كبير - خ) .[١]

  1. معجم الشعراء العرب

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي