ألا أيها العشاق بالله سارعوا
أبيات قصيدة ألا أيها العشاق بالله سارعوا لـ عبد الله فريج

أَلا أَيُّها العُشّاقُ بِاللَهِ سارِعوا
لِصَبِّ قَد اشتَدَّت عَلَيهِ المَصارِع
مُعَنّى لِفَرط الشَوقِ في شِفَّة النَوى
عَن الوَصلِ اضحى وَهو بِالطيفِ قانِع
يَكادُ زَفيرُ الوُجد يُصلي فُؤادَهُ
وَيحرِق مِنهُ الجِسمُ لَولا المَدامِعُ
وَما ذاكَ وَاللَهُ خَفوق بِقَلبِهِ
وَلكِن لَهيب قَد طَوَتهُ الاضالِعُ
فَقالوا أَلا وارِ الهَوى عَن عَواذِل
وَلا تُرِ لِلحُسّادِ انَّكَ والِع
فقُلتُ لَهُم وَالقَلبُ قَد شَفَّهُ الضَنى
وَاصبَح من فَرط الجَوى وَهو هانِع
أَلا كَيفَ اخفي الحُب وَالدَمعُ قدوشي
عَلَيهِ فَاِضحى وَهو في الناسِ شائِع
وَكَيفَ سلوّي من محيا جَمالِها
لَهُ في سَماءِ الحُسنِ تَزهو مَطالِع
رَماني بِسَهم الصدِّ مِنها دَلالَها
يُمانِعُني عَن قُربِها وَيُدافِعُ
وَانّي لَدى هَجر صَبَرت عَلى النَوى
وَما الصَبرُ في الهِجرانِ وَاللَهُ نافِع
فَما لي سِوى ذلي لَدَيها وَسيلَة
وَلا غَيرُ جاه المُصطَفى قَط شافِع
وَزيرُ جَليل القَدر بَيت سِيادَة
لَهُ في ذَرى مَجد تشير الاِصابِع
تَجَلَّت رِياض العِزِّ في عَصرِهِ لَنا
فَراديس جَنّاتِ بِها الزَهر يانِع
وَأَضحَت بِهِ الاِوطانُ عَن زعم حاسِد
مَسارِح خَيراتُ بِها الكُل رائِع
عُلومُ وَآدابُ بِمِصر قَد ازدَهَت
وَحَسبُكَ في الأَريافِ تِلكَ المَطابِع
وَخفف عَن فَلاحِ مِصر ضَرائِباً
وَكانَ قَد اِشتَدَّت عَلَيهِ الوَقائِعُ
تَولّى بِتَوفيقِ العَزيزِ وزارَة
فَراجَت لِسوقِ العَدلِ فيها بَضائِع
بِهِ تاهَت الاِحكامُ فَخَرّا وَهَيمَنَت
كَما اِفتَخَرت بِالفَضلِ مِنهُ الشَرائِعُ
لَدى الحُكم لا يَخشى المُلام وَإِنَّما
يُجاهر فيهِ وَهو بِالحَقِّ صادِع
فَيا من يَرومُ اليَومَ إِدراكِ شَأوه
رُوَيداً فَذا لِلمُستَحيلات رابِع
خَبير أَسرارِ السِياسَةِ في الوَرى
وَفي كُل فَن طائِل الباع بارِع
ذَكيُّ النهى فَطن جليُّ بَصيرَة
فَصيح وَمن ثَدي البَلاغَة راضِع
لَبيب محبب ثاقِب الفِكر حازِم
لَهُ سَيف رَأي في المَشاكِل قاطِع
وَقَلب غَدا يحكي الجِبال رَواسِخاً
اذا قيلَ لِلهَيجاءِ قامَت مامِع
تحلّى بِجلبابِ العفاف وَبِالتقى
وَقَد زانَهُ في العالَمين التَواضُع
فَلا زالَ فينا شَمسُ عَدل وَحَولُهُ
كَواكِب انجال بِدور طَوالِع
أَلا أَيُّها الشَهم الهمام وَمن غَدَت
لَهُ الأُسدَ تَعنوا وَهيَ مِنهُ خَواشِع
تَحكُم بِما قَد شِئت فَالسَعدُ خادِم
لَدَيكَ شَبيهُ العَبد وَالدَهرِ طائِع
وَهاكَ مِنَ العَبدِ الشَكورِ خَريدَة
إِلَيكَ سعت وَالقَلبُ بِالوَصلِ طامِع
فَلا تَبتَغي بعلاً سِواكَ لأَنَّها
رَأَتكَ أِميراً ما لَهُ من يضارع
صِفاتك فيها كَالشموس بهيَّة
عَلَيها من الحُسنِ البَديعِ بَراقِع
نعم قَصَّرتَ في ذا المَديحِ عن الوَفا
وَلكِن لَها اِسباب عُذر مَوانِع
فَإِن المَعالي مِنكَ جل مَقامِها
فَاضحت عَن الادراكِ وَهي شَواسِع
فَأَكرَم عَلَيها بِالقَبول وَخَصَّها
بَعَفوِ فَباب العَفو عِندَكَ واسِع
وَحَسبُكَ مِنها طالِع السَعد قَد شَدا
يُناديكَ في تاريخِها وَهو ساطِعُ
فَلا بَرِحَت ذِكراكَ يا داعِيَ العُلا
تَشنف في الامجادِ مِنها مَسامِعُ
شرح ومعاني كلمات قصيدة ألا أيها العشاق بالله سارعوا
قصيدة ألا أيها العشاق بالله سارعوا لـ عبد الله فريج وعدد أبياتها ستة و ثلاثون.
عن عبد الله فريج
عبد الله فريج أفندي. أحد أدباء وشعراء مصر في العصر الحديث اتقن الشعر بعد أن بلغ الأربعين من عمره. أهدى أشعاره صاحب السعادة: ادريس بك راغب وقد قال في مطلع ديوانه مادحاً له: لإدريس رب الفضل تحدى الركائب وتطوى على بعد الديار السباسبُ له أريج الازهار في محاسن الاشعار.[١]
- ↑ معجم الشعراء العرب