أكف تغلب أنواء الحيا الجاري

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة أكف تغلب أنواء الحيا الجاري لـ السري الرفاء

اقتباس من قصيدة أكف تغلب أنواء الحيا الجاري لـ السري الرفاء

أَكُفُّ تَغلبَ أنواءُ الحَيا الجاري

ونارُ بأسِهِمُ أذكى من النارِ

والحمْدُ حَلْيُ بن حَمدانَ تَعرِفُهُ

والحقُّ أبلَجُ لا يُلقى بإنكارِ

قَومٌ إذا نَزَلَ الزُّوَّارُ ساحَتهم

تَفَيَّؤُوا ظِلَّ جَنَّاتٍ وأنهارِ

مُؤمَّرون إذا ثارَتْ قرومُهُمُ

أَفْضَتْ إلى الغايةِ القُصْوى من الثَّارِ

فكلُّ أيامِهم يومُ الكِلابِ إذا

عُدَّتْ وقائِعُهُم أو يومُ ذي قارِ

تتابَعتْ بركاتُ اللهِ نازلَةً

على أبي البَركاتِ المانعِ الجارِ

على الحَيا الغَمْرِ والبَحرِ الذي رسَبَتْ

فيه جواهرُه والضَّيْغَمِ الضَّاري

على الأميرِ الذي أضحَتْ مناقبُه

مِثلَ النُّجومِ تُضئُ اللَّيلَ للسَّاري

إذا عَزْمتُ على إحصائِها ازدَحَمَتْ

فكاثَرَتْ مِدَحي فيه وإكباري

وهل يُقاسُ فضاءُ البحرِ مُنحَرِفَاً

بأذرُعٍ قصَّرَتْ عنه وأَشبارِ

أصبحْتُ أُظْهِرُ شُكراً عن صَنائِعِه

وأُضْمِرُ الوُدَّ فيها أيَّ إضمارِ

كيانعِ النَّخْلِ يُبْدي للعيون ضُحىً

طَلْعاً نَضيداً ويُخفْي غَضَّ جُمَّارِ

أ أكرمَ النَّاسِ إلاَّ أن تُعَدَّ أباً

فاتَ الكِرامَ بآباءٍ وآثارِ

أشكو إليكَ حَلِيفَيْ غارةٍ شهَرَا

سَيفَ الشِّقاقِ على دِيباجِ أشعاري

ذِئْبَيْنِ لو ظفرَا بالشِّعرِ في حَرَمٍ

لَمَزَّقاهُ بأنيابٍ وأظفارِ

سَلاّ عليه سيوفَ البَغْيِ مُصْلَتةً

في جَحْفَلٍ من شَنيعِ الظُّلْمِ جرَّارِ

وأرخصَاهُ فقُلْ في العِطرِ مُنْتَهَبَاً

لديهِما يُشتَرى من غَيرِ عَطَّارِ

لَطائِمُ المِسْكِ والكافورِ فائحةٌ

منه ومُنْتَخَبُ الهِنْديِّ والغارِ

وكلُّ مُسفَرِةِ الألفاظِ تَحسَبُها

صفيحةً بين إشراقٍ وإسفارِ

أَرَقْتُ ماءَ شبابي في محاسِنِها

حتى تَرقَرقَ فيها ماؤُها الجاري

كأنَّما نَفَسُ الرَّيحانِ يَمْزُجُهُ

صَبَا الأصائلِ من أنفاسِ نَوَّارِ

باعا عرائِسَ شِعْري بالعراقِ فلا

تَبْعَدْ سَباياهُ من عُونٍ وأبكارِ

مجهولةُ القَدْرِ مظلومٌ عَقائِلُها

مقسومةٌ بين جُهَّالٍ وأغمارِ

وما يَضرُّهمُا والدُرُّ ذو خَطَرٍ

إن حلَّياهُ ملوكاً ذاتَ أخطارِ

وما رأى الناسُ سَبْياً مثلَ سَبْيِهِما

بِيعَتْ نفَيسَتُه ظُلماً بدينارِ

إذا كساكَ ثيابَ المَدحِ سالبُها

يَوماً فإنَّكَ أنتَ المكتسي العاري

واللهِ ما مدَحا حيّاً ولا رَثَيا

مَيْتاً ولا افتَخَرا إلا بأشعاري

إن توَّجاكَ بدُرٍّ فهو من لُجَجي

أو ختَّماكَ بياقوتٍ فأحجاري

هذا وعنديَ من لفظٍ أُشَعشِعُهُ

سُلافةٌ ذاتُ أضواءٍ وأنوارِ

كريمةٌ ليسَ من كَرْمٍ ولا التَثمَتْ

عروسُها بخمارٍ عندَ خَمَّارِ

تَنشُو خِلالَ شِغافِ القلبِ إن نشأَتْ

ذاتُ الحَبابِ خِلالَ الطِّينِ والقارِ

لم يبقَ لي من قريضٍ كان لي وَزَراً

على الشَّدائدِ إلا ثِقْلُ أوزاري

أراه قد هُتِكَتْ أستارُ حُرمَتِه

وسائرُ الشِّعرِ مستورٌ بأستارِ

كأنه جَنَّةٌ راحَتْ حدائقُها

من الغَبِيَّينَ في نار وإعصارِ

عارٍ منَ النَّسَبِ الوضَّاحِ مُنتَسِبٌ

في الخالديَّةِ بين الذُّلِّ والعارِ

وما أَظُنُّ دَعِيَّ الأزدِ يُنْصِفُني

حتى تموجَ به أمواجُ تَيَّاري

غضبانُ يستُرُ عني وجهَه بِيَدٍ

وَدِدْتُ لو سُمِّرَتْ فيه بمسمارِ

لقد تحيَّفَ شِعْري مَعْشَرٌ غَرَرٌ

منهم قريبٌ ومنهم نازحُ الدَّارِ

يُفوِّقون ونَبْلي في كِنانَتِه

إليَّ كُلَّ كليلِ النَّصلِ خَوَّارِ

ولو تفوَّقَ سَهمْي راكباً وَتَراً

يوماً لطال عليهم نَقْضُ أوتاري

إياكُمُ أن تَشِيمُوا برقَ غاديَةٍ

مُسِفَّةٍ بذُعافِ السُّمِّ مِدرارِ

ولا يَغُرَّنَّكُمْ أمطارُ مُبتَسمٍ

يُزجي الصَّواعِقَ في أثناءِ أمطارِ

فالسَّيفُ يُبدي ابتساماً عند هَزَّتِه

وقد أسَرَّ المنايا أيَّ إسرارِ

وما رأيتُم شُجاعاً قبلَ رؤيَتِه

قَراكُمُ وهو مُودٍ شَهْدَ مُشتارِ

يَبُرُّ مِنكم شبَاباً ما لَهم حزَنٌ

على الصِّبا وشيوخاً غيرَ أبرارِ

مَنْ كان يَعجَزُ عن سَهلي إذا استَبقَتْ

خَيلُ القَريضِ فكم تُجتابُ أوعاري

وهل يَقومُ لجَمْعي حينَ أُضرِمُهُ

مُغرَّرٌ عن زِنادٍ قلبُهُ واري

لو كنُتُمُ العنبرَ الوَردَ الشَّبيهَ به

والمنْدلَ الرَّطْبَ شَبَّتْ منكُمُ ناري

لكِنَّكُمْ حَطَبٌ بالٍ يُحرِّقُهُ

سَعيرُ شَمْسِ الضُّحى من قبلِ أشعاري

شرح ومعاني كلمات قصيدة أكف تغلب أنواء الحيا الجاري

قصيدة أكف تغلب أنواء الحيا الجاري لـ السري الرفاء وعدد أبياتها تسعة و أربعون.

عن السري الرفاء

السرّي بن أحمد بن السرّي الكندي أبو الحسن. شاعر أديب من أهل الموصل، كان في صباه يرفو ويطرز في دكان له، فعرف بالرفاء ولما جاد شعره ومهر في الأدب قصد سيف الدولة بحلب، فمدحه وأقام عنده مدة، ثم انتقل بعد وفاته إلى بغداد. ومدح جماعة من الوزراء والأعيان، ونفق شعره إلى أن تصدى له الخالديان، وكانت بينه، وبينهما مهاجاة فآذياه وأبعداه عن مجالس الكبراء. فضاقت دنياه واضطر للعمل في الوراقة (النسخ والتجليد) ، فجلس يورق شعره ويبيعه، ثم نسخ لغيره بالأجرة. وركبه الدين، ومات ببغداد على تلك الحال. وكان عذب الألفاظ، مفتناً في التشبيهات ولم يكن له رواء ولا منظر. من كتبه (ديوان شعره ط) ، و (المحب والمحبوب والمشموم والمشروب - خ) .[١]

تعريف السري الرفاء في ويكيبيديا

أبو الحسن السري بن أحمد بن السري الكندي الرفاء الموصلي شاعر مشهور؛ كان في صباه يرفو ويطرز (يعمل خياطا) في دكان بالموصل ولذا سمي بالرفاء أي الخياط، وهو مع ذلك يتولع بالأدب وينظم الشعر، ولم يزل حتى جاد شعره ومهر فيه، وقصد سيف الدولة الحمداني بحلب ومدحه وأقام عنده مدة، ثم انتقل بعد وفاته إلى بغداد ومدح الوزير المهلبي وجماعة من رؤساء المدينة، وانتشر شعره وراج. وكانت بينه وبين أبي بكر محمد وأبي عثمان سعيد ابني هاشم الخالديين الموصليين الشاعرين المشهورين معاداة فادعى عليهما سرقة شعره وشعر غيره. وكان السري مغرى بكتابة ديوان أبي الفتح كشاجم الشاعر المشهور، وهو إذ ذاك ريحان الأدب بتلك البلاد فكان يقوم بدس أحسن شعر الخالديين فيما يكتبه من شعر كشاجم، ليزيد في حجم ما ينسخه وينفق سوقه ويغلي سعره ويشنع بذلك عليهما ويغض منهما ويظهر مصداق قوله في سرقتهما، فمن هذه الجهة وقعت في بعض النسخ من ديوان كشاجم زيادات ليست في الأصول المشهورة. وكان شاعرا مطبوعا عذب الألفاظ مليح المأخذ كثير الافتنان في التشبيهات والأوصاف، ولم يكن له رواء ولا منظر، ولا يحسن من العلوم غير قول الشعر، وقد عمل شعره قبل وفاته نحو 300 ورقة، ثم زاد بعد ذلك، وقد عمله بعض المحدثين الأدباء على حروف المعجم. ومن شعر السري أبيات يذكر فيها صناعته، فمنها قوله:

وللسري المذكور ديوان شعر كله جيد، وله كتاب المحب والمحبوب والمشموم والمشروب وكتاب الديرة. وكانت وفاته في العقد السابع من القرن الرابع الهجري ببغداد كما قال الخطيب البغدادي في تاريخه حوالي عام 366 هـ / 976م.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. السري الرفّاء - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي